نتنياهو: أصبنا البنى التحتية الإرهابية.. ولا ضمانات لنصر كامل

استهدفت إسرائيل أمس مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، كانت تؤوي عائلات لنازحين فلسطينيين هربوا من القصف الإسرائيلي على منازلهم، فقتلت 16 منهم وجرحت 200، ليرتفع عدد ضحايا اليوم الـ17 للحرب إلى 75 على الأقل ونحو 500 جريح.
ووسعت إسرائيل أمس من قوة النار على غزة، واستهدفت مناطق مختلفة عبر قصف بري وبحري وجوي فيما تواصل القتال العنيف داخل المدن الحدودية بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين.
وفوجئت عائلات فلسطينية كانت تتجمع في ساحة إحدى مدارس الأونروا لنقلها إلى مدرسة أخرى، بهجوم إسرائيلي مباغت بقذائف المدفعية.
وشوهدت أشلاء ودماء مسنين ونساء وأطفال تغطي المكان، قبل أن تهرع سيارات الإسعاف لنقلهم إلى مستشفيات كمال عدوان، وبيت حانون، والعودة.
وقال مصابون على أسرة المستشفيات إنهم خرجوا إلى ساحة المدرسة استعدادا لنقلهم إلى مكان آخر بطلب من بلدية بيت حانون، قبل أن تنهمر عليهم قذائف المدفعية وتحول بعضهم إلى أشلاء.
وقال محمد الكفارنة، رئيس بلدية بيت حانون إن الاحتلال طلب من وكالة الغوث إخلاء المواطنين من المدرسة، وحين حاولت البلدية نقلهم إلى منطقة أخرى غدر بهم الاحتلال وفاجأهم بالقذائف.
وأَضاف الكفارنة «في المرة الأولى طلبوا منهم ترك منازلهم والتوجه إلى مدرسة بيت حانون وفي الثانية طلبوا نقلهم من المدرسة إلى مكان آخر، ثم غدروا بهم».
وحمل الكفارنة الوكالة الدولية المسؤولية عن حياة الأبرياء، بسبب تركهم السكان في مواجهة الاحتلال، وقال إنه كان بإمكان مسؤولي الوكالة الانتظار مع السكان لحين إخلائهم.
ووصفت حركة حماس استهداف مدرسة إيواء تابعة للأونروا بمجزرة وجريمة بشعة. وقالت «هذا يشكل استباحة للمؤسسات الدولية وتجرؤا خطيرا على الدم الفلسطيني، ولن يمر دون حساب».
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن جريمة مدرسة الأونروا تكشف مجددا أن العدو يتعمد استهداف المدنيين الآمنين.
وأضافت، «إن هذه الجريمة تستوجب ردا قويا لن يطول».
من جهته عبر مفوض «الأونروا» بيير كراهينبول عن أسى وحزن الأونروا من فاجعة استهداف مدرسة الأونروا، وهي الحادثة الثالثة منذ بدء العدوان على غزة. وقال كراهينبول أمس: «يمكننا تأكيد عدد من الضحايا والجرحى بعد قصف مدرسة الأونروا مرات عدة في بيت حانون»، مضيفا: «إنني مرتعب من الهجوم». وأضاف على صفحته الخاصة في موقع «تويتر»: «ثلاثة من زملائنا قتلوا في غزة، ثلاثتهم من مدرسي الأونروا، لا يوجد حد للأسى والألم الذي نشعر به». وكانت إسرائيل قتلت 55 فلسطينيا قبل استهداف مدرسة بيت حانون في قصف تركز في خان يونس والشجاعية ورفح وبيت حانون وبيت لاهيا وجباليا.
وارتفع عدد الضحايا في غزة منذ بدء العدوان إلى 765 ونحو 5 آلاف جريح، وهو رقم مرجح للارتفاع في كل ساعة.
وتكبد الحرب قطاع غزة المحاصر خسائر مادية فادحة إلى جانب البشرية، ويقول مسؤولون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 1000 منزل، قد دمرت بشكل كامل بسبب القصف الإسرائيلي بينما لحقت أضرار بنحو 2644 منزلا. وتعرضت 46 مدرسة و56 مسجدا وسبعة مستشفيات لدرجات مختلفة من التدمير، إضافة إلى تدمير البنى التحتية في مناطق واسعة من القطاع.
