الرئيس المصري يلوح بتحريك قوات بلاده إذا واجه أمن الخليج خطراً

قال إن السعودية أكبر من أن يُهز استقرارها أحد

السيسي خلال لقائه ممثلي وسائل الإعلام بشرم الشيخ أمس (أ.ب)
السيسي خلال لقائه ممثلي وسائل الإعلام بشرم الشيخ أمس (أ.ب)
TT

الرئيس المصري يلوح بتحريك قوات بلاده إذا واجه أمن الخليج خطراً

السيسي خلال لقائه ممثلي وسائل الإعلام بشرم الشيخ أمس (أ.ب)
السيسي خلال لقائه ممثلي وسائل الإعلام بشرم الشيخ أمس (أ.ب)

لوح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، بتحريك قوات بلاده لحماية أمن الخليج «إذا تعرض للخطر»، وشدد على أن مصر «في حالة تحالف طبيعي مع أشقائنا العرب والخليجيين، ويمكننا معاً أن نؤمن أمننا القومي». وقال السيسي، خلال لقائه مع ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية على هامش «منتدى شباب العالم» الذي اختتم أعماله، أمس، بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء: «نريد المزيد من الاستقرار والقوة. وإذا تعرض أمن الخليج للخطر، يقبل الشعب المصري تحريك قواته لمؤازرة أشقائه لحماية أراضينا وأمننا القومي، ومن المهم أن تدرك الشعوب العربية المخاطر التي تمر بنا لتتكاتف معنا في هذه المرحلة أكثر من أي وقت آخر، وتكون ظهيراً وسنداً لحكامها».
كما تطرق الرئيس المصري إلى أزمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وقال إن «المملكة العربية السعودية أكبر من أن يهز استقرارها أحد، ونحن (مصر) معها لتحقيق الاستقرار والأمن، والخارج ليس هو من يحافظ على استقرار الدول، ولكن الداخل، ونحن مطمئنون للإدارة الحكيمة والرشيدة للملك سلمان بن عبد العزيز، ويجب أن ننتظر التحقيقات حول القضية، ونثق في حكمة وشجاعة قيادة المملكة»، وعدّ السيسي أن «الإعلام أدى دوراً غير إيجابي» في القضية.
ونبه السيسي إلى أن «هناك فرصة لتحقيق التضامن (العربي)، وميثاق الجامعة العربية به اتفاقيات، منها الدفاع المشترك، وهي التزامات في علاقاتنا مع الدول العربية»، لافتاً إلى أن «حل القضايا (في المنطقة) لم يعد بيدنا وحدنا بشكل مطلق، ولولا سرعة استقرار مصر لزادت الأمور تعقيداً، وهناك دول في المنطقة خرجت من المعادلة الاستراتيجية، وانكشف الأمن القومي العربي والوزن العربي». وأكد الرئيس أن «الدول التي يسودها عدم الاستقرار، مثل الصومال، لو تم حل مشكلتها منذ 20 عاماً لما وصل حجم الجماعات الإرهابية لما هي عليه الآن... وإذا كان الإرهاب خطراً حقيقياً على الإنسانية، فعلينا أن نؤجل الخلافات ونحل الأزمات في ليبيا والعراق وسوريا والصومال وأفغانستان، وإلا ستستمر بؤرة الإرهاب في التزايد».
ووصف السيسي الأوضاع في المنطقة بأنها «هشة»، وعدّ أن «حجم الاضطراب يدعونا إلى التكاتف والتنسيق بصورة أكبر، ومصر قريبة من السعودية وكل دول الخليج، والاختلاف لا يجب أن يؤدي إلى ضياع دولنا وعدم استقرار منطقتنا، مما يتطلب أن تزداد الدول المستقرة استقراراً، ويزداد التعاون والتنسيق لكي نصل إلى إنهاء البؤر المشتعلة في المنطقة».
وبشأن الأوضاع في سوريا وليبيا، رأى السيسي أنه «كلما استمرت الأزمة (كلما) صعب إيجاد حل لها، وأدى الأمر بأطراف كثيرة للتدخل والتحرك»، وزاد: «أود القول للدول العربية التي لم تتعرض لأزمات أن تنتبه وتحافظ على بلادها حتى لا نحتاج إلى تدخل أحد، وعليها مراعاة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وعدم التآمر والحفاظ على وحدة الدول، لأن الانقسام سيؤدي لعدم الاستقرار لسنين طويلة قادمة».
وعدمنا سُئل السيسي بشأن العقوبات على إيران، قال: «نتمنى تفهم الجميع للأمن والاستقرار لأن انعدامه سيرتد علينا جميعاً، وكل دولة بها عدم استقرار يؤثر على الآخرين، وعلى الآخرين احترام ثوابت الأمن القومي العربي والأمن في الخليج».
ونالت الأوضاع الداخلية نصيباً كبيراً من جلسة السيسي مع وسائل الإعلام الأجنبية، حيث قال «إنه لم يكن في مصر سوي إرادة الشعب المصري في 2011 (ثورة 25 يناير) و2013 (ثورة 30 يونيو)».
ودعا السيسي الإعلام المصري والخارجي إلى «النظر في حجم الإنتاج والتصدير، وزيادة السكان ومقارنتها بزيادة الإنتاج عند الحديث عن زيادة الأسعار»، وقال: «في حالتنا طبيعي أن تكون هناك أزمة أو زيادة في الأسعار في ظل الأوضاع الراهنة». كما خاطب السيسي وسائل الإعلام المحلية بقوله: «لا أريد صوتاً مؤيداً لي، وإنما أريد الصوت المؤيد لمصر وأمنها واستقرارها، من خلال دراسة الإعلام للملفات بصورة مستفيضة، وهذا أمر لا يتوافر حالياً».
وبشأن جهود مكافحة الإرهاب، قال السيسي: «إن هناك توصيفاً غير حقيقي للوضع في بلادنا، وهناك تصوير خاطئ من أن الحل ربما يمكن أن يتم باستخدام العنف ضد الدولة لإقامة ما يسمونه دولة الخلافة، وهذا أمر غير سليم». وواصل أن «الخطاب الديني يحتاج تصويباً حتى لا يتم استغلاله في جذب شباب للتطرف، ولقد قلت في الأمم المتحدة إنه يجب العمل على وقف استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في جذب مزيد من الشباب للتطرف والإرهاب، والأمر لا يقتصر على المنطقة العربية فقط».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.