السيسي يتعهد ضمان حرية العبادة والمعتقد في مصر

شدد على ترسيخ المواطنة وإصلاح الخطاب الديني

السيسي خلال منتدى شباب العالم في شرم الشيخ أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال منتدى شباب العالم في شرم الشيخ أمس (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يتعهد ضمان حرية العبادة والمعتقد في مصر

السيسي خلال منتدى شباب العالم في شرم الشيخ أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال منتدى شباب العالم في شرم الشيخ أمس (الرئاسة المصرية)

تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، بضمان «حرية العبادة والمعتقد» في البلاد، وذلك بعد يومين من هجوم دامٍ تبناه «داعش» أسفر عن مقتل 7 مواطنين أقباط كانوا عائدين من زيارة لأحد الأديرة بمحافظة المنيا (200 كيلومتر جنوب القاهرة).
وكان السيسي يتحدث في مداخلة بإحدى جلسات اليوم الثاني لـ«منتدى شباب العالم» المقام في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء ويحظى بمشاركة 5 آلاف مشارك من جنسيات مختلفة فضلا عن عدد من المسؤولين الدوليين وأبرز رجال الدولة في مصر.
وقال الرئيس المصري، مخاطبا الحضور ومواطنيه إن «الكل سواء، وليس هذا كلام يقال، بل ممارسات تتحول إلى سياسات وآليات عمل مستدامة، لا تنتهي بانتهاء أحد (سلطة حكم)، وعندنا قوانين تنظم البناء الموحد لدور العبادة منذ 150 سنة، ونحن أخرجناها لتحقيق الاستقرار».
وأضاف السيسي أنه «في مصر لم تكن هناك دولة (سلطة حكم) معنية ببناء دور عبادة للمواطنين باستثناء المساجد، وحاليا الدولة معنية في كل مجتمع جديد ببناء الكنائس لمواطنيها، وكذلك حل المشكلات القديمة؛ لأن لهم الحق في العبادة كما يعبد الجميع».
واستطرد: «لو لدينا في مصر ديانات أخرى فسنبني لها دور عبادة، لو عندنا يهود سنبني لهم، أو غيرهم سنبني... لأن من حق المواطن أن يعبد كما يشاء أو ألا يعبد، هذا موضوع لا نتدخل فيه».
ونوّه السيسي بإطلاقه مبادرة «تصحيح الخطاب الديني»، وربطها بتأجج الصراعات المتمركزة في هذه المنطقة (الشرق الأوسط)، متسائلا عن أسباب زيادة نسبة الصراعات، وأعداد اللاجئين والضحايا. وفي مداخلة أخرى، في إطار جلسة بعنوان «ما بعد الحروب والنزاعات... آليات بناء المجتمعات والدول»، عدّ السيسي أن مسار الإصلاح في مصر «مسؤولية وطنية، وهذا ما تم إثباته من خلال التجربة المصرية».
ورأى أن «تقدير الشعوب والرأي العام في الدول للأزمات في بلادهم تختلف وتتباين كثيرا قبل وبعد حدوث تلك الأزمات»، متابعا أن هناك «تكلفة إنسانية ومالية وأخلاقية كبيرة دفعتها الدول التي مرت بأزمات وفوضى»، وواصل: «الشعوب التي طالبت بالتغيير وتحركت بحسن نية بهدف الإصلاح المنشود في بلادهم، خسرت من جراء الفوضى أكثر مما كانت ستخسره إذا استمر الوضع في بلادهم دون تغيير».
وعلى صعيد متصل، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال مشاركته في جلسات منتدى الشباب العالمي، أن «من ثوابت السياسة الخارجية المصرية في مجال بناء واستدامة السلام وإعادة الإعمار والتنمية في أعقاب النزاعات؛ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والحرص على الدفع بالحلول السياسية لتسوية الأزمات، وفقا لمقررات الشرعية الدولية، فضلا عن إعطاء الأولوية للحلول الصادرة من المؤسسات الوطنية للدولة ومواطنيها، بما يلبي طموحاتهم وآمالهم في مستقبل أفضل».
وشارك في الجلسة ذاتها، ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، وغسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا، وكريستيان دوسي مدير مركز جنيف للدراسات الأمنية، إلى جانب وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية اللبنانية، بيار رفول.
ولفت المبعوث الأممي إلى ليبيا، إلى استمرار «العمل على تفعيل جهاز الشرطة الليبية الذي تم إهماله خلال الفترة الماضية»، مشيرا إلى أنه من «الأخطاء التي وقعت في السنوات الماضية أنه لم يتم الاهتمام بجهاز الشرطة».
إلى ذلك أوصت «الجلسة الحوارية للأمن المائي في ظل التغيرات المناخية»، بدمج الشباب وتحفيزهم لمجابهة تحديات التغير المناخي، وإتاحة شبكات الدمج والتواصل الفعال لهم مع المجتمع والحكومات. كما تطرقت التوصيات إلى ضرورة «بناء قواعد بيانات ومعلومات لنقل المعرفة والخبرات من الدول الصناعية الكبرى إلى الدول النامية، وتدريب الشباب على استخدامها».
وأوضح الرئيس المصري، أن بلاده تمتلك «برنامجاً تسعى من خلاله لبناء قواعد بيانات حقيقية للدولة»، لافتا إلى أن «الفساد يُعد أحد الانطباعات السلبية المأخوذة على القارة الأفريقية، وتحديدا فيما يتعلق بإجراءات مكافحة الفساد التي تكون دون المستوي، إن كانت هناك إجراءات من الأساس».
وأعرب السيسي عن اهتمام القاهرة بتحقيق الاستقرار في أوروبا، وقال: «يهمنا استقرار أوروبا؛ لأن استقرارها من استقرارنا وأمنها من أمننا... ونريد دائما أن تكون نظرتنا متبادلة بهذه الطريقة... لأن المصلحة المشتركة هي استقرارنا وأمننا، بعضنا مع بعض». كما شهدت جلسات المؤتمر «نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية»، تحدث خلالها ممثلو عدد من الدول، منهم ممثلة دولة إريتريا، التي أشادت بـ«التوصل إلى اتفاقية السلام مع إثيوبيا»، و«الاستجابة السريعة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية لتحقيق السلام».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.