قال ألكسندر بورتنيكوف، مدير هيئة الأمن الفيدرالي الروسي (كي جي بي) سابقاً، إن الأجهزة الأمنية الروسية رصدت قنوات تمويل للإرهابيين في سوريا من عدة دول، بما في ذلك من روسيا الاتحادية. وفي تصريحات أدلى بها في أعقاب لقاء استضافته موسكو لقادة الأجهزة الأمنية من الدول شركاء روسيا، أكد بورتنيكوف إحباط نشاط عشرات الخلايا الإرهابية في روسيا، بينها خلايا تابعة لتنظيم داعش، وتحدث عن الأسباب التي يرى أنها تعرقل محاولات التصدي للإرهاب.
وفي سياق حديثه عن الوضع الأمني داخل البلاد، حذر من تنامي مزاجية التطرف بمختلف أشكاله بين جيل الشباب في روسيا، وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة.
وفي وقت سابق شدد الرئيس الروسي على ضرورة توحيد الجهود للتصدي للإرهاب، وشدد على ضرورة التنسيق في هذا المجال مع اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب.
وفي حديث للصحافيين في ختام مؤتمر أمني إقليمي في موسكو، أكد بورتنيكوف أن تنظيم داعش الإرهابي، يحصل على تحويلات مالية من روسيا، وقال بهذا الصدد إن التنظيم يحصل على التمويل من أكثر من مصدر في أكثر من بلد «بما في ذلك من روسيا الاتحادية، ونحن رصدنا قنوات محددة تقوم بتحويل الأموال إلى (داعش)». وقدم عرضا سريعا حول نتائج عمل الأجهزة الأمنية الروسية في مجال التصدي للإرهاب، بالتعاون مع أجهزة الأمن من دول أخرى، وقال: «بالتعاون مع الزملاء الأجانب خلال عام 2018، تم إحباط نشاط 70 خلية إرهابية في 24 منطقة في روسيا، بينها 38 خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي»، وأكد توقيف واعتقال 777 متهما، بعضهم مشارك نشيط في الجماعات الإرهابية، والبعض الآخر متواطئ مع الإرهابيين، وأشار إلى أن الخلايا الإرهابية كانت تمارس التجنيد وإرسال المتطوعين الجدد من روسيا والجمهوريات الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، إلى معسكرات التدريب.
وبغية التأكيد على أهمية التعاون في مجال التصدي للإرهاب، توقف المسؤول الأمني الروسي عند الوضع خلال بطولة كأس العام لكرة القدم التي استضافتها روسيا صيف العام الحالي، وقال إن أجهزة استخبارات من 35 دولة شاركت في تدابير ضمان أمن البطولة. وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات الأجنبية عملت بشكل رئيسي على ضمان أمن الرياضيين الأجانب المشاركين، ووعد الاستفادة من تلك التجربة مستقبلاً، خلال تنظيم فعاليات رياضية دولية أخرى في روسيا، وبصورة رئيسية «الأونيفرسيادا الرياضية الطلابية العام المقبل». وكشف عن إحباط الأمن الفيدرالي الروسي محاولة تنفيذ هجوم إرهابي بواسطة درون خلال بطولة كأس العالم، وقال إن محاولات كهذه لم تكن فقط خلال التحضيرات للبطولة، بل كانت هناك محاولات لهجمات من هذا النوع خلال فعاليات ونشاطات جماهيرية وسياسية أخرى.
وفي هذا السياق شدد على ضرورة وضع قوانين تنظم استخدامات الدرون، لمواجهة هذه الظاهرة. كما أشار إلى قوانين «ترحيل المتهمين» المعمول بها في بعض الدول، وقال إنها تعرقل في كثير من الأحيان محاولات التصدي لنشاطهم الإرهابي، موضحا أن الحديث يدور عن ترحيل المتهمين بالإرهاب إلى «دولة ثالثة» عوضا عن ترحيلهم إلى «البلد المصدر» أي من حيث جاؤوا، وتسليمهم للأجهزة الأمنية في بلدهم. وبعيداً عن الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي أخذت من الدين غطاء لها، توقف بورتنيكوف عند مظاهر تطرف من نوع آخر أخذت تبرز على نحو متزايد في روسيا خلال الآونة الأخيرة، وبصورة خاصة في أوساط الشباب، وقال إن بعض أبناء هذا الجيل، الذين يحملون مختلف الأفكار المتطرفة، يتحدون على شكل مجموعات، بهدف مقاومة السلطات بوسائل العنف المسلح.
وأعاد للأذهان الهجوم الذي تعرض له مقر هيئة الأمن الفيدرالي في إقليم خباروفسك عام 2017، عندما دخل شاب عمره 17 عاما إلى المبنى، وأخرج بندقية قصيرة «كاربين» من حقيبته، أخذ يطلق النار على غرفة الاستقبال، فأصاب ضابط أمن، وقتل مواطنا أوزبكيا وجرح آخر، كانوا بين المراجعين في مقر الهيئة، واتضح لاحقا أن الشاب ينتمي إلى واحدة من جماعات «حليقي الرؤوس» ودعا إلى قتل رجال البوليس. وكذلك أشار بورتنيكوف إلى هجوم آخر على مبنى الأمن الفيدرالي في مقاطعة أرخانغلسك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حين فجر شاب روسي عبوة ناسفة يدوية الصنع داخل المبنى. بعد عرضه تلك الأمثلة، أشار إلى أن هذه المجموعات تستخدم أحيانا «علم الإسلام»، وأحيانا شعارات النازية، والفوضويين، وقال إن «هذه المشكلة بحاجة إلى حل عاجل»، وأكد «سنقدم اقتراحاتنا لقيادة البلاد في هذا الخصوص».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب هيئة الأمن الفيدرالي والمؤسسات الأمنية الروسية الأخرى بأن يتصرفوا بشكل حاسم في مسائل التصدي للإرهاب، وقال إن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الفترة الماضية من إحباط عدد كبير من الهجمات لإرهابية، وشدد على ضرورة أن يستمر العمل في هذا المجال «بالتنسيق الوثيق مع اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، من أجل الحد المتسلسل من مستوى التهديدات الإرهابية، وقبل كل شيء من خلال المعلومات الميدانية في حينها، والإجراءات الموثوقة الاستباقية».
مدير هيئة الأمن الفيدرالي: رصدنا قنوات تمويل للإرهابيين من روسيا
حذر من انتشار أشكال مختلفة من التطرف في أوساط الشباب الروس
مدير هيئة الأمن الفيدرالي: رصدنا قنوات تمويل للإرهابيين من روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة