الشرطة الإسرائيلية تعدّ لائحة اتهام ضد وزير الداخلية

تتضمن أدلة يمكن أن تدينه بالاحتيال وخيانة الأمانة وغسل الأموال

TT

الشرطة الإسرائيلية تعدّ لائحة اتهام ضد وزير الداخلية

قالت مصادر إسرائيلية أمس، إنه من المتوقع أن توصي الشرطة الإسرائيلية الأسبوع المقبل، النيابة بتقديم لائحة اتهام ضد وزير إسرائيلي وشقيقه.
وتستعد الشرطة الإسرائيلية، للإعلان عن نتائج تحقيقاتها في ملف يخص وزير الداخلية أريه درعي، ستقول فيه بأنه «تم العثور على أدلة ضده، يمكن لها أن تؤدي إلى اتهامه بالاحتيال وخيانة الأمانة وغسل الأموال».
ومن المتوقع أن توصي الشرطة أيضا، بتقديم لائحة اتهام ضد شقيق درعي، وهو المحامي شلومو درعي، في سلسلة جرائم اقتصادية. ورفض درعي الأسبوع الماضي، طلب الشرطة الإسرائيلية، أن يأتي إلى تحقيق إضافي وأخير في قضيته، متذرعا بالانتخابات المحلية في إسرائيل.
وينتمي درعي إلى حزب «شاس»، الذي يمثّل الوسط الشرقي لليهود المتزمتين دينيا (الحريديم).
ودخل درعي المعترك السياسي في العام 1988 ليصبح وزيراً للداخلية، قبل أن تدينه محكمة إسرائيلية في 17 مارس (آذار) من العام 1999. بالارتشاء والاحتيال وخيانة الأمانة، ما أدى إلى سجنه لمدة سنتين.
وعاد درعي إلى الحياة السياسية، في الانتخابات الأخيرة للكنيست (في العام 2013)، وسط انتقادات شديدة له ولنتنياهو، الذي وافق على تعيينه وزيرا في حكومته الحالية.
ويزيد الأمر الضغط على نتنياهو الذي يخضع للتحقيق في 4 ملفات وهو الأمر الذي شجع معارضيه على الدعوة لانتخابات مبكرة. والأسبوع الماضي قال مصدر كبير في حاشية نتنياهو إنه يرغب في استكمال الإجراءات التشريعية الخاصة بقانون التجنيد خلال دورة الكنيست الحالية، سعياً إلى عدم تفكيك الحكومة. وجاء هذا التصريح لوضع حد للجدل حول إمكانية إقامة انتخابات مبكرة. وجاء تراجع نتنياهو بعد سلسلة تقارير تفيد أنه حسم أمره وقرر حل «الكنيست» (البرلمان الإسرائيلي) وإجراء انتخابات مبكرة في غضون بضعة شهور بسبب التحقيقات الجارية ضده في 4 ملفات.
وأنهت الشرطة الإسرائيلية التحقيق في ملفين هما: 1000 و2000. وأوصت المستشارة القضائية للحكومة أبيحاي مندلبليت والنيابة العامة بتقديمه إلى المحاكمة فيهما، لوجود أدلة دامغة.
ويشتبه في «الملف 1000» بأن نتنياهو حصل على منافع وهدايا من رجال أعمال في مقدمتهم رجلا الأعمال أرنون ميلتشين وجيمس باكر، بضمنها سيجار فاخر وشمبانيا وبدلات فاخرة ومجوهرات، قدرت قيمتها بنحو مليون شيكل (300 ألف دولار)، دفع منها ميلتشين نحو 750 ألفاً، ودفع باكر نحو 250 ألف شيكل. أما في «الملف 2000»، فتشير أدلة إلى أن نتنياهو عرض على ناشر صحيفة «يديعوت أحرونوت» أرنون موزيس، صفقة يحصل بموجبها رئيس الوزراء على تغطية إعلامية إيجابية مقابل التضييق على صحيفة «يسرائيل هيوم» المنافسة. ولم يستجب المستشار القضائي، مندلبليت، وقال بأنه يوجد نقص في المعلومات، بانتظار أن تنهيها الشرطة. وهناك ملف تحقيق آخر مفتوح ضد نتنياهو، وهو «الملف 4000» الذي يركز على شبهة تلقيه رشوة من مالك شركتي «بيزك» (للاتصالات) و«واللا» (موقع إخباري)، رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش.
وتدور الشبهات حول قيام نتنياهو، بوصفه أيضاً وزيراً للاتصالات، بتقديم تسهيلات كبيرة لألوفيتش تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات، مقابل تخصيص موقع «واللا» للكتابة الإيجابية عن نتنياهو وحكومته. وفي هذا شبهات قوية بمخالفات تتعلق برشاوى واحتيال وخيانة الأمانة.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.