تحصينات عسكرية عراقية كبيرة على الشريط الحدودي مع سوريا

جنود عراقيون في معبر القائم الحدودي مع سوريا أول من أمس (إ.ب.أ)
جنود عراقيون في معبر القائم الحدودي مع سوريا أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

تحصينات عسكرية عراقية كبيرة على الشريط الحدودي مع سوريا

جنود عراقيون في معبر القائم الحدودي مع سوريا أول من أمس (إ.ب.أ)
جنود عراقيون في معبر القائم الحدودي مع سوريا أول من أمس (إ.ب.أ)

أفاد قائد عسكري عراقي كبير أمس بأن القوات العراقية أجرت تحصينات كبيرة للشريط الحدودي بين العراق وسوريا وسط حالة من التأهب القصوى تشهدها المنطقة منذ أيام.
وقال اللواء الركن قاسم المحمدي قائد عمليات الجزيرة، في تصريح، إن «قوات الجيش بالفرقة الثامنة التابعة لعمليات الجزيرة، قامت بعمل تحصينات كبيرة للشريط الحدودي العراقي مع سوريا غربي الرمادي للسيطرة على الوضع الأمني في قضاء القائم، وتمسك بيد من حديد الشريط الحدودي العراقي مع سوريا». ونقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية تأكيده على أن «القوات العراقية على استعداد لصد أي هجوم لتنظيم داعش على الشريط الحدودي قادما من سوريا، وأن القوات العراقية هي من تمتلك زمام المبادرة، ولن تستطيع تلك العصابات الإجرامية الاقتراب من الحدود العراقية لأنها سوف تقتل».
وتشهد صحراء العراق الغربية الملاصقة للحدود مع سوريا حالة من الاستنفار والتأهب القصوى في إطار الاستعداد لمواجهة أي اعتداء من تنظيم داعش. ونشرت قيادة العمليات المشتركة العراقية آلافا من قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود والحشد الشعبي مجهزة بالمدفعية والدروع والراجمات ومختلف الأسلحة، وسط تحليق شبه تام للمقاتلات العراقية ومروحيات الجيش وطيران التحالف الدولي في سماء الصحراء الغربية العراقية.
وتخوض قوات عراقية عمليات عسكرية لتعقب عناصر «داعش» المتخفين في الأنفاق والأوكار في محافظتي الأنبار ونينوى. وبحسب مصادر عراقية، فإن الانتشار الكبير للقوات العراقية في صحراء غربي العراق باتجاه سوريا يغطي مساحات شاسعة من الأرض.
من ناحية ثانية، أعلن مسؤولون محليون، أمس، أن متطرفين قتلوا مخاتير ثلاث قرى في أقل من أسبوع في شمال العراق، في وقت يتزايد استهداف ممثلي الإدارات المحلية. وأعلن العراق دحر تنظيم داعش العام الماضي، لكن جيوباً صغيرة للمتطرفين لا تزال تشن هجمات وخصوصاً في مناطق جبلية مثل محافظة كركوك بشمال البلاد. وفي تلك المحافظة هاجم عناصر «داعش» بنى تحتية للدولة ومسؤولين حكوميين، مستهدفين بشكل خاص المخاتير. وآخر الضحايا كان مختار قرية المحمودية القريبة من بلدة الحويجة وقد قتل مساء أول من أمس.
والبلدة معروفة بكونها معقلا للجماعات المتطرفة وكانت أحد المعاقل الأخيرة لتنظيم داعش قبل أن تستعيدها القوات الحكومية العام الماضي. وقال مسؤول أمني محلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن مختار المحمودية «عبد الله الوسمي قتل بعد اقتحام منزله من قبل عناصر تنظيم داعش».
ويأتي مقتل الوسمي بعد عملية قتل مشابهة لمختار بلدة الحانوتية المجاورة في ساعة متأخرة الأربعاء.
والاثنين قال مسؤول في المحافظة إن «عناصر (داعش) اقتحموا منزل محمد جمعه مختار قرية الجاسمية»، القريبة من الحويجة أيضاً، مضيفاً أن المسلحين «أعدموه أمام منزله ولاذوا بالفرار». ويرتفع بذلك إلى تسعة عدد المخاتير الذين قتلوا على أيدي تنظيم داعش في محافظة كركوك في الأشهر السبعة الماضية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.