الربو.. أخطر عوامل الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن

تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى تزايد أعداد المرضى المصابين بالربو الشعبي زيادة مطردة عاما بعد عام، فهناك أكثر من 300 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من الربو. ويبلغ عدد الوفيات الناتجة عن هذا المرض المزمن 250.000 في السنة، بينما يتراوح معدل الانتشار العالمي من 1 في المائة إلى 18 في المائة من السكان.

* اضطراب التهابي
يقول البروفسور ستانلي فيل، أحد كبار الاستشاريين العالميين في الأمراض الصدرية أستاذ الطب في «ايكان» والرئيس الإقليمي للطب في مركز موريستاون الطبي في نيوجيرسي بالولايات المتحدة، ضمن محاضرته التي قدمها في مناسبة طبية عقدت بمدينة جدة حديثا، إن الربو هو اضطراب التهابي مزمن في الشعب الهوائية يصيب العديد من الخلايا ويؤدي إلى حدوث نوبات متكررة تتراوح بين عسر التنفس والصفير. وأثناء نوبة الربو تتورّم البطانة الداخلية للشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تضييق المسالك التنفسية والحد من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجها.
وتختلف هذه الأعراض في شدتها وتواترها من شخص إلى آخر. يصيب الربو كلا الجنسين من جميع الأعمار، لكنه أكثر شيوعا بين الأطفال، ويرتبط بالتهاب مزمن في مجرى الهواء الذي يؤدي إلى نوبات متكررة من الصفير وضيق التنفس، وضيق الصدر، والسعال، خاصة في الليل أو في الصباح الباكر.
وتطرق البروفسور ستانلي إلى علاقة مرض الربو بمرض الانسداد الرئوي المزمن، مؤكدا أن الربو هو أحد عوامل الخطر لمرض الانسداد الرئوي المزمن. وقال إن ظواهر مرض الانسداد الرئوي المزمن تتمثل في إعاقة تدفق الهواء التي لا يمكن عكسها تماما، وترافقها أعراض أو علامات زيادة انعكاسية تتمثل في ضيق التنفس عند بذل أدنى مجهود.

* الربو في السعودية
تشير الإحصاءات الطبية الصادرة حديثا في السعودية إلى أن هناك تزايدا ملحوظا في أعداد المصابين بالربو في المملكة، حيث توضح الدراسات ارتفاع نسبة الإصابة بشكل ملحوظ. وكشفت آخر إحصائية في المملكة لعام 2009 أن نسبة انتشار الربو بين أطفال المدارس في السعودية يتراوح ما بين 4 في المائة و23 في المائة. ويمكن إرجاع ذلك إلى التغييرات في نمط الحياة الحضرية الحديثة، والعوامل البيئية، كما يمكن الربط بين الوفيات الناتجة عن الربو وعدم وجود العلاج المناسب وعدم خضوع جميع الذين يعانون من الربو للعلاج.
ويؤكد المتخصصون في الأمراض الصدرية على خطورة تلوث الهواء كعوامل رئيسة في ارتفاع معدلات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين بصفة عامة، وكذلك تفاقم حالات المرضى الذين يعانون من الربو، في حين يبقى تدخين التبغ من أكبر عوامل الخطر التي تؤدي إلى تفاقم حالات المصابين بالربو.
وأشار البروفسور ستانلي فيل إلى بعض الدراسات الطبية الحديثة التي تشير إلى صعوبة التحكم في مرض الربو بالمملكة، حيث تظهر الإحصائيات أن 5 في المائة فقط من حالات الربو مسيطر عليها و31 في المائة من الحالات تحت السيطرة الجزئية، في حين أن 64 في المائة من حالات الربو غير مسيطر عليها. ويرجع البروفيسور ستانلي ذلك لقلة المعرفة بالمرض، والخوف من التشخيص، وقلة الوعي بالمرض بين أطباء الرعاية الصحية الأولية.

* العلاج
أكد البروفسور ستانلي أن أدوية الكورتيزون الاسترويدية تمثل حجر الزاوية في علاج الربو، مشيرا إلى أن البروتوكول العلاجي الذي يتضمن استخدام الكورتيزون الاسترويدي سواء عن طريق الحقن الوريدي أو عن طريق الفم لمدد محددة قصيرة، من شأنه أن يساعد في استعادة السيطرة على الربو لدى المرضى، حيث أوصت العديد من المدونات العالمية المتخصصة في أمراض الصدر باستخدام «methylprednisolone» أحد الكورتيزونات الاسترويدية لعلاج أزمات الربو الحادة.