غريفيث يطلع اليماني على خطته لإطلاق الأسرى والمختطفين

TT

غريفيث يطلع اليماني على خطته لإطلاق الأسرى والمختطفين

ذكرت مصادر حكومية يمنية أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث أطلع وزير الخارجية خالد اليماني أمس في الرياض على تفاصيل خطته الأممية الخاصة بملف إطلاق سراح الأسرى والمختطفين.
جاء ذلك بالتزامن مع تحركات دبلوماسية غربية لدى الشرعية اليمنية في سياق الجهود الدولية المبذولة التي تحاول دفع الميليشيات الحوثية الانقلابية إلى طاولة المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة والمتوقع استئنافها مع نهاية العام الحالي.
وفي حين أكدت المصادر الرسمية اليمنية أن وزير الخارجية اليماني التقى أمس في الرياض كلا من المبعوث الأممي مارتن غريفيث والسفير الأميركي مارتن تولر والسفير الفرنسي كريستيان تيستو، يرجح مراقبون يمنيون أن هذه التحركات الغربية هدفها الحصول على تطمينات من قبل الشرعية بخصوص العمليات العسكرية لتحرير الحديدة ومينائها.
وأفادت وكالة «سبأ» بأن اليماني ناقش مع السفير الأميركي تولر جهود الحكومة لاستعادة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وتطبيع الأوضاع الاقتصادية، وكذا جهود المبعوث الأممي إلى اليمن لعقد جولة مشاورات سلام جديدة قبل نهاية العام الحالي 2018.
وأكد الوزير اليماني أن الحكومة تتعامل بإيجابية مع دعوة المبعوث الأممي، سعياً منها لإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، مشيراً إلى أن جهود الحكومة تصطدم بتعنت الميليشيا الانقلابية وتمسكها بالحرب ورفضها للسلام.
وفيما شدد اليماني على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي مزيداً من الضغوط على الميليشيات الانقلابية للانصياع للسلام والاستجابة لمتطلباته قال إن الحكومة الشرعية «تعمل حاليا في كافة المؤسسات من العاصمة المؤقتة عدن بوتيرة عالية لتحسين الأوضاع وتقديم الخدمات للمواطنين»، مشيرا إلى أهمية دعم المجتمع الدولي للجهود التي تبذلها الحكومة والتقدم الذي أحرزته في هذه المجالات.
وقلل وزير الخارجية اليمني من المخاوف الغربية جراء استمرار المعارك في الحديدة، وقال إن «العمليات العسكرية للجيش الوطني في محافظة الحديدة تسير بثبات وبحذر، وذلك حرصاً على أرواح المدنيين وسلامة البنية التحتية العامة والخاصة».
وفي لقائه مع السفير الفرنسي كريستيان تستو، أكد اليماني - طبقا لما أورته وكالة «سبأ» التزام الحكومة اليمنية بدعم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث واستعدادها للتعامل الإيجابي مع دعوته لعقد جولة جديدة من مشاورات السلام قبل نهاية العام الحالي 2018.
وشدد اليماني - بحسب المصادر الرسمية اليمنية - على ضرورة أن تتعامل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بجدية مع استهتار ورفض الميليشيات الانقلابية لجهود السلام، وضرورة ممارسة مزيد من الضغط عليها حتى لا يتكرر سيناريو جنيف في المشاورات القادمة من خلال رفض الجماعة للحضور.
وبخصوص المخاوف ذاتها التي حملها السفير الأميركي، أكد اليماني للسفير الفرنسي أن الجيش الوطني حريص على حماية وسلامة المدنيين والبنية التحتية وضمان استمرار عمل ميناء الحديدة ووصول السلع التجارية ومواد الإغاثة.
وكانت المصادر الرسمية ذكرت أن اليماني التقى أمس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، وذلك في إطار المناقشات الجارية حول السبل الكفيلة بالدفع بعملية السلام في اليمن وإجراءات بناء الثقة وعقد مشاورات سياسية لإنهاء الانقلاب وتنفيذ مرجعيات التسوية السياسية.
وفي حين جدد الوزير اليماني التأكيد على دعم الحكومة اليمنية لجهود المبعوث الأممي وخطته لإحلال السلام واستعادة الدولة والأمن والاستقرار في اليمن، ذكرت وكالة «سبأ» أن الأخير أطلع وزير الخارجية «على ما تم تحقيقه للوصول إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح جميع السجناء والمعتقلين في سجون ميليشيات الحوثي».
ودعا اليماني إلى تعاون الأمم المتحدة مع الحكومة اليمنية في دعم وتعزيز عمل البنك المركزي اليمني وتمكينه من تقديم خدماته لجميع المواطنين في كافة مناطق الجمهورية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.