غياب حفتر يخيم على «مؤتمر باليرمو»

معلومات عن اجتماعه سراً في بنغازي مع وفد إيطالي

غياب حفتر يخيم على «مؤتمر باليرمو»
TT

غياب حفتر يخيم على «مؤتمر باليرمو»

غياب حفتر يخيم على «مؤتمر باليرمو»

في محاولة نهائية لإنقاذ المؤتمر الذي تستضيفه اليوم الحكومة الإيطالية في باليرمو حول ليبيا، سعت إيطاليا إلى إقناع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بالعدول عن قراره الغياب عن المؤتمر الذي تحضره غالبية الأطراف الرئيسية الليبية، إضافة إلى تمثيل عربي ودولي.
وفاجأ حفتر الجانب الإيطالي قبل ساعات من التئام المؤتمر، باعتذار رسمي عن عدم الحضور، ما دفع رئيس الوزراء الإيطالي للإسراع بإرسال وفد، مساء أول من أمس، لإجراء محادثات غير معلنة مع حفتر في بنغازي.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن حفتر أبلغ الوفد الإيطالي الذي يعتقد أنه كان برئاسة رئيس المخابرات الإيطالية ألبرتو مانينتي، برفضه المشاركة في المؤتمر. وراجت أمس تقارير نفتها روما عن وصول رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي لمدينة بنغازي للقاء حفتر وإقناعه بالمشاركة في المؤتمر.
ونفى مكتب رئيس الوزراء الإيطالي أنباء وصوله إلى مقر حفتر، بينما امتنع العميد أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم حفتر والجيش عن التعليق. ولم يعلن مكتب حفتر رسمياً موقفه من المؤتمر، لكن مصادر مقربة منه قالت لـ«الشرق الأوسط»، إنه اعتذر للسلطات الإيطالية عن عدم الحضور، رغم أن رئيس الحكومة الإيطالية أكد في السابق حضوره خلال لقائهما في روما الأسبوع الماضي.
ومن المنتظر أن يشارك في الاجتماع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، في مواجهة عقيلة صالح رئيس مجلس النواب. كما دعت روما شخصيات بارزة وعدداً من أعيان القبائل. ويشارك أيضاً ممثلون من دول أوروبية بينها فرنسا والولايات المتحدة، فضلاً عن دول عربية في المؤتمر الذي يستمر يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في باليرمو، في حين لا تزال ليبيا تعاني من انعدام الأمن والأزمة الاقتصادية.
وفي محاولة للنأي بمصير المؤتمر عن الإخفاق، اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي مؤتمر باليرمو «خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار في ليبيا وأمن حوض البحر المتوسط برمته». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي إيطالي، أنه لن يتم الإعلان عن أي موعد جديد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة في ليبيا، كما أنه من «غير المؤكد إصدار بيان ختامي».
وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي طلال الميهوب، إنه يعتقد أن اعتذار حفتر «يرجع لنوعية الحضور»، في إشارة إلى مشاركة قيادة جماعة «الإخوان المسلمين» التي تناصب حفتر العداء. وأوضح الميهوب لـ«الشرق الأوسط»، أنه اعتذر رسمياً عن رئاسة الوفد البرلماني لأسبابه الخاصة، ولكنه أضاف بعد معرفة حجم مشاركة «الإخوان» في المؤتمر: «لست نادماً على هذا الاعتذار». وأضاف أن «السلطات الإيطالية وجهت دعوات مبالغاً فيها وبالجملة إلى قيادات معروفة بعدائها للجيش وإفشالها أي حل سياسي للأزمة الليبية الراهنة». ورأى أن «ثمة محاباة إيطالية للإخوان والميليشيات... المضيف الإيطالي للمؤتمر هو سبب الفشل لأنه استدعى للحضور قيادات الإخوان والميليشيات التي لا تريد الاستقرار ولا حل الأزمة الليبية».
وفى تبريرها لاستضافة المؤتمر الذي سيعقد على مدى يومين، قالت الحكومة الإيطالية إن الحدث هدفه «تقديم مساهمة جادة وملموسة لعملية تثبيت الاستقرار لدعم ليبيا في البلد من خلال الاتفاق الكامل مع الجهات الفاعلة السياسية الرئيسية».
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأطراف الليبية، إلى «التوافق حول الاستحقاقات والخطوات السياسية والدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي لإخراج ليبيا من أزمتها الراهنة ووضع حد لحالة الانسداد السياسي والانقسام الذي تعاني منه البلاد».
وقال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، في بيان أمس، إن أبو الغيط جدد التزام الجامعة العربية بمساندة المبادرة التي يرعاها المبعوث الأممي لعقد ملتقى وطني جامع لليبيين مطلع العام المقبل، وتنفيذ المخرجات المهمة التي يمكن أن يفضي إليها المؤتمر الدولي الذي ستشارك فيه الجامعة حول ليبيا في باليرمو الإيطالية، والمساهمة في أي إجراءات لبناء الثقة وتوفير الضمانات الإضافية التي تعزز من فرص إتمام وإنجاح الانتخابات المنتظرة.



السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
TT

السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم (السبت) ضرورة ترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم.

وقال السوداني في كلمة خلال مشاركته اليوم في الحفل التأبيني الذي أقيم في بغداد بمناسبة ذكرى مقتل الرئيس السابق لـ«المجلس الأعلى في العراق» محمد باقر الحكيم: «حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة».

وأضاف: «هناك من حاول ربط التغيير في سوريا بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته».

وأوضح أن «المنطقة شهدت منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية نتجت عنها تغيرات سياسية مؤثرة».

وتابع السوداني، في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته بموقع «فيسبوك»: «نمتلك نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستور والقانون، وليس من حق أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف، اقتصادياً كان أم أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل».

ولفت إلى إكمال «العديد من الاستحقاقات المهمة، مثل إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «الاستحقاقات من إصرار حكومتنا على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيد حركة العراق دولياً».

وأكد العمل «على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهوداً بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار»، مشدداً على استعداد بلاده «للمساعدة في رفع معاناة أهل غزة، وهو نفس موقفنا مما تعرض له لبنان من حرب مدمرة».

ودعا السوداني «العالم لإعادة النظر في قوانينه التي باتت غير قادرة على منع العدوان والظلم، وأن يسارع لمساعدة المدنيين في غزة ولبنان، الذين يعيشون في ظروف قاسية».