نائب بريطاني: الحوثيون أكبر تهديد على كوكب الأرض

مستشار الرئيس اليمني يتهم طهران بخلق أسوأ أزمة إنسانية لليمن

TT

نائب بريطاني: الحوثيون أكبر تهديد على كوكب الأرض

قال النائب العمالي البريطاني غراهام جونز في تصريحات إن «المسؤولية عن حالة الطوارئ المتصاعدة في اليمن تقع على عاتق جماعة الحوثيين المدعومة من طهران»، مشبهاً الهجمات الصاروخية على المدن السعودية بما تعرضت له بريطانيا من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وأكد جونز، الذي يرأس لجان مراقبة صادرات الأسلحة بمجلس العموم، لراديو «بي بي سي 4» أنه، وبصرف النظر عن القضايا البيئية، فإن «جماعة الحوثي المسلحة تسليحاً جيداً تمثل أكبر تهديد على كوكب الأرض الآن».
وتابع: «أنت تتحدث عن الكارثة الإنسانية بالطبع؛ هذه سببها (أنصار الله)، (الحوثيون). إذا قرأت تصريحات السفراء لدى الأمم المتحدة والقرار الجماعي بدعم حكومة هادي، فليس من الصعب التوصل إلى استنتاج مفاده بأن الطريقة التي نجد بها السلام والأمن هي وقف تقدم (أنصار الله) إلى المناطق القبلية الأخرى والظلم الذي تتسببوا فيه».
ولفت النائب إلى أن السعودية مستهدفة من الميليشيات الحوثية عبر الصواريخ الإيرانية التي تمتلكها، وقال: «تعرضت بريطانيا لـ1300 صاروخ من النازيين خلال الحرب (العالمية) الثانية، والسعوديون اليوم تعرضوا لأكثر من 200 صاروخ باليستي صناعة إيرانية، وهو أمر بالغ الخطورة».
من جهته، عدّ عبد العزيز المفلحي مستشار الرئيس اليمني، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن تصريحات النائب البريطاني «إيجابية، وخطوة في الاتجاه الصحيح، وإدراك لحقيقة الأمر».
وأكد المفلحي أن الميليشيات الحوثية تتحمل مسؤولية الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني، «بعد أن جعلها النظام الإيراني منصة لتنفيذ مشروعه التوسعي الطائفي في المنطقة، ولتهديد الأمن الإقليمي والدولي»، واصفاً أفعال الميليشيات الحوثية بأنها «إعلان حرب على شعب كامل»، وذكّر بأن هذه الميليشيات سيطرت على مؤسسات وسلاح الدولة في انقلاب على الشرعية. وأضاف: «الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً شنت حرباً على الشعب اليمني وقامت بمحاصرته عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً، لقد أعلنوا الحرب على شعب، وسيطروا على كل مواقع الدولة، وسلاح الدولة، كل هذه الأمور مخالفة للقانون الدولي، وهذا عمل شائن، وأشبه بأعمال القرصنة وفرض إرادة اللون الواحد على شعب كامل».
وأوضح المفلحي أن «الأزمة الإنسانية ما هي إلا نتيجة لانقلاب الميليشيات الحوثية على الدولة ومؤسساتها وتعنتهم وعدم انصياعهم لإرادة السلام، والتسبب في رفع تكلفة الحرب على شعبنا في معاناته طيلة هذه الفترة».
ولفت مستشار الرئيس اليمني إلى أن «حقيقة العدوان ومآربه تؤكد أن الحوثي لم يكن سوى منصة لدولة أجنبية لإنجاز المشروع الإيراني، وعليهم التخلي عن هذا المشروع والعودة لصوابهم ونسيجهم الاجتماعي اليمني والعربي، ويكفوا عن مثل هذه المغامرات التي لا تزيد الأمور إلا تعقيداً».
وأفاد بأن «من حق السعودية أن ترد وتدافع عن مواطنيها وشعبها بكل الوسائل الممكنة، ونحن معها في ذلك التوجه».
وفي إجابة عن سؤال حول التطورات الأخيرة على الجبهات العسكرية في كل من الحديدة وصعدة، قال المفلحي: «أرجو ألا يحصل أي تدخل دولي يوقف هذه المعركة المبشرة بالنصر القريب، كذلك التقدم في صعدة سيقرب المسافة نحو السلام وحسم المعركة مع الحوثيين، وسيرتفع العلم اليمني فوق جبال مران كما وعد الرئيس هادي بذلك».



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.