لافروف: حذرنا إسرائيل مراراً من استهداف مواقع في سوريا

تجدد السجال بين موسكو وتل أبيب حول «إس 300»

فتى ينظر إلى الدمار الهائل في مخيم اليرموك جنوب دمشق أمس (أ.ف.ب)
فتى ينظر إلى الدمار الهائل في مخيم اليرموك جنوب دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

لافروف: حذرنا إسرائيل مراراً من استهداف مواقع في سوريا

فتى ينظر إلى الدمار الهائل في مخيم اليرموك جنوب دمشق أمس (أ.ف.ب)
فتى ينظر إلى الدمار الهائل في مخيم اليرموك جنوب دمشق أمس (أ.ف.ب)

كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، جانباً من التفاهمات الروسية - الإسرائيلية لتنسيق الطلعات الجوية في سوريا، وقال إن بلاده نبهت الإسرائيليين أكثر من مرة إلى أن نشاط الطيران الإسرائيلي في أجواء سوريا قد يؤدي إلى «عواقب كارثية» بسبب فشل تل أبيب في تنفيذ التزاماتها، وفقاً لتفاهمات منع الاحتكاك بين الطرفين.
ولوحظ أن السجالات الروسية - الإسرائيلية تجددت خلال اليومين الماضيين، على الرغم من حملة علاقات عامة واسعة النطاق أطلقتها تل أبيب بهدف تحسين العلاقات مع الكرملين، تحضيراً للقاء متوقع قد يجمع الرئيس فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الأسبوع في باريس.
واشتملت الحملة النشطة التي أطلقتها تل أبيب على استضافة طواقم إعلامية روسية، أجرت سلسلة مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين، فضلاً عن تحريك حملة دعائية وإعلامية كبيرة داخل روسيا.
ودلَّ حديث لافروف إلى صحيفة إسبانية، على تمسك موسكو بموقف متشدد حيال استعادة التنسيق مع إسرائيل في سوريا. وقال الوزير الروسي إن تل أبيب انتهكت كل التفاهمات التي توصل إليها الطرفان، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي كان وضع مع نتنياهو أساساً لـ«فهم مشترك لضرورة التنسيق بهدف تجنب الاشتباكات الجوية بين مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية العاملة في سوريا من جهة والقوات الجوية الإسرائيلية من جهة أخرى، والحديث هناك يدور عن تفاهمات وليس عن اتفاق خطي على غرار المذكرة الروسية - الأميركية المبرمة في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، والخاصة بتفادي وقوع الحوادث وضمان أمن تحليقات الطيران في إطار العمليات في سوريا».
وحملت كلمات الوزير إشارة إلى اللقاء الذي جمع نتنياهو ببوتين في أكتوبر 2015 مباشرة بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، وخرج بتفاهم اشتمل على ثلاث نقاط هي فتح خط ساخن مباشر بين قيادتي الجيشين لتلافي وقوع انتهاكات، وضمان روسي بألا تقوم سوريا بهجوم على إسرائيل، وأن تقتصر الضربات الإسرائيلية في سوريا على مواقع تشكل تهديداً مباشراً على أمن إسرائيل.
وأوضح لافروف: «للأسف، لم يطبق الجانب الإسرائيلي دائماً التزاماته بصورة صارمة، لا سيما فيما يخص إبلاغ العسكريين الروس بعملياته العسكرية المنفذة على الأراضي السورية. وفي بعض الحالات عرض هذا الأمر حياة وصحة عسكريينا في سوريا للخطر، كما حصل ذلك، على سبيل المثال، خلال غارات الطائرات الإسرائيلية على مواقع في منطقة مدينة تدمر في مارس (آذار) 2017».
وزاد أن موسكو «حذرت الإسرائيليين مراراً من أن مثل هذا الأسلوب للتعامل مع القضية يمكن أن يؤدي إلى تداعيات كارثية، وتم توجيه هذه الرسائل عبر جميع القنوات وعلى مستويات رفيعة، وبالتزامن مع ذلك شددنا على أن العمليات العسكرية لا تستطيع حل مبعث قلق إسرائيل في مجال أمنها، وإنما على العكس تسهم حصراً في زيادة التوتر الإقليمي». وأشار لافروف إلى أن إسرائيل، وعلى الرغم من هذه التحذيرات، واصلت ممارساتها بشن الضربات على الأراضي السورية، ما أسفر عن كارثة طائرة «إيليوشين - 20» الروسية وقتل 15 عسكرياً كانوا على متنها. وأكد لافروف «لم يكن بإمكاننا أن نبقي الأمور على حالتها السابقة بعد الحادث، ورد روسيا كان معتدلاً لكنه حاسم».
في غضون ذلك، هدد وزير شؤون القدس والبيئة والتراث الثقافي الإسرائيلي، زيف إلكين، باستهداف منظومات «إس - 300» الروسية التي سلمت أخيراً إلى دمشق، وقال لوسائل إعلام روسية أمس، إن تل أبيب تعتبر نشر المنظومات في سوريا «خطأ جسيماً وقد تكون له عواقب خطرة».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.