«يو بي إس» السويسري أمام القضاء الأميركي في فضيحة التمويل العقاري

«يو بي إس» السويسري أمام القضاء الأميركي في فضيحة التمويل العقاري
TT

«يو بي إس» السويسري أمام القضاء الأميركي في فضيحة التمويل العقاري

«يو بي إس» السويسري أمام القضاء الأميركي في فضيحة التمويل العقاري

أعلن المدعي الأميركي ريتشارد دونوي في نيويورك، إقامة الدعوى القضائية المتوقعة منذ وقت طويل ضد مجموعة «يو بي إس غروب» المصرفية السويسرية العملاقة، بتهمة تضليل العملاء عندما باعت لهم سندات تمويل عقاري عالية المخاطر بعشرات المليارات من الدولار، وهو ما كان ضمن أسباب تفجر الأزمة المالية في الولايات المتحدة في خريف 2008.
وقال إن هذه المجموعة وفروعها باعت أوراقاً مالية مضمونة بقروض عقارية عالية المخاطر، بأكثر من 41 مليار دولار في صفقات اتضح فيما بعد أنها «كارثية». ونقلت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء عن أوراق الدعوى التي تم تقديمها للمحكمة الخميس، إن المجموعة المصرفية حرمت المستثمرين من معلومات ومعارف حيوية بشأن درجة مخاطر المنتجات المالية التي تم بيعها لهم.
وتأتي هذه الدعوى بعد نحو عامين من موافقة مجموعة «دويتشه بنك» المصرفية الألمانية و«كريدي سويس غروب» السويسرية، على دفع ما يصل إلى 12.5 مليار دولار لتسوية اتهامات مماثلة.
وتأتي الدعوى الأميركية ضد «يو بي إس» السويسرية، في الوقت الذي تخضع فيه لمحاكمة كبيرة في فرنسا بتهمة مساعدة أثرياء فرنسيين على إخفاء عشرات المليارات من اليوروهات من ثرواتهم، عن السلطات الضريبية الفرنسية بوسائل احتيالية؛ حيث يطالب الادعاء الفرنسي بتغريم المجموعة السويسرية. وكانت مجموعة «يو بي إس» الموجود مقرها في مدينة زيوريخ السويسرية، قد قالت إن «ادعاءات وزارة العدل الأميركية لا تدعمها الحقائق ولا القانون... (يو بي إس) تتصدى بقوة لأي شكوى من هذا النوع من أجل مصلحة المساهمين. والمجموعة واثقة من موقفها القانوني، وهي مستعدة تماماً للدفاع عن نفسها أمام المحكمة». ونفت المجموعة السويسرية ارتكاب أي أخطاء في فرنسا.
وتشير «بلومبيرغ» إلى أن تصدي «يو بي إس» لدعاوى وزارة العدل الأميركية بشأن السندات المضمونة بقروض عقارية، يمكن أن يسفر عن تقليص الأموال التي يمكن دفعها لتسوية القضية، أو دفع مبالغ كبيرة إذا خسرت الدعوى؛ حيث رفض بنك «باركليز» البريطاني سداد الغرامات التي طلبتها وزارة العدل لتسوية اتهامات مماثلة، فتم اللجوء إلى المحكمة لتنتهي القضية بدفع البنك البريطاني ملياري دولار فقط، وهو أقل من نصف المبالغ التي كانت وزارة العدل تطلبها في بداية الأمر.
وفي فرنسا، يواجه بنك «يو بي إس» السويسري شبح دفع غرامة بقيمة 5.3 مليار يورو (6 مليارات دولار) في قضية بفرنسا، على خلفية مزاعم بأنه ساعد أثرياء فرنسيين في إخفاء أكثر من 10 مليارات يورو عن سلطات الضرائب في فرنسا، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء «بلومبيرغ».
وطلب الادعاء الفرنسي من المحكمة فرض غرامة قياسية قدرها 3.7 مليار يورو، تتناسب مع حجم بنك «يو بي إس» وطبيعة الجريمة والأضرار التي لحقت بالمجتمع. وتسعى الدولة الفرنسية، صاحبة الادعاء في القضية، إلى الحصول على 1.6 مليار يورو من البنك، بالإضافة إلى أي عقوبات أخرى تفرضها المحكمة.
وتعد هذه القضية التي بدأت في باريس يوم الاثنين الماضي، واحدة من العقبات القانونية الكثيرة التي تواجه البنك السويسري، منذ بداية الأزمة المالية قبل عقد من الزمان، بما في ذلك غرامة قدرها 1.5 مليار دولار في عام 2012 لتزوير معيار «ليبور».
كما أدت التحقيقات المتعلقة بالضرائب إلى تقليص احتياطيات البنك؛ حيث دفع 780 مليون دولار في الولايات المتحدة، منذ نحو عقد من الزمان، ونحو 300 مليون يورو في ألمانيا عام 2014.
ووصف «يو بي إس» تقدير قيمة الغرامة بأنه «غير منطقي»، وقال إن المحققين الفرنسيين الرئيسيين حولوا القضية للمحكمة على أساس «استنتاجات خاطئة». وقبل بدء الدعوى القضائية، اضطر البنك السويسري لدفع كفالة بقيمة 1.1 مليار يورو. ونفى البنك جميع الادعاءات.


