نصر الله يتمسك بمشاركة «سنّة 8 آذار» في الحكومة

ناقش أفكاراً مع باسيل ورمى كرة الحل مجدداً في ملعب الحريري

جانب من لقاء الوزير جبران باسيل وحسن نصرالله (الوكالة الوطنية للاعلام)
جانب من لقاء الوزير جبران باسيل وحسن نصرالله (الوكالة الوطنية للاعلام)
TT

نصر الله يتمسك بمشاركة «سنّة 8 آذار» في الحكومة

جانب من لقاء الوزير جبران باسيل وحسن نصرالله (الوكالة الوطنية للاعلام)
جانب من لقاء الوزير جبران باسيل وحسن نصرالله (الوكالة الوطنية للاعلام)

شدّد رئيس الجمهورية ميشال عون، على أنه «لن يترك جهداً إلا وسيبذله من أجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة»، في وقت جدّد «حزب الله» على لسان أمينه العام حسن نصر الله، أمس، تمسكه بتمثيل «سنة 8 آذار»، وأنه لن يسير بحكومة من دونهم، بعد ساعات على لقائه وزير الخارجية رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.
وتم البحث في لقاء نصر الله - باسيل في موضوع تشكيل الحكومة، والعمل على إيجاد السبل الكفيلة لحل العقد التي تعترض عملية التأليف، على أساس المعايير الموضوعية والعملية. ووصفت مصادر مطلعة اللقاء بـ«الجيد»، مشيرة إلى أنه تم تبادل أفكار للحلّ سيتم البحث فيها بانتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت المتوقعة قريباً.
وتطرق النقاش إلى عدد من الملفات الداخلية، حيث اتفق الطرفان على وجوب تحصين الوحدة الوطنية، ومنع الانجرار إلى توتير البلاد أو التحريض المذهبي أو الطائفي.
وجدّد نصر الله رمي كرة الحل في ملعب الحريري، وقال إن «حزب الله» أبلغ المعنيين أنه لن يسير بحكومة لا يتمثل فيها «النواب السنة المستقلون»، مؤكداً أنه لا مشكلة لدى الحزب «أن ينال (التيار الوطني الحر) ما يتعدى الثلث المعطل لأننا حلفاء معهم».
وأوضح أن «كل ما قيل عن عقدة مفتعلة أو مفاجئة إنما هو غير صحيح، لأنه منذ خمسة أشهر والنواب السنة يطالبون ونحن ندعم مطالبتهم»، مضيفاً: «حل هذه العقدة هو عند الرئيس المكلف، وقلت هذا الأمر في سياق لقائي مع الوزير جبران باسيل قبل يومين».
وأشار إلى أنه بعد حل العقدة المتمثلة بحصة «القوات اللبنانية»، بعد خمسة أشهر من التكليف، «اتصلوا بنا يطلبون أسماء من نريد إشراكهم في الوزارة»، كاشفاً «أنه رد على مطالبته بطرح أسماء للوزارة بالقول: أين وزير النواب الستة السنة، إذ إننا لا نجامل لأننا أبلغنا بكل وضوح أننا لا نسير بأي حكومة لا يتمثل فيها النواب السنة المستقلون الستة». وأعلن «التزامه بأي قرار يتخذه هؤلاء النواب».
واعتبر نصر الله أن «التواضع في لبنان خطأ»، مشيراً إلى أنه «كان علينا (حزب الله وحركة أمل) المطالبة بعشرة وزراء»، وقال: «إذا أردنا إجراء تعداد الأصوات والأحجام، فتصبح الأمور أكثر تعقيداً». وخاطب «الجميع» قائلاً: «نحن من أول يوم عندما بدأ الحديث عن تشكيل حكومة، طلبنا من الرئيس المكلف أن يكون لهؤلاء النواب الستة وزير في الحكومة».
وكان الوزير جبران باسيل قد تطرق إلى عقدة تمثيل النواب السنة، التي وصفها بالعقدة «السنية الشيعية»، في كلمة له خلال العشاء السنوي لهيئة الصيادلة في «التيار الوطني الحر»، وقال باسيل «العقدة التي سموها عقدة سنية - شيعية هي عقدة وطنية لأنها لا تخص فريقين فقط بل تخص كل اللبنانيين، لكن لن نستطيع الخروج منها إلا إذا رجعنا إلى معايير التمثيل الصحيح».
وأضاف: «أعتقد أننا اتفقنا جميعاً أنه لا احتكار لأي طائفة من فريق واحد، كلنا متنوعون وممثلون بأكثريتنا وبأقليتنا، ولكن أيضاً على أساس المعيار الواحد الذي يتطلع على الكتل الفعلية وطريقة تمثيلها. إذا رجعنا إلى هذا الأساس أعتقد أنه ستحل مسألة تأليف الحكومة بأسرع وقت، ومن واجبنا ولو كنا غير معنيين بالمشكلة مباشرة، إنما معنيون بحلها وسنكون مساهمين بالتأكيد بهذا الحل، وبدأنا العمل للمساهمة بإيجاد حل لتشكيل الحكومة، والأهم إيجاد حل للبنانيين ليروا أفقاً في البلد».
وانتقد النائب جهاد الصمد، أحد أعضاء «اللقاء التشاوري» (سنة 8 آذار)، تسمية باسيل العقدة بـ«السنية - الشيعية».
ووصف كلام باسيل بـ«التحريضي»، وقال في حديث تلفزيوني، «نذكره بالمثل الذي يقول: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. ونذكر باسيل أن حلفاءه هم حلفاؤنا، وفي السابق عندما التزموا أخلاقياً معه رأينا النتيجة.
لسنا في وارد الاستجداء، ونحن سنثبت وجودنا في السياسة». وأضاف: «النواب السنة يمثلون في السياسة الطرف الثاني من الطائفة السنية التي لا تلتقي مع (تيار المستقبل)، ومن حقنا أن نتمثل في الحكومة».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.