بليغ حمدي علمني الاستفادة من أسفاري لاكتشاف أنماط موسيقية جديدة

رحلة مع الفنان وليد توفيق

وليد توفيق مع زوجته جورجينا رزق في إسطنبول
وليد توفيق مع زوجته جورجينا رزق في إسطنبول
TT

بليغ حمدي علمني الاستفادة من أسفاري لاكتشاف أنماط موسيقية جديدة

وليد توفيق مع زوجته جورجينا رزق في إسطنبول
وليد توفيق مع زوجته جورجينا رزق في إسطنبول

إيقاع حياة الفنان وليد توفيق منذ بداياته يفرض عليه السفر. فنجوميته التي حققها وهو في عمر صغير، أتاحت له فرص السفر إلى أكثر من بلد لإحياء الحفلات الغنائية وتصوير الأفلام السينمائية، ولحسن حظه أنه يعشق السفر ولا يراه مصدر تعب، بل العكس كما يقول في هذه الدردشة.
- السفر يعني لي صفحات فنية وثقافية أعرف منها دائماً الجديد والمفيد. وأنا من النوع الذي يهتم بتاريخ البلدان التي أزورها، فتجدينني أقوم بأبحاث عبر الإنترنت لأقف على معلومات تصب في تقاليد وعادات وحتى مطبخ البلد الذي أنوي زيارته. فالسفر بالنسبة لي متعة لا أفوتها وأنا عاشق كبير له، وهو الأمر الذي دفعني لتقديم أغنية «الطير المسافر» لأترجم وأعبر عن مدى عشقي له.
- لا أعتبر السفر وسيلة للهروب من ضغوط معينة. فعندما نسافر من هذا المنطلق نأخذ مشكلتنا معنا، ولذلك أُفضل حل المشكلة في موقعها الأصلي قبل قيامي بأي سفر، حتى يبقى وسيلة للتزود بالطاقة الإيجابية.
- من البلدان التي أحب زيارتها بين وقت وآخر العاصمة البريطانية لندن. فلقد عشت فيها نحو 10 سنوات أثناء الحرب اللبنانية، وكنت أحيي حفلات غنائية كثيرة فيها. كما كانت محطتي الرئيسية لأطير منها إلى بلدان أوروبية أخرى بهدف الغناء أيضاً. تلفتني لندن كما باريس بتاريخهما العريق وثقافة احترام الآخر السائدة فيهما. لدي ذكريات كثيرة عن لندن وأهلها وفنادقها وحتى عن سيارات الأجرة فيها، التي كانت وما زالت وسيلة النقل المفضلة عندي.
- كنت في الماضي أرفض السفر إلى بلدان مثل رومانيا وألمانيا وتركيا وغيرها. أما اليوم وبعد أن تعرفت عليها عن قُرب، صار لدي شغف اكتشاف لأكبر عدد ممكن من البلدان لأستمتع بمواقعها السياحية من ناحية ولأستشف أفكاراً تساعدني في أعمالي الفنية من ناحية ثانية.
- أتأثر بالسفر من نواحٍ كثيرة فهو يزودني بالطاقة الإبداعية، كما أمارس فيه متعة الترفيه عن النفس بقيامي بزيارات إلى مراكز رئيسية تجارية وغيرها.
- لقد تعلمت من الراحل بليغ حمدي أن أستفيد من أسفاري لاكتشاف النمط الموسيقي المشهور في تلك البلدان. فعندما تثري سمعك تستطيع أن تستنبط أفكاراً جديدة في مشوارك الفني.
- قصة حبي للندن وباريس بدأت لما لي من ذكريات سعيدة فيهما. فهناك تعارفت على زوجتي ملكة جمال الكون السابقة جورجينا رزق. أمضينا في باريس خصوصاً أياماً جميلة ما زلنا نتذكرها معاً حتى اليوم.
- أكثر الذكريات التي تراودني عن تلك الحقبة لقاءاتي بأهم نجوم العالم العربي، في كل من لندن وباريس. فهما مدينتان كبيرتان استضافتا عمالقة الفن اللبناني والعربي كالراحلين صباح ووديع الصافي، إضافة إلى نجوم من الخليج العربي كمحمد عبده ومن مصر هاني شاكر وغيرهم. كنت ألتقي بهم هناك ونمضي أوقاتاً جميلة معاً هي بالتأكيد لن تتكرر.
- كنت في الماضي أفضل رحلات السفر ذات الطابع الفخم. أما اليوم فصرت أبتعد عنها بعدم السفر إلى وجهات بعيدة. فهذه بالنسبة لي هي التي تتطلب نسبة من الرفاهية تساعد في تحمل ساعات الطيران الطويلة. هناك مستوى من الرفاهية أحافظ عليه لكن ليس بطريقة البذخ.
- خلال السفر، أحب ممارسة رياضة المشي بدل الخضوع لجلسات تدليك مثلاً، وتناول وجبة طعام سريعة لربح الوقت بدلاً من تضييعه في مطعم فخم أقضي فيه ساعات. المهم أن أغتنم فرصة وجود مساحات مفتوحة لممارسة هوايات بدنية في تلك البلدان التي تهتم بتأمين صحة شعبها.
- إذا خيرت بين باريس والمكسيك، فلا شك سأختار الثانية لأنني حفظت الأولى ظهراً عن قلب.
- أحب في أسفاري استكشاف طبيعة كل بلد أطل على مدنه الكبيرة من وقت لآخر، ولكني أمضي الوقت الأطول بين أحضان حدائقها وبحيراتها التي تجذبني بنظافتها وهدوئها. وأخطط حالياً لزيارة بلدان تشتهر بغاباتها وطبيعتها كالبرازيل واليابان والصين. فهي تأسرني بطبيعتها التي لا تتكرر في أي مكان آخر. كما يشدني الفضول الشديد إلى أن أعرف كيف يعيش مليار من الناس في بلد واحد كالصين مثلاً.
- زرت متاحف كثيرة في الماضي إلى حد أني أصبت بالتخمة منها. اليوم أفضل زيارة الأسواق والوقوف على صناعات بلدان معينة وأغراض وأدوات يبيعونها في أسواقهم الشعبية. فهي لها دلالة مباشرة على ثقافة سكان البلد وعاداته.
- لا أسافر أبداً من دون آلة العود فهي ترافقني في جميع رحلاتي.
- أرتب حقيبة السفر بنفسي. فأنا دقيق وأحرص على وضع كل شيء أحتاج إليه بمجرد حصولي على تأشيرة السفر، حتى لا أنسى أي شيء.
- أسوأ ذكرياتي مع السفر كانت في أميركا في التسعينات أثناء حدوث زلزال. كنت أغط في نوم عميق عندما استيقظت متفاجئاً على صراخ الناس فهرولنا إلى خارج الفندق والخوف يتملكنا.
- أبحث خلال أسفاري عن المطبخ اللبناني من خلال مطاعم تقدم اللقمة الطيبة.
- كما أحب أيضاً المطبخ الصيني والشامي الذي أحبه كثيراً فأطباقه لذيذة ومتعددة.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».