«النواب» المصري يُظهر دعماً لفرض ضرائب على إعلانات «السوشيال ميديا»

قبل تقديمه من الحكومة

TT

«النواب» المصري يُظهر دعماً لفرض ضرائب على إعلانات «السوشيال ميديا»

فيما بدا دعماً مبكراً لمشروع قانون حكومي قيد الإعداد، أظهر «مجلس النواب» المصري (البرلمان)، أمس، تأييداً كبيراً لتوجهات وزارة المالية، بإقرار فرض ضرائب على إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) وذلك ضمن حزمة من القوانين تعتزم الحكومة إحالتها للبرلمان قريباً.
وقال المتحدث باسم مجلس النواب، صلاح حسب الله، في بيان أمس، إن المجلس يؤيد خطة «المالية» في مجال الضرائب، والتي «تشمل إعداد مشروعات قوانين، منها تعديلات قانون رقم 91 الخاص بالضريبة على الدخل، ومشروع قانون الفاتورة الإلكترونية، ومشروع قانون ضريبة الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي».
ويقدر عدد المستخدمين المصريين لموقع «فيسبوك» بما بين 45 و48 مليون شخص، بحسب دراسة أعدتها لجنة «الاتصالات» في البرلمان المصري نهاية العام الماضي. وقال الرئيس المصري، الأسبوع الماضي، خلال فعاليات منتدى شباب العالم، إن «أي محاولة لمنع مواقع التواصل الاجتماعي لن تنجح».
وقال حسب الله، إن «التشريعات المقترحة، خاصة بفرض ضرائب على الإعلانات التي تتم عبر (السوشيال ميديا)، كانت مطلباً لعدد كبير من أعضاء مجلس النواب في صفوف الأغلبية والمعارضة والمستقلين، خاصة بعد أن أصبحت (المواقع) عبارة عن غابة من الإعلانات التي تتم دون ضوابط، وتشمل كل شيء، لدرجة أن هناك إعلانات يجب ألا يسمح بوضعها».
وكان وزير المالية، محمد معيط، قد أعلن خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أول من أمس، أن الحكومة «سترسل إلى مجلس النواب مشروع قانون الجمارك الجديد خلال الأسابيع القادمة، فيما يجري العمل على إعداد مشروع قانون جديد للمالية العامة للدولة، بينها مشروع قانون ضريبة الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، أعلن وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان، يحيى كدواني، اعتزامه التقدم بمشروع قانون لتحصيل الضريبة «المماثلة لضريبة أخرى مفروضة وقائمة على الإعلانات التلفزيونية والورقية في مصر»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، آنذاك، نحن نستهدف «وقف نزيف التهرب الضريبي الذي يقدم عليه بعض أصحاب السلع الذين يحققون أرباحاً من الإعلانات على المواقع الإلكترونية الشهيرة، ويصلون بإعلاناتهم لعشرات الملايين من المصريين، دون أن تحصل الدولة على حقوقها في الضريبة على الإعلانات».
وقبل 5 أشهر، أقر مجلس النواب بشكل نهائي، مشروع قانون «تنظيم الصحافة والإعلام»، الذي نص في مادته رقم 67 على أنه «لا يجوز في جميع الأحوال لأي موقع إلكتروني جلب إعلانات من السوق المصرية، ما لم يكن مقيداً بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وخاضعاً لأحكام قانون الضريبة على القيمة المضافة». وتسري أحكام قانون تنظيم الصحافة والإعلام على «كل موقع إلكتروني شخصي، أو مدونة إلكترونية شخصية، أو حساب إلكتروني شخصي، يبلغ عدد متابعيه خمسة آلاف متابع أو أكثر».
وتقدر حصيلة الضرائب على الإعلانات في مصر، بحسب خبراء ضريبيين، عن عام 2017 بنحو 4 مليارات جنيه (225 مليون دولار تقريباً).



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».