القادة الميدانيون في جيش جنوب السودان ومعارضيه يتفقون على تنفيذ وقف الأعمال العدائية حول جوبا

TT

القادة الميدانيون في جيش جنوب السودان ومعارضيه يتفقون على تنفيذ وقف الأعمال العدائية حول جوبا

اتفق جيش جنوب السودان وقوات الحركة الشعبية في المعارضة على السماح بحرية الحركة بين قواتهما في المناطق المحيطة بعاصمة البلاد جوبا، تنفيذًا لوقف الأعمال العدائية، في وقت استنكرت جبهة الخلاص الوطني المعارضة وصفها بأنها منظمة إرهابية نتيجة عدم توقيعها اتفاقية تنشيط السلام، وأكدت أنها ستواصل كفاحها ضد الحكومة لتحقيق أهدافها.
وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان لول رواي كوانق للصحافيين، إن القادة الميدانيين من الجيش الحكومي وقوات المعارضة توصلوا إلى اتفاق على فتح الطرق والسماح بحرية التحرك لقواتهما والمدنيين، «في أول اتصال بين قوات الطرفين وجهًا لوجه للتأكيد على التزامهم بالوقف الدائم لإطلاق النار».
وقال لول إن قوات الطرفين يمكنها التحرك بحرية خارج مناطق سيطرتها وفق تصاريح ومن دون أسلحة. وأضاف: «سيتم السماح بحرية الحركة لجنود الطرفين شريطة التحرك من دون حمل الأسلحة النارية... لن تكون هناك كمائن على الطرق أو أي أشكال من أشكال الأعمال العدائية في المناطق الخاضعة لسيطرة كل طرف»، مشددًا على أن وقف العدائيات سيتم تنفيذه ومراقبته.
وقال إن الطرفين اتفقا على فتح جميع الطرق من شمال جوبا إلى مناطق «مندري ولينانيجا»، وتسهيل حركة المدنيين والتجارة، مشيرًا إلى أن الاجتماع يأتي وفق اتفاق تنشيط السلام وتنفيذًا لملف الترتيبات الأمنية الانتقالية.
من جانبه، قال نائب المتحدث العسكري للحركة الشعبية في المعارضة لام بول غابريال، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن الطرفين اتفقا على تحمل المسؤولية الكاملة عن أي أنشطة أو هجمات على أراضي الطرف الآخر وتقديم الجناة للعدالة، مشيرًا إلى أن قوات الطرفين عقدا اجتماعات مكثفة خلال اليومين الماضيين في منطقة حول جوبا تتمركز فيها قواته.
غير أن هيئة مراقبة وقف إطلاق النار في جنوب السودان وآلية المراقبة، شركاء السلام، في بيان اطّلعت عليه «الشرق الأوسط»، حثّت الأطراف على توجيه قواتهما على الأرض لوقف الاشتباكات في مناطق «واو وياي»، وأعربت عن أسفها لتلقيها شكاوى من الأطراف، بما ذلك تقارير عن استمرار القتال والتجنيد والتهجير والعنف الجنسي.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.