معارك محتدمة بين «طالبان» والقوات الحكومية

الأفيون الأفغاني يحقق أرقاماً قياسية من حيث الإنتاج

معارك محتدمة بين «طالبان» والقوات الحكومية
TT

معارك محتدمة بين «طالبان» والقوات الحكومية

معارك محتدمة بين «طالبان» والقوات الحكومية

التفاؤل الحذر الذي ساد الأجواء في ظل اجتماعات مؤتمر موسكو حول القضية الأفغانية، يبدو أنه لم يتعد كونه سحابة صيف انقشعت، وعادت الأمور إلى ما كانت عليه من قتال وهجمات من «طالبان» والقوات الحكومية الأفغانية في مختلف الولايات. فقد أعلنت حركة طالبان قتلها العشرات من قوات الحكومة والشرطة الأفغانية في عدد من العمليات، بينما اتهم الجيش الأفغاني قوات طالبان بالتسبب بقتل مدنيين اثنين وقصف بالأسلحة الثقيلة على منازل سكان مدنيين في ولاية بروان شمال شرقي العاصمة كابل. ففي بياناتها التي تصدرها حركة طالبان على موقعها على الإنترنت، أشارت إلى مقتل وجرح تسعة مدنيين في ولاية فارياب الشمالية، حيث تخوض قوات الحركة معارك يومية للسيطرة على ما تبقى من الولاية بيد القوات الحكومية. وجاء في بيان «طالبان»، أن «قوات الحركة هاجمت مواقع لـ(الميليشيا) التابعة للحكومة في منطقة أركاليك في مديرية قيصر، حيث استمر تبادل القصف بين الجانبين عدة ساعات»، ونتج عن المعركة، حسب قول «طالبان»، «سيطرة قواتها على مركز لـ(الميليشيا) المحلية، وقتل أربعة من أفرادها وجرح خمسة آخرين، وإجبار من تبقى من قوات (الميليشيا) على الانسحاب، تاركين وراءهم دبابتين ودراجات نارية مدمرة». وفي بيان آخر لحركة طالبان نشرته على موقعها قالت إن مقاتليها تمكنوا من السيطرة على قاعدة عسكرية كبيرة للقوات الحكومية منتصف الليلة قبل الماضية على مدخل مدينة غزني جنوب شرقي كابل. وأن المعارك أسفرت عن مقتل 17 من القوات الحكومية وجرح ثلاثة آخرين، كما تمكنت قوات «طالبان» من أسر خمسة آخرين وتدمير ثلاث دبابات في العملية.
وكانت «طالبان» تحدثت عن قيام مقاتليها بالسيطرة على 14 نقطة عسكرية في منطقة جاغوري في ولاية غزني، ما أدى إلى مقتل 26 من القوات الحكومية، كما قتل 10 من أفراد الجيش الأفغاني وجرح 4 آخرون في معارك بين الطرفين في منطقة شالغر في ولاية غزني، حسب قول «طالبان». وفي ظل مد «طالبان» لرقعة المواجهات مع القوات الحكومية في أكثر من منطقة أعلنت الحركة عن مقتل وجرح 20 من القوات الحكومية والسيطرة على مركزين أمنيين في ولاية بادغيس شمال غربي أفغانستان بعد معركة قرب آب كاماري، وجرح في العملية 3 من مقاتلي حركة طالبان.
وكان الجيش الأفغاني اتهم قوات «طالبان» بقتل مدنيين اثنين في إقليمي ننجرهار وبروان شرق وشمال البلاد، حسبما نقلته وكالة «خاما بريس» عن الجيش، وطبقاً لبيان أصدره فيلق «سيلاب - الفيضان»، فإن مسلحي «طالبان» اختطفوا الجمعة مدنياً في مديرية سورخ رود في إقليم ننجرهار شرق أفغانستان وأعدموه رمياً بالرصاص، كما أطلقوا النار على منازل للمدنيين في المنطقة، مستخدمين الأسلحة الثقيلة في منطقة سيا جيرد في ولاية بروان شمال شرقي كابل، وحسب بيان الجيش الأفغاني فقد أدى القصف الذي قامت بها قوات «طالبان» إلى مقتل مدني. وكانت اللجنة الأفغانية لحقوق الإنسان أعلنت في شهر أغسطس (آب) الماضي أن أكثر من 64 ألف مدني أفغاني سقطوا ما بين قتيل وجريح جراء العمليات المسلحة خلال السنوات التسع الماضية.
إلى ذلك انتعشت زراعة وتجارة الأفيون في أفغانستان مجدداً، حيث وصلت إلى أرقام قياسية، حسب الأرقام المعلنة، فقد ذكرت تقارير حكومية أن مساحة الأراضي المزروعة بالأفيون زادت بنسبة 63 في المائة خلال عام 2016 - 2017، وزادت قيمة الناتج من الأفيون لتصل إلى 6.6 مليار دولار. وأشارت تقارير نشرتها الحكومة والأمم المتحدة إلى أن زراعة الأفيون تناسبت طردياً مع تقلص سيطرة الحكومة في عدد من المناطق. وكان المفتش العام لبرنامج «إعمار أفغانستان» جون سويكر قال إن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الأفغانية انخفضت إلى ما دون نصف مساحة البلاد الإجمالية. وحسب بيانات قوات حلف الأطلسي، فقد خسرت القوات الحكومية ما نسبته 16 في المائة من مجمل أراضي أفغانستان منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015. بينما زادت «طالبان» من سيطرتها على الأراضي بنسبة 5.5 في المائة من مجمل مساحة أفغانستان، فيما يعيش في المناطق الحكومية 21.7 مليون شخص، وهو ما يشكل 65 في المائة من مجمل سكان أفغانستان. وكشف تقرير جديد للأمم المتحدة حول المخدرات في أفغانستان أن إنتاج أفغانستان تضاعف نحو أربع مرات عما وصل إليه عام 2002، حيث ارتفعت مساحة المناطق المزروعة بالخشخاش لتصل من 201 ألف هكتار إلى 328 ألف هكتار حالياً. وكانت الأمم المتحدة قالت في تقرير لها في مايو (أيار) الماضي، إن أفغانستان حققت العام الماضي أرقاماً غير مسبوقة في زراعة الأفيون، حيث زادت مساحة الأراضي المخصصة لزراعته بنسبة 63 في المائة عما كانت عليه عام 2016. وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن الولايات المتحدة أنفقت منذ عام 2002 ما يقرب من 132 مليار دولار لما يسمى بإعمار أفغانستان، خصص منها ما يقرب من 63 في المائة لدعم القوات الأفغانية، وفق البيانات الأميركية الرسمية، حيث وصل إجمالي ما أنفقته واشنطن على بناء القوات الأفغانية 83.1 مليار دولار، و4.5 مليار دولار لمحاربة المخدرات و33.7 مليار دولار للتنمية والإدارة والرواتب، و3.5 مليار دولار للمساعدات الإنسانية على مدى 15 عاماً. لكن مع هذا الإنفاق من واشنطن في أفغانستان فقد زادت أعداد الأفغان ممن هم تحت خط الفقر خلال عامي 2016 - 2017 بنسبة 55 في المائة، بعد أن كانت هذه النسبة تصل فقط إلى 38 في المائة عامي 2011 - 2012.


مقالات ذات صلة

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.