تقدم فؤاد بلقاسم مسؤول جماعة «الشريعة» في بلجيكا، بطلب لمحكمة النقض، للاعتراض على قرار سحب الجنسية الذي صدر الشهر الماضي، وبالتالي إمكانية إبعاده إلى المغرب؛ البلد الأصلي الذي جاءت منه عائلة بلقاسم. وقالت ليليان فيرجاو المحامية المكلفة بالدفاع عن بلقاسم، في تصريحات لمحطة التلفزيون البلجيكية «في تي» أمس الثلاثاء، إن القرار جاء بعد أن قررت محكمة الاستئناف في مدينة أنتويرب شمال البلاد سحب الجنسية من بلقاسم، وأصبح الآن لا يحمل إلا الجنسية المغربية. وكانت السلطات البلجيكية قد قررت قبل سنوات حظر جماعة «الشريعة» في بلجيكا، التي كانت تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في بلجيكا، وألقت السلطات القبض على بلقاسم وعدد من أفراد الجماعة، على خلفية ملف له صلة بتسفير الشباب إلى مناطق الصراعات للمشاركة في العمليات القتالية هناك، وهي اتهامات نفاها بلقاسم أثناء جلسات المحاكمة. وخلال نظر دعوى سحب الجنسية، طلب بلقاسم البقاء في بلجيكا مع أفراد عائلته، وقال إنه يستطيع أن يبدأ حياة جديدة بعد تمضية عقوبة السجن التي صدرت ضده من قبل في ملف له صلة بالإرهاب. وفي 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصدرت محكمة الاستئناف في مدينة أنتويرب، قراراً بسحب الجنسية من المغربي الأصل فؤاد بلقاسم، وأعرب دفاع بلقاسم عن خشيته من أن تبدأ السلطات على الفور إجراءات إعادة بلقاسم إلى المغرب، وتعهدت المحامية ليليان فيرجاو ببذل كل الجهد لمواجهة قرار إبعاده إلى المغرب، خصوصاً أن قرار المحكمة سيكون كارثة بالنسبة لأسرة بلقاسم، وبشكل أكبر عليه هو شخصياً. وجاء في قرار المحكمة أن بلقاسم لم يعد يحمل الجنسية البلجيكية وإنما فقط الجنسية المغربية، وعلق الدفاع بالقول إن الهدف من وراء هذا القرار هو إبعاد بلقاسم إلى المغرب، بينما علق وزير شؤون الأجانب والهجرة في الحكومة البلجيكية ثيو فرانكين في تغريدة له على «تويتر» بالقول، «إن زعيماً إرهابياً يفقد جنسيته هذا أمر ممتاز، ولكن يجب أن يحدث هذا تلقائياً عند إدانته بالإرهاب». وأشار إلى أن زميله في حزب «التحالف» الفلاماني كوين ميتسو بصدد إعداد مشروع قانون حول هذا الصدد.
وقال المدعي العام في أنتويرب خلال مرافعاته في القضية، إن بلقاسم قام بتشكيل جماعة «الشريعة» في بلجيكا وصدر ضده في يناير (كانون الثاني) 2015 حكمٌ بالسجن 12 عاماً وغرامة مالية 30 ألف يورو، ولم يحترم التزاماته كمواطن بلجيكي، وأصبح يشكل تهديداً مستمراً للأمن العام، وأن الحقوق الوحيدة التي كان يحرص عليها هي التي كان يستفيد منها وقام بنشر الأفكار المتطرفة. واعترفت المحامية ليليان فيرجاو بالأخطاء التي وقع فيها بلقاسم، ولكنها قالت إنه لم يكن خطراً إلى هذا الحد، ولم يعد الآن يشكل أي خطر بعد أن ندم على ما فعله، والشيء الوحيد الذي يريده الآن هو أن يظل هنا مع أسرته ويعمل ويعيش حياة عادية.
وقبل أيام قليلة تقدمت المغربية الأصل مليكة العرود، الملقبة باسم «الأرملة السوداء»، بطلب للحصول على حق اللجوء في بلجيكا، بعد أن قرر القضاء سحب الجنسية البلجيكية منها العام الماضي بعد إدانتها في ملف له علاقة بالإرهاب. وأرادت العرود من وراء طلب اللجوء في بلجيكا، أن تتفادى عملية إبعادها إلى المغرب موطنها الأصلي، وذلك حسب ما ذكرت صحيفة «لاليبر» البلجيكية اليومية على موقعها الإخباري بالإنترنت. وأشارت وسائل إعلام في بروكسل إلى أن العرود التي جُردت من جنسيتها البلجيكية، العام الماضي، موجودة حالياً في مركز مغلق تمهيداً لإبعادها إلى المغرب.
وتُلقب العرود باسم «الأرملة السوداء»، وسميت بهذا الاسم لأنها ترملت خلال زيجتين بعدما قتل الزوجان اللذان ارتبطت بكل واحد منهما على التوالي خلال مواجهات مسلحة خاضاها إلى جانب تنظيم القاعدة، وبعد قضائها عقوبة السجن لمدة ثماني سنوات تم تجريدها من جنسيتها البلجيكية في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 لأنها «أخلت بواجباتها كمواطنة بلجيكية».
بلجيكا: زعيم جماعة «الشريعة» يلجأ لمحكمة النقض لوقف إبعاده إلى المغرب
بعد قرار سحب الجنسية وإدانته في ملف له صلة بالإرهاب
بلجيكا: زعيم جماعة «الشريعة» يلجأ لمحكمة النقض لوقف إبعاده إلى المغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة