«الإنجيليون البيض» دائرة انتخابية مضمونة للجمهوريين

ترمب حصل عام 2016 على 81 % من أصواتهم

القس الأميركي أندرو برانسون يتلو بعض الصلوات مع الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
القس الأميركي أندرو برانسون يتلو بعض الصلوات مع الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

«الإنجيليون البيض» دائرة انتخابية مضمونة للجمهوريين

القس الأميركي أندرو برانسون يتلو بعض الصلوات مع الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
القس الأميركي أندرو برانسون يتلو بعض الصلوات مع الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

مع احتدام المعركة الانتخابية التشريعية في الولايات المتحدة، قبل أيام من بدء التصويت، يسعى الحزبان المتنافسان إلى التأكُّد من الحِفاظ على أصوات مؤيديهم التاريخيين. وتبدو هذه المسألة محسومة نسبياً لدى الحزب الديمقراطي الذي يركِّز بشكل مكثف في حملاته الانتخابية على معارضة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لا سيما في القضايا الحيوية، وعلى رأسها الهجرة.
لكن يبدو أن الأمر يختلف بعض الشيء بالنسبة للحزب الجمهوري الذي يشهد مرحلة انتقالية فارقة يمكن أن تهدد قاعدته التصويتية بعض الشيء، خصوصاً في ظل الانقسام الذي يشهده المجتمع الأميركي تحت الإدارة الأميركية الحالية.
تاريخياً، يستند الحزب الجمهوري، صاحب الأغلبية التشريعية حالياً، على الناخبين المسيحيين البيض، خصوصاً الإنجيليين الذين يتبعون منهجاً محافظاً. وحصل الرئيس ترمب على تأييد ساحق من هذه الفئة في الانتخابات الرئاسية عام 2016، حيث حصل على 81 في المائة من أصواتهم، وأكد مرة أخرى على توجُّهِهم المحافظ.
ويتوقع الجمهوريون المزيد من الأصوات من هذه الفئة في الانتخابات الحالية. وكشف معهد بحوث الديانة العامة «بي آر آر إي»، في مسح أجراه أن أكثر من 80 في المائة من الناخبين الإنجيليين البيض سيصوِّتون لصالح مرشحهم الجمهوري أمام الكونغرس، بعد غد (الثلاثاء).
وبصرف النظر عن مدى دقة هذا المسح، فمن المعروف تاريخياً أن القاعدة الانتخابية للحزب الجمهوري تنطلق من هذه الفئة تحديداً. ويبقى السؤال: إلى أي مدى ستظل هذه الكتلة الانتخابية الإنجيلية البيضاء محل ثقة عند الجمهوريين، خصوصاً مع التحولات الكبيرة في معتقدات الشريحة الشابة من هذه الفئة؟

- الشباب بين قيم تقدمية وتقليدية
وتشير الأرقام إلى أن الإنجيليين البيض الشباب يحملون أفكارهم وتوجهاتهم السياسية من الحرب الثقافية التي شنها آباؤهم وأجدادهم. ويعتنق بعضهم، بوجه عام، آراء ليبرالية حول بعض القضايا، منها الزواج من الجنس نفسه، والمناخ، والهجرة، مقارنةً مع الإنجيليين الأكبر سناً، وفقاً لبحث صادر عن مركز بيو للأبحاث عام 2017. وقالت ليندسي لونغورن (18 عاماً) وهي طالبة في السنة الثانية بجامعة ليبرتي، التي تُعتبر معقلاً للحركة المسيحية المحافظة في الولايات المتحدة... «إنها واحدة من أكثر المسيحيين المحافظين على الإطلاق، إلا أنها لا تزال منقسمة للغاية». وقالت إنها تشاطر ترمب في قضايا معينة تتعلق بالهجرة لكنها تدعم حرية قرار الإجهاض وزواج المثليين.
ويقول كونر بيرك، طالب بالجامعة نفسها، إنه «يفكر في سياسة يمينية أكثر وأكثر كل يوم»، ويؤيد موقف الكتاب المقدس من الزواج، ويقول إنه غير مسجل لدى أي حزب، إلا أنه صوّت لصالح ترمب.
وقال مولي ورثين أستاذ مشارك في جامعة نورث كارولينا المتخصصة في التاريخ الديني الأميركي، إن الناخبين الشباب اليوم نشأوا في أميركا أكثر علمانية مع المزيد من التنوع الثقافي، وأصبحوا منهكين بسبب سياسة والديهم.
وتابع ورثين أن الفجوة بين الأجيال الإنجيلية ليست جديدة في الواقع، لكن ترمب فاقم الهوة القائمة بين الإنجيليين الصغار والكبار. وأضاف: «نحن فقط نولي اهتماماً أكبر لها الآن، لأنه يبدو أن المخاطر كبيرة للغاية. هذا الصراع أكثر حيوية، هناك المزيد من الإنجيليين البيض الشباب الذين يعلنون عن معارضتهم، وهم ما زالوا أقلية، لكنني أعتقد أن هناك الكثير منهم الآن».