وقرر مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تشكيل لجنة للتحقيق في العملية العسكرية الإسرائيلية، وهو ما رد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوصفه، «بمثابة عار للأسرة الدولية والأمم المتحدة».
وقال نتنياهو «يجب على مجلس حقوق الإنسان أن يبدأ تحقيقا في قرار حماس بتحويل المستشفيات إلى مراكز قيادة عسكرية واستخدام المدارس كمخازن للأسلحة ووضع بطاريات الصواريخ بجوار الملاعب والمنازل الخاصة والمساجد».
وتعهد نتنياهو بأن إسرائيل ستعمل كل ما بوسعها لإعادة الهدوء لمواطنيها لفترة طويلة.
وقال نتنياهو في مستهل جلسة لحكومته عقدت في الكنيست، «جيشنا أصاب حتى هذه اللحظة بشكل ملحوظ البنى التحتية الإرهابية في قطاع غزة بما في ذلك الإنفاق والمخربون والقذائف الصاروخية والقيادات والمنشآت لإنتاج الوسائل القتالية بالإضافة إلى أهداف كثيرة أخرى».
وأضاف «العملية العسكرية البرية تتركز على التعامل مع تهديد الإنفاق وقد جرى حتى الآن تحقيق إنجازات ذات مغزى في العثور على الإنفاق والقضاء عليها».
لكن نتنياهو لم يعد شعبه بنصر كامل، وأقر بأنه «لا توجد ضمانات لتحقيق نجاح العملية البرية في قطاع غزة بنسبة 100 في المائة».
وعد المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري حديث نتنياهو بأنه اعتراف بهزيمته أمام المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقال أبو زهري في تصريح مكتوب «تصريحات نتنياهو بأنه لا يستطيع ضمان تحقيق نصر كامل هي اعتراف ضمني بالهزيمة في مواجهة المقاومة».
وبينما يحاول الجيش الإسرائيلي التقدم أكثر في خان يونس والشجاعية وبيت لاهيا وبيت حانون، واجه مقاومة عنيفة من مقاتلين فلسطينيين. ويتركز القتال في المناطق التي يعتقد أن تحوي أنفاقا كثيرة.
وتقول إسرائيل إنها عثرت على أنفاق وقتلت واعتقلت مسلحين فلسطينيين من حماس وفصائل أخرى. ونشر الجيش الإسرائيلي أمس صورا لمعتقلين باللباس الداخلي وهم عراة وحفاة في صفوف طويلة، وهي الصورة التي أثارت جدلا.
ورد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس على نشر الصورة قائلا «إن ما قامت به سلطات الاحتلال تجاه من اعتقلتهم في قطاع غزة هو عمل لا إنساني، وإن إسرائيل تسعى بذلك إلى كسر حالة الإحباط التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي، ويمرّ بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، غير القادر على تحقيق أي إنجاز أمام مجتمعه».
وأضاف فارس «إن إسرائيل تهدف بنشر تلك الصور البشعة إلى التغطية على فشل وخيبة الجيش الإسرائيلي، ولتكوين انطباعات لدى المجتمع الإسرائيلي بأن الجيش يحقق إنجازات، وأن هذه الصور لمقاتلين من قلب المعركة، فيما المستهدفون هم من المدنيين فقط».
وفي المقابل قالت كتائب القسام التابعة لحماس إنها قتلت 8 جنود إسرائيليين في اشتباكات أمس في كمين محكم شرق حي التفاح كما قصفت مطار بن غوريون بصاروخين من نوع إم 75.
وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إن أصوات انفجارات سمعت في مطار بن غوريون.
وتحاول حماس كما يبدو الضغط على الدول الأجنبية لاستمرار وقف الرحلات الجوية إلى إسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة رفعت أمس حظرا على الرحلات لتل أبيب ولحقتها دول أوروبية، بعدما كانت أوقفت رحلاتها لبن غوريون بسبب صواريخ غزة. وقصفت حماس والجهاد وفصائل أخرى أمس تل أبيب واشدود واشكلون وكريات غات ونتيفوت والشارون والسهل الداخلي بعدة رشقات صاروخية. واعترضت منظومة القبة الحديدية 6 صواريخ على الأقل.