«بي إل تي» استفاد وخسر بسبب الرئيس الأميركي

يكلف الهامبرغر 30 دولارا، وكوكتيل الجمبري 24 دولارا، وشوربة سرطان البحر 18 دولارا، وستيك لحم بقر مشوي، «نيويورك ستريب» 55 دولارا، وستيك لحم البقر الياباني «واغيو» 110 دولارات.
هكذا، أسعار مطعم «بي إل تي»، في فندق «ترمب إنترناشيونال» في واشنطن العاصمة: جودة الطعام، وجمال المكان، وربما أهم من هذا كله، الاسم.
قال الحارس أمام المدخل الرئيسي على شارع «بنسلفانيا» الواقع مقابل مبنى مكتب التحقيقات الفيدرالي، إف. بي، آي: «المدخل الرئيسي مغلق لأسباب أمنية». حتى المدخل الجانبي على الشارع رقم 12 مغلق، أيضا، لأسباب أمنية. وصار مدخل في زقاق بين الشارعين 12 و11 هو المدخل «الرئيسي»، حتى للملوك والأمراء والرؤساء الذين ينزلون، أو يأكلون، في الفندق.
مع الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، زادت زيارات هؤلاء لواشنطن. وزادت الإجراءات الأمنية، خاصة في مطعم «بي إل تي»، وهو المطعم الرئيسي. لكن، نصف المطعم تقريبا عبارة عن غرف خاصة. وصارت كل غرفة وكأنها سفارة أجنبية، حيث يتوافد، من الصباح الباكر، الدبلوماسيون ورجال الأمن لتجهيز المكان للملك، أو الرئيس القادم.
يوجد سبب ثانٍ للازدحام، ولزيادة الإجراءات الأمنية: اقتراب انتخابات الكونغرس، وعقد مؤتمرات في قاعات الفندق. في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر (أيلول)، كما نشرت مجلة «نيوزويك»، حققت الشرطة في تغريدة من مجهول في موقع «تويتر» بشن هجوم على مؤتمر داخل الفندق عقدته لجنة انتخابية تؤيد الرئيس ترمب. وعلق مسؤول في الفندق: «دائما، نتخذ كل الإجراءات الأمنية اللازمة، ولا نعلق عليها».
في الأسبوع الماضي، نفسه، أعلنت محكمة أن لجنة محلية تابعة للحزب الديمقراطي تقدر على مقاضاة الرئيس ترمب بأنه يخلط بين المنصب الرسمي والتجارة، لأن أرباح الفندق، بسببه، «أرباح سياسية».
الاسم الكامل للمطعم الراقي هو: «بي إل تي، ديفيد بيرك»، وهذا الأخير هو صاحب مطاعم راقية في نيويورك. وحتى قبل أن يترشح ترمب في الانتخابات، كانا صديقين حميمين. لأن بروك يملك مطعما في برج ترمب في نيويورك، تحاشى ترمب اختياره لإدارة مطعم في فندق ترمب في واشنطن. اختار هوزيه أندريه، مهاجر من إسبانيا، وصاحب مطاعم راقية في واشنطن، مثل: «زيتينيا» و«جاليو» و«اوياميد».
لكن، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، مع صعود نجم ترمب بسبب هجومه على المكسيكيين، وعلى أجانب غيرهم، انسحب أندريه.
ليس ذلك فحسب، بل، نظم وقاد أندريه إضراب «مهاجرين ضد ترمب» في كثير من مطاعم في واشنطن. وغرد في حسابه في موقع «تويتر»، وتحت هاشتاق «يوم من دون مهاجرين»، وهاشتاق «المهاجرون يطعمون أميركا». وتندر بعض الصحافيين بأنه ربما سيترشح ضد ترمب في انتخابات 2020.
هكذا، اختار ترمب صديقه بيرك ليدير مطعم واشنطن. وتشجيعا له، تعشى في المطعم بعد أسبوع من افتتاحه. يقع المطعم على بعد 4 شوارع من البيت الأبيض. لم يذهب ترمب ماشيا، وفرضت حراسة مشددة على المطعم والفندق، وفتش الزبائن، ومنع الصحافيون.
ماذا أكل؟
علمت مسبقا بالزيارة السرية بيني جونسون، صحافية مع صحيفة «إندبندنت جورنال ريفيو»، وحجزت مع آخرين مائدة في المطعم. وكتبت أن ترمب طلب، من عمود المشهيات في قائمة الطعام، كوكتيل روبيان (24 دولارا). ومن عمود السلطات، سلطة «سيزار» الإيطالية (14 دولارا). ومن العمود الرئيسي، ستيك لحم بقر مشوي «نيويورك ستريب» (55 دولارا). ولاحظت الصحافية أن ترمب «ارتكب جريمة كبرى» عندما وضع «كاتشاب» (صلصة طماطم) على اللحم، والذي يوضع، عادة، على ساندويتشات هامبرغر. لكن، اشتهر ترمب بتلك العادة منذ سنوات. وأكدتها الصحافية.
وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» أن لحم ستيك المشوي كلف 55 دولارا. وقالت بأن السعر مرتفع بالمقارنة مع سعر مطاعم راقية أخرى في واشنطن. وأن قطعة اللحم كانت شبه جافة لأن ترمب طلبها مشوية شواء كاملا Well Done.
وأضافت الصحيفة بأنها لم تتأكد من الشخص الذي دفع قيمة الوجبة، وأن إشاعات قالت إن ترمب، في طريقه إلى خارج المطعم، أعطى «بقشيشا» لكبير الطهاة الذي أشرف على العشاء. وأن براين دوريسونو، الطاهي الذي أشرف على الوجبة، كان «متوترا»، وذلك لأنه كان حديث عهد بالمطعم. ولأن صاحب المطعم، ديفيد بروك، كان هناك.
انتقادات الصحافيين:
في الشهر الماضي، كتبت عن المطعم صحيفة «ذا هيل» في واشنطن، وقالت بأن صاحب المطعم يشتكي من عدم إنصاف الصحافيين له، خاصة صحيفة «واشنطن بوست». وأن من أسباب ذلك حملة ترمب على ما يسميها (الأخبار الكاذبة) Fake News.
في مقابلة «ذا هيل»، أشاد صاحب المطعم بمطعمه. وقال إن المطعم يخزن قطع اللحم في ثلاجات ذات حرارة منخفضة جدا، لتحسين مذاقه. ويضيف عليه ملحا من جبال الهملايا، وزبدة من نيوزيلندا.
تجذب مثل هذه الإضافات الصغيرة الناس ليأكلوا في المطعم، من دون وضع اعتبار للسياسة والسياسيين. وهناك أيضا:
قطع خبز طازجة من الفرن (بمجرد أن يجلس الشخص).
زبدة على قطعة رخام باردة (حتى لا تذوب الزبدة).
أرجل إخطبوط مشوية (في قائمة المشهيات).
نوعان من لحم البقر الياباني: أبقار «كوبي» وأبقار «واغيو».
سالمون من اسكوتلندا، ولحم خراف من كولورادو.
كافيار «روسي إمبراطوري» وهو نوعان: بيلوغا (150)Beluga Caviar دولارا للأوقية، وأوسترا (250)Ostera Caviar دولارا للأوقية.