مقالات ذات صلة

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

الاقتصاد أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة في تقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار شركة ديلويت المسؤولة عن البوابة الإلكترونية للولاية (وسائل إعلام محلية)

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

اخترقت مجموعة دولية من المجرمين المعلومات الشخصية والمصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية رود آيلاند الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)
وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)
وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة لدعم «رؤية 2030»، التي تركز على تنويع مصادر الاقتصاد، موضحاً في الوقت ذاته أن السياحة والثقافة والرياضة تُشكِّل محركات رئيسية للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.

جاء ذلك في أعمال النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات (IMS24)، التي تنظمها الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات في الرياض خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات في العالم من 73 دولة.

وأبان الخطيب في كلمته الرئيسية، أن السياحة تسهم بدور محوري في دعم الاقتصاد السعودي، بهدف الوصول إلى 150 مليون سائح بحلول 2030، ما يعزز مكانة البلاد بوصفها وجهةً عالميةً.

وافتتح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، أعمال النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، موضحاً في كلمته أن هذا القطاع بات محركاً رئيسياً للتقدم في ظل ما يشهده العالم من تحولات عميقة، وهو ما يبرز أهمية القمة بوصفها منصةً عالميةً جاءت في توقيت بالغ الأهمية لقيادة هذه المنظومة.

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد يتحدث للحضور في القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات (الشرق الأوسط)

وأشار الرشيد إلى أنَّ تطوير القطاع يأتي لتوسيع آفاق ما يمكن لصناعة الفعاليات تحقيقه، من خلال تغيير مفهوم اجتماع الناس وتواصلهم وتبادلهم للأفكار، مشيراً إلى أنَّ القمة ستمثل بداية فصل جديد في عالم الفعاليات.

وتعدّ القمة، التي تستمر على مدار 3 أيام، بمنزلة الحدث الأبرز في قطاع المعارض والمؤتمرات لهذا العام، وتضم عدداً من الشركاء المتحالفين، هم الاتحاد الدولي للمعارض (UFI)، والجمعية الدولية للاجتماعات والمؤتمرات (ICCA)، والجمعية السعودية لتجربة العميل، وهيئة الصحة العامة (وقاية)، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

ويتضمَّن برنامج القمة عدداً من الفعاليات المكثفة، وتشمل تلك الفعاليات جلسات عامة ولقاءات حوارية، ومجموعات للابتكار، كما تشهد إعلان عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تهدف إلى تحويل صناعة الفعاليات العالمية.

وتشمل الفعاليات أيضاً اتفاقات استثمارية جديدة وشراكات تجارية، وإطلاق عدد من المشروعات التوسعية داخل السعودية؛ بهدف تعزيز دور السعودية في إعادة تشكيل مستقبل قطاع المعارض والمؤتمرات العالمي.