الهدنة والموقف الحرج بين شروط حماس وصبر كيري

القتلى الفلسطينيون تجاوزوا 804.. ومعظمهم مدنيون

الهدنة والموقف الحرج بين شروط حماس وصبر كيري
TT

الهدنة والموقف الحرج بين شروط حماس وصبر كيري

الهدنة والموقف الحرج بين شروط حماس وصبر كيري

حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وسطاء منطقة الشرق الأوسط، على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة اليوم (الجمعة). في حين ارتفع عدد القتلى من المدنيين، مما يهدد بانتقال إراقة الدماء بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الضفة الغربية المحتلة والقدس.
وفي حين تضع إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) شروطا صعبة فيما يبدو، لوقف إطلاق النار، الذي يأمل الوسطاء أن يبدأ قبل عيد الفطر، الأسبوع المقبل، أجرى كيري اتصالات هاتفية من مصر، بينما أوضح مساعدوه أن لصبره حدودا.
وباتت الحاجة إلى وقف إطلاق النار ملحّة، أمس، بعد مقتل 15 شخصا كانوا يحتمون بمدرسة تديرها الأمم المتحدة بشمال قطاع غزة، فيما قال مسؤولون محليون إنه قصف إسرائيلي للمدرسة.
لكن إسرائيل صرحت بأن قواتها تعرضت لهجوم شنه نشطاء فلسطينيون بمنطقة المدرسة، وأنه كان عليهم الرد بإطلاق النار. واتهمت حماس بمنع القيام بأي عمليات إخلاء.
وقال مسؤولون في غزة إن هجوما جويا إسرائيليا، اليوم، أسفر عن مقتل المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي ونجله، ليصل إجمالي عدد القتلى في غزة إلى 804، معظمهم مدنيون.
وفي الضفة الغربية المحتلة، شارك نحو عشرة آلاف شخص بمسيرة تضامنا مع غزة خلال الليل.
ووصل المحتجون إلى نقطة تفتيش للجيش الإسرائيلي، ورشقوها بالحجارة والقنابل الحارقة، وقال مسعفون فلسطينيون إن أحدهم قُتل وأصيب 200 عندما فتحت القوات النار.
ومن جهتها، رفعت القوات الإسرائيلية حالة التأهب القصوى اليوم، خشية تفجر الأوضاع بالمسجد الأقصى خلال صلاة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان.
ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمجلس الوزراء الأمني المصغر اليوم، لمناقشة هدنة إنسانية محدودة للسماح بالمساعدات الإنسانية ونقل المصابين.
إلى ذلك، صرح مسؤول إسرائيلي بأن حكومة نتنياهو تبحث وقف القتال بشكل مبدئي لمدة سبعة أيام، يواصل خلالها الجيش تدمير الأنفاق على الحدود الشرقية لغزة.
وقال المسؤول: «تريد إسرائيل أولا سماع رد حماس على مقترحات كيري». وأضاف أن بعض أعضاء مجلس الوزراء المصغر يريدون أيضا تأكيدات، بأن غزة ستُجرّد من أي صواريخ متبقية بموجب أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
ولم تصدر حماس تعليقا على الفور، لكن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، عبر، أول من أمس (الأربعاء)، عن تأييده لهدنة إنسانية فقط، إذا ما خففت إسرائيل من قيودها على القطاع الذي يقطنه 1.8 مليون نسمة.
وتريد حماس أيضا أن تفتح مصر حدودها مع غزة، وأن تطلق إسرائيل سراح مئات السجناء الذين اعتقلتهم في حملة بالضفة الغربية، الشهر الماضي، بعد اختطاف ثلاثة شبان إسرائيليين ومقتلهم في وقت لاحق.
لكن مثل هذه التنازلات غير ممكنة فيما يبدو، إذ ترى إسرائيل ومصر أن حماس تمثل تهديدا أمنيا.
وقال مسؤول بالقاهرة إن عيد الفطر موعد محتمل لوقف إطلاق النار. لكن مسؤولين أميركيين تحدثوا بتحفظ عن التقدم الذي حققه كيري في جهود الوساطة التي تشارك فيها مصر وتركيا وقطر، بالإضافة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وذكر مسؤول أميركي بارز: «الفجوات قائمة بين الأطراف، وبالتالي فإن تركيزه منصب على العثور على صيغة يمكن أن يقبل بها الجانبان». لكن كيري ليس موجودا هنا «لأجل غير مسمى».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.