تألق بروكس يثبت خطأ الأندية الكبيرة في إنفاق أموال طائلة

اللاعب الشاب انضم إلى بورنموث مقابل 10 ملايين إسترليني فقط وبات أحد نجوم الدوري الإنجليزي

ديفيد بروكس يقدم مستويات لافتة مع بورنموث هذا الموسم
ديفيد بروكس يقدم مستويات لافتة مع بورنموث هذا الموسم
TT

تألق بروكس يثبت خطأ الأندية الكبيرة في إنفاق أموال طائلة

ديفيد بروكس يقدم مستويات لافتة مع بورنموث هذا الموسم
ديفيد بروكس يقدم مستويات لافتة مع بورنموث هذا الموسم

تألق ديفيد بروكس اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً بشكل لافت للأنظار منذ انضمامه لنادي بورنموث مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني، وأثبت للأندية الكبيرة أنها ليست بحاجة لإنفاق أموال طائلة لكي تنجح.
يقدم نادي بورنموث أداء جيداً للغاية خلال الموسم الحالي ويحتل المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ويعود الفضل في ذلك بصورة كبيرة إلى تألق نجم الفريق الشاب بروكس، الذي يقدم مستويات رائعة.
ومن المعروف أن اللاعب، الذي ولد في بلدة وارينغتون ببريطانيا، يعشق نادي مانشستر يونايتد، رغم أنه بدأ مسيرته الرياضية في أكاديمية الناشئين للغريم التقليدي مانشستر سيتي. وعندما وصل المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو ولاعبوه إلى ملعب «فيتاليتي» لمواجهة بورنموث أول من أمس، دخل بروكس هذه المواجهة بمعنويات عالية وثقة كبيرة وقدم مستويات جيدة، ورغم أن فريقه خسر اللقاء 1/ 2 بصعوبة، فإنه ما زال يتقدم على مانشستر يونايتد في جدول الترتيب بفارق الأهداف.
ولم يكن كثيرون يعرفون أي شيء عن بروكس قبل بداية هذا الموسم، رغم أن اللاعب كان قد حصل على لقب أفضل لاعب في بطولة تولون الدولية العام الماضي، التي فاز بلقبها المنتخب الإنجليزي تحت 20 عاماً.
وكان بروكس يلعب في صفوف نادي شيفيلد يونايتد في ذلك الحين، وتمكن المدير الفني لبورنموث إيدي هوي من الحصول على خدماته في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني، مع احتمال زيادة هذا المبلغ إلى 11.5 مليون جنيه إسترليني في حال إضافة بعض الحوافز المالية الأخرى.
وفي الحقيقة، لا يعد هذا مبلغاً مالياً كبيراً بالنسبة للاعب في العشرين من عمره ويقدم مستويات رائعة وله خبرات دولية مع منتخب بلاده، في ظل الأسعار المرتفعة للغاية في سوق انتقالات اللاعبين.
ورغم أن بروكس لديه الجنسيتين البريطانية والويلزية، فقد فضل اللعب مع منتخب ويلز، بعدما لعب للمنتخبين في المراحل السنية الصغيرة، ومن المؤكد أن المديرين الفنيين للمنتخب الإنجليزي في المستقبل قد يندمون كثيراً على التفريط في لاعب بمثل هذه القدرات والإمكانات. وكان المدير الفني السابق لمنتخب ويلز، كريس كوليمان، قد استدعاه للمشاركة في إحدى المباريات الودية لويلز عندما كان لا يزال لاعباً بنادي شيفيلد يونايتد.
ورغم ضآلة بنيته الجسدية وشكله الصغير، تمكن بروكس من أن يلفت انتباه الجميع، حتى عندما كان يلعب عدداً قليلاً من المباريات خلال الفترة التي أعير فيها لنادي هاليفاكس. وبالتالي، فإذا كان نادي بورنموث قد نجح في الحصول على خدمات لاعب صغير بهذه القدرات الكبيرة وبهذا المقابل المادي القليل، فلماذا لم تفكر أندية أخرى في التعاقد مع هذا اللاعب أو أمثاله؟
من المؤكد أن مانشستر سيتي لن يقوم بهذا الأمر، لأنه كان يضم بروكس في الأساس وتركه يرحل، كما أن الفريق يضم كوكبة من ألمع وأبرز النجوم للدرجة التي جعلت لاعباً مثل فيل فودين يعجز عن المشاركة في مباراة واحدة مع الفريق، ولاعباً آخر مثل جادون سانشو يرحل عن النادي لكي يلعب مع بوروسيا دورتموند الألماني.
وربما لم يلجأ تشيلسي أو ليفربول لهذه الخطوة للأسباب نفسها، لكن ماذا عن نادٍ مثل إيفرتون، الذي دأب على التعاقد مع لاعبين متواضعين من ويلز على مدار سنوات طويلة؟ وماذا عن مانشستر يونايتد، الذي يشجعه بروكس، والذي كان دائماً أحد الأندية التي تعتمد على المواهب الشابة وتشجعها على التألق؟
هذا لا يعني أن مانشستر يونايتد يعاني من نقص في مركز لاعب خط الوسط المهاجم، رغم أن النادي كان يتعين عليه أن يفكر بهذه الطريقة عندما تعاقد مع اللاعب التشيلي أليكسيس سانشيز بهذا الراتب الخيالي قبل أقل من عام. وعلاوة على ذلك، يضم مانشستر يونايتد كلاً من بول بوغبا وفريد وخوان ماتا في مركز خط الوسط المهاجم في الوقت الحالي، فضلاً عن خيسي لينغارد، وبالتالي لم يكن النادي في حاجة ملحة إلى البحث عن مواهب شابة بسعر زهيد لكي تلعب في هذا المركز!
وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل مانشستر يونايتد كان بحاجة إلى التعاقد مع لاعب في العشرين من عمره مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني أو التعاقد مع لاعب صاحب اسم كبير في صفقة قياسية مدوية ثم يفشل بعد ذلك في تقديم أداء ثابت مع الفريق ويدخل في خلافات مستمرة مع مورينيو؟
ومع ذلك، فمن المؤكد أن بورنموث لديه ميزة كبيرة للغاية تتمثل في أنه يمكنه التعاقد مع لاعب شاب وغير معروف ويشركه مباشرة في الفريق دون أن يشعر بالقلق من غضب لاعب دولي كبير أو وكيل أعماله بسبب إشراكه هذا اللاعب الشاب على حساب اللاعب الدولي! وبعد ذلك، يتوقف الأمر تماماً على هذا اللاعب الشاب وما إذا كان سيقدم الأداء الذي يجعله يحجز مكاناً أساسياً في الفريق أم لا.
وبمجرد أن حصل بروكس على فرصة المشاركة مع بورنموث تشبث بهذه الفرصة واستغلها أفضل استغلال وقدم مستويات رائعة جعلت المدير الفني للفريق يشيد به كثيراً ويصرح قائلاً: «إنه لم يستغرق وقتاً من أجل التكيف مع الفريق. لقد اندمج ديفيد مع الفريق سريعاً، وسوف يواصل التحسن مع توالي المباريات خلال الموسم. إنه يناسب طريقة لعبنا، وعندما شاهدناه للمرة الأولى مع نادي شيفيلد يونايتد أدركنا على الفور أنه يمتلك القدرات التي تمكنه من التألق في الدوري الإنجليزي الممتاز».
وقد تكون هذه هي أبرز قصة لصعود لاعب بهذه الصورة منذ تعاقد ليفربول مع أندرو روبرتسون من هال سيتي، حيث استغل روبرتسون هذه الفرصة بشكل جيد أيضاً، ونجح في حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق بشكل منتظم.
ويعيد هذا للأذهان أيضاً تصريحات المدير الفني الفرنسي أرسين فينغر عقب تعاقد ليستر سيتي مع النجم الجزائري رياض محرز مقابل 400 ألف جنيه إسترليني وتحويله إلى لاعب أساسي في الفريق الذي حصل فيما بعد على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال المدير الفني السابق لنادي آرسنال إنه كان سيتعرض لسخرية شديدة من جانب إدارة وجمهور النادي لو رشح لهم لاعباً مغموراً يلعب في فرنسا بمقابل مادي زهيد. ومع ذلك، اتُهم فينغر بالبخل وعدم امتلاك الطموح اللازم.
وبات هناك شعور عام على ما يبدو بأن اللاعب الجيد لا يجب أن يقل سعره عن 25 مليون جنيه إسترليني وأن التعاقد مع لاعب بسعر أقل من ذلك سيكون مغامرة كبيرة. وهذا هو ما يحدث عندما تمتلك الأندية قدراً كبيراً من الأموال، حيث يكون الخيار السهل بالنسبة لها هو الإنفاق بسخاء، نظراً لأن وكلاء اللاعبين قد صوروا لهذه الأندية أن عدداً قليلاً من اللاعبين هم من يمكنهم صناعة الفارق وتغيير الشكل إلى الأفضل.
وحتى لو كانت هذه النظرية صحيحة فيما يتعلق بلاعب مثل المدافع الهولندي الصلب فيرجيل فان دايك الذي يقدم مستويات رائعة مع ليفربول، فإنها لا تنطبق بكل تأكيد على روميلو لوكاكو، كما لا تنطبق على سانشيز وبوغبا اللذين لم يقدما المستويات المتوقعة منهما.
وفي المقابل، هناك لاعبون آخرون تعاقدت معهم الأندية بمبالغ مالية زهيدة لكنهم قدموا مستويات كبيرة، والدليل على ذلك أن ليستر سيتي قد تعاقد مع محرز واستفاد من جهوده على مدى سنوات ثم باعه وحقق من ورائه ربحاً بلغ 59.6 مليون جنيه إسترليني.
وتجب الإشارة أيضاً إلى أن بورنموث قد وصل إلى هذا المركز المتقدم في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفضل سياسته الحكيمة فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين يمتلكون قدرات جيدة ومدير فني لديه الرغبة والجرأة في الدفع بلاعبين شباب قادمين من دوري الدرجة الأولى.
ويجب أن يشعر بروكس بأنه لاعب محظوظ للغاية، لأنه في الوقت الذي لا يجد فيه اللاعبون الإنجليز الشباب فرصة ويبحثون عن فرص بديلة في الدوري الألماني، فإن ما يقوم به بورنموث يعد أمراً نادراً في كرة القدم الإنجليزية هذه الأيام.


مقالات ذات صلة

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.

رياضة عالمية نونيز متحسراً على إضاعة فرصة تهديفية في إحدى المواجهات بالدوري الإنجليزي (رويترز)

نونيز يرد على الانتقادات بهدوء: معاً... نستعد لما هو قادم

رد داروين نونيز مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي على الانتقادات لأدائه برسالة هادئة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.