حول العالم

حول العالم
TT

حول العالم

حول العالم

ميديلين ـ كولومبيا

> تقع في واد بين سلسلتي جبال الأنديز الغربية والوسطى. يبلغ عدد سكان المدينة 3 ملايين نسمة، مما يجعلها ثاني أكبر مدن البلاد. بفضل ما تتمتع به من مناخ ربيعي، حيث تبلغ درجة الحرارة طوال العام نحو 27 درجة في المتوسط، أطلق عليها اسم «مدينة الربيع الدائم».
منذ ثلاثين عاماً وصفتها مجلة «تايم» بأنها «أخطر مدينة على وجه الأرض»، في إشارة إلى سمعتها التي كانت جد سيئة خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات لكونها معقل عصابات المخدرات. لكن في عام 2012. أعلن معهد الأراضي الحضرية أن ميديلين هي «المدينة الأكثر ابتكاراً في العالم»، حيث تراجعت الجريمة، وأصبحت المدينة أكثر ازدهاراً وأمناً.
وطبقاً للتقرير النصفي لمؤشر الجرائم لعام 2018، هناك 26 مدينة أميركية أكثر خطورة من ميديلين. وهذا ما يجعلها اليوم حاضرة مزدهرة تجذب عدداً متزايدا من المغتربين بسبب انخفاض تكلفة المعيشة بها، وجودة الحياة. بالمدينة نظام مواصلات جديد يتضمن قطار أنفاق نظيفا عصريا، وتراما، ونظاما للسلالم المتحركة، والعربات السلكية التي تصل إلى الجبال أعلى وسط المدينة.

مدينة كاشكايش ـ البرتغال

> تتسم بالتنوع الثقافي، وتقع على بعد 20 ميلا غرب لشبونة عند مصبّ نهر تيجو، الذي يُعرف أيضاً باسمه الروماني القديم «تيغوس». كانت المدينة في الماضي مجرد قرية صيد صغيرة إلى أن اختارها الملك لويس الأول لتكون منتجعاً صيفياً له. وسرعان ما تبعه علية القوم في المجتمع البرتغالي، وأنشأوا فيلات فاخرة وقصورا مهيبة مزخرفة. ليس الجمال الآسر للخليج هو الذي يأخذ ألباب السكان المحليين والزائرين فحسب، بل تشتهر المدينة أيضاً بشواطئها الذهبية ومتنزهاتها والمتاجر التي تعرض المنتجات التقليدية مثل الأواني الفخارية والأقمشة المطرزة، إلى جانب متاجر الملابس الفخمة الراقية. تتيح الكثير من المطاعم تجربة الجلوس في الخارج خصوصا أن الشمس ساطعة معظم السنة، ويمكن لمحبي الفنون أو التاريخ الاستمتاع بزيارة المتاحف الغنية بالتحف.
تحظى المدينة، التي يزيد عدد سكانها على 200 ألف نسمة، برعاية مميزة. فالشوارع نظيفة، وتطل الأزهار الحمراء والصفراء والأرجوانية من سلال اللمبات المنتشرة في الشوارع، كما أن الميادين مزدانة بالزهور المنسقة بدقة. تعد بلدة كاشكايش واحدة من أكثر البلدات ثراءً في البرتغال، لكن لا يعني هذا العزوف عنها لارتفاع تكاليف المعيشة بها فهناك فنادق بميزانيات تراعي ذوي الإمكانيات البسيطة أيضا.


كوينكا ـ إكوادور

> تعد كوينكا، باعتبارها ثالث أكبر مدينة في الإكوادور، مركزاً اقتصاديا للمنطقة الجنوبية، وتشتهر بمعمارها الذي يعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر. المدينة مدرجة على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، وتقع في جبال الأنديز، ويحيط بها أربعة أنهار. تشتهر بمهرجاناتها المبهجة، وأصناف الطعام المميزة، والمشاهد الخلابة.
تم تأسيس المدينة عام 1557. ولم تكن حينها متصلة براً بباقي أجزاء الإكوادور واستمر الأمر كذلك حتى مطلع الستينيات، لكنها شهدت بعد ذلك تطوراً سريعاً، حيث يوجد بها اليوم أقوى بنية تحتية ونظام مواصلات. نظرًا لعدم تجاوز عدد سكانها الـ500 ألف نسمة، فهي صديقة للمشاة، إلى حد أن سكانها لا يميلون إلى امتلاك سيارات مفضلين السير وسيارات الأجرة والحافلات.
رغم أنها تقع بالقرب من خط الاستواء، تشغل موقعاً مرتفعاً في منطقة الأنديز الجنوبية على ارتفاع 8300 قدم، ويستمتع المقيمون بها بطقس ربيعي طوال أيام العام. إنها بمثابة قبلة الفن لجنوب الإكوادور، حيث تنتج أجود أنواع المنتجات الجلدية، وآلات الجيتار المعدّة حسب الطلب، والحلي والخزف، إلى جانب مجموعة من المنتجات الأخرى عالية الجودة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».