«داعش» يساوم بـ10 مخطوفين ليبيين للإفراج عن اثنين من عناصره

TT

«داعش» يساوم بـ10 مخطوفين ليبيين للإفراج عن اثنين من عناصره

أحيت اتصالات أجراها تنظيم داعش الأمل في نفوس مواطني واحة الفقهاء، بمنطقة الجفرة (جنوب وسط ليبيا)، حيث خَطفت عناصره 10 أفراد منها، عقب هجوم إرهابي شنّه التنظيم على البلدة نهاية الشهر الماضي. ودخل التنظيم في مساومة مع المواطنين، أمس، لإطلاق سراح المخطوفين لديه، مقابل الإفراج عن اثنين من عناصره المعتقلين لدى الجيش الوطني الليبي.
وهاجم التنظيم، في 29 أكتوبر (تشرين الأول) بواسطة 25 سيارة دفع رباعي، مركز شرطة الفقهاء بمنطقة الجفرة، وأسفرت العملية التي دامت لساعات، عن إضرام النار من المنازل والمركز، وقتل 4 مواطنين، وخطف 10 من شباب المنطقة.
وقال مسؤول محلي بالجفرة، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن التنظيم بدأ يتواصل معهم فيما يشبه صفقة، لحثهم على التدخل لدى القوات المسلحة للإفراج عن اثنين من مسلحيه، وهم جمعة القرقعي، وعبد الغني الفيتوري، مقابل إطلاق سراح المخطوفين لديه من أبناء البلدة، بعضهم من العسكريين.
وأضاف المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، لأنه غير مخول له التحدث إلى الإعلام، أنهم من جانبهم «أخبروا القيادات الأمنية في المنطقة، بالإشارات التي تلقوها من أفراد التنظيم»، لافتًا إلى أن «المواطنين اطمأنوا على أن أبناءهم ما زالوا على قيد الحياة»، لكن «لديهم تخوفات من غدر التنظيم إذا لم يحصل على ما يريد».
وكان التنظيم، الذي تبنى العملية الإرهابية، أرجع سبب هجومه على بلدة الفقهاء، للبحث عن مواطنين وعناصر من الشرطة والجيش ممن وصفهم بـ«المطلوبين»، ردًا على إلقاء الكتيبة «128 مشاة» التابعة للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، القبض على القياديين في التنظيم القرقعي والفيتوري، منتصف أكتوبر الحالي.
وسبق للمتحدث باسم القوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسماري القول إن القضاء العسكري الليبي ينظر حاليًا في وجود 200 قضية تتعلق بالإرهاب في البلاد، والتحقيق مع مسلحين مقبوض عليهم من بينهم الإرهابي المصري هشام عشماوي.
وقبضت الكتيبة «128 مشاة» بقيادة الرائد حسن معتوق الزادمة، والنقيب محمد بونوارة، على القرقعي، والفيتوري، من خلال كمين نُصب بالقرب من منطقة الهروج، بالجنوب الليبي.
ويوصف القرقعي بأنه «من أخطر العناصر الإرهابية في التنظيم»، نظرًا لمعرفته الشديدة بالدروب الصحراوية، واقترن اسمه بعمليات إرهابية نفذها «داعش» ضد بوابة أمنية في أجدابيا وشرت والنوفلية، وسبق له الالتحاق بتنظيم ما يسمي بـ«أنصار الشريعة» عام 2013. وفور إلقاء قوات الجيش القبض عليه اعترف بمخابئ التنظيم وجيوبه في المناطق الصحراوية، كما دل على سيارة دفع رفاعي في بلدة هوارة، ملغمة معدة للتفجير.
ولم يغادر تنظيم داعش ليبيا بشكل كامل، رغم أنه طُرد من مدن عدة كان يبسط سيطرته عليها خلال الأعوام السابقة، ومن وقت لآخر تحوم عناصره المسلحة بمركباتها وعتادها، التي تتخذ من الصحراء ملاذات آمنة، قبل أن تنقض على البلدات والبوابة الأمنية، فتوقع قتلى وجرحى، وتغادر.
وتعهد وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة (بشرق البلاد) المستشار إبراهيم بوشناف، مساء أول من أمس، بأن وزارته ستدفع بـ«تعزيزات لوجستية لدعم مديرية أمن الفقهاء والأقسام والمكاتب والمراكز والوحدات التابعة لها حتى تتمكن من صد أي هجوم إرهابي من تنظيم مماثل، وكذلك للعمل على تأكيد استتباب الأمن في تلك المنطقة».


مقالات ذات صلة

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.