- نفوذ اليمين الديني في السياسة
وأضاف: «سيظل اليمين الديني، كشبكة من المؤسسات السياسية المتحمسة للغاية، يشكل وزناً سياسياً على مدى عقود، حتى عندما نرى أن الاتجاه العلماني مستمر، فإنه لن يترجم على الفور إلى إقبال ضخم من الأصوات للمرشحين السياسيين التقدميين».
ويشير الخبراء إلى أنه على الرغم من كل هذه التأثيرات الثقافية والتغيرات التي طرأت على الشباب الإنجيليين، فإنه من المستبعد أن تصوت الأغلبية منهم للديمقراطيين، ومن غير المتوقع أن يحصل الديمقراطيون منهم على دعم فيما يسمونه «الموجة الحمراء».
وأظهرت بيانات معهد بحوث الديانة العامة أن 78 في المائة من الإنجيليين البيض، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاماً هم جمهوريون أو مستقلون، لكنهم يؤيدون الحزب الجمهوري. ويعتزم أكثر من ثلاثة أرباع هذه الفئة التصويت لصالح الجمهوريين، بعد غدٍ (الثلاثاء).
ويشير ذلك إلى أنه على الرغم من تغلغل العلمانية في عقول الشباب الإنجيليين بشكل كبير، مقارنةً بالإنجيليين الكبار، فإن تغيير الميول السياسية لهذه الفئة ما زال بعيداً عن مرمى البصر حتى الآن.
وتقول ستيفاني مارتن، أستاذة مساعدة في جامعة ساوثرن ميثوديست المتخصصة في الخطابات العامة للحركات الاجتماعية المحافظة، إن «السياسة تمثل الكثير بالنسبة للهوية، وليس القضايا، وتغيير الهوية أمر صعب... يظل الشاب جمهورياً، لأن هذه هي الثقافة والوسط الذي نشأوا فيه... احتمالية أن ينفصلوا عن ذلك منخفضة للغاية».
ويعتقد لوك ديلارد (22 عاماً)، وهو مسيحي أبيض صوّت لصالح ترمب ويدرس في جامعة ليبرتي، أن الإجهاض هو القتل، ويحمل وجهة نظر الكتاب المقدس فيما يتعلق بالزواج والعائلة.
مثل ديلارد، تستخدم أماري ميتشيل، وهي من أصول أفريقية، طفولتها لدعم وجهات نظرها، إلا أنها تربَّت ديمقراطية، وصوّتت لهيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، ولم تجد صعوبة في توحيد معتقداتها السياسية وإيمانها. وقالت: «أنا فقط أحافظ على إيماني بالله». ويجسد ديلارد وأماري الانقسام السياسي الشديد بين الإنجيليين البيض وغير البيض داخل المجتمع الأميركي.

- الناخب الأسود المسيحي ينحاز إلى القيم التحررية
ويقول روبرت بي جونز، الرئيس التنفيذي لمعهد بحوث الديانة العامة، إن الفرق شديد الوضوح بين الإنجيليين البيض والسود، لدرجة أنه من الضروري فصلهم عند دراستهم.
وأضاف: «من المؤكد أن المحتجين الإنجيليين البيض كانوا قوة كبيرة في السياسة الأميركية منذ بضعة أجيال منذ الثمانينات، وفي عهد الرئيس السابق رونالد ريغان، لكن نفوذهم في عموم السكان بدأ يتلاشى خلال السنوات العشر الماضية... إنها مجموعة صغيرة خاصة، إذا كنت تستهدف ناخبين أصغر سناً. من وجهة نظر استراتيجية، هناك أهداف أخرى أكثر أهمية»، في إشارة إلى الفئات الأخرى من الناخبين.
ويوافق جونز على أن المسيحيين البيض ممثّلون تمثيلاً كبيراً في صندوق الاقتراع، مضيفاً: «صندوق الاقتراع يتصرف قليلاً مثل آلة الزمن التي تعيدنا نحو عشر سنوات فيما يتعلق بتكوين هذا البلد. الأميركيون المسيحيون البيض يميلون إلى التصويت بمعدل مرتفع للغاية».
في عام 2008، كان الإنجيليون البيض يشكلون ما يقرب من ربع سكان الولايات المتحدة، وتراجع هذا الرقم الآن إلى 15 في المائة فقط، كما أن متوسط عمرهم يتقدم بشكل كبير، ويبلغ الآن 56 عاماً، وفقاً لمعهد بحوث الديانة العامة. ولا تتعدى نسبة الإنجيليين البيض الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عن 8 في المائة فقط من إجمالي الإنجيليين البيض الموجودين حالياً.
وفي حين أن الغالبية العظمى من الإنجيليين البيض صوتوا لصالح ترمب، صوت 96 في المائة من المسيحيين البروتستانت السود لكلينتون، وفقاً لمعهد بحوث الديانة العامة.
وقالت جانيل وونج، أستاذة الدراسات الأميركية في جامعة ميريلاند: «هناك فجوة أساسية في أميركا الإنجيلية فيما يتعلق بالعرق. في بعض النواحي، وفي كثير من القضايا، لا يمكن أن يكون الإنجيليون البيض أكثر اختلافاً عن الإنجيليين الآسيويين واللاتينيين والسود».
وأوضحت: «في كثير من الأحيان في مجتمعاتهم العرقية، في إشارة إلى البيض. إنهم ليسوا المجموعة المهيمنة. هم اجتماعيون في هذه الأماكن التي أصبحت زرقاء للغاية»، في إشارة إلى الأعراق الأخرى.
ويقول تريفور توماس، طالب دراسات عليا في جامعة ليبرتي ويبلغ من العمر 25 عاماً، وينحدر من والدين مهاجرين جامايكيين: «أود أن أعيش في عالم يطبق فيه حكم القانون، ولكن في الوقت نفسه يتم فيه التعاطف مع الآخرين الضعفاء. لا أعتقد أن هذا البلد يجب أن يدار بعقل يطبق القانون فقط بحيث يتخلى فيه عن الناس».
في وقت سابق من هذا العام، حثت الرابطة الوطنية للإنجيليين، التي تمثل أكثر من 45 ألف كنيسة، ترمب علانية لوقف سياسة الفصل العائلية بالنسبة للمهاجرين.



أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.