التحالف يدمر 8 مواقع لإطلاق الصواريخ الباليستية قرب مطار صنعاء

المالكي: استخدام المطار ثكنة عسكرية يخالف القانون الدولي والإنساني

العقيد تركي المالكي خلال عقده مؤتمرا صحافيا استثنائيا في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
العقيد تركي المالكي خلال عقده مؤتمرا صحافيا استثنائيا في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

التحالف يدمر 8 مواقع لإطلاق الصواريخ الباليستية قرب مطار صنعاء

العقيد تركي المالكي خلال عقده مؤتمرا صحافيا استثنائيا في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
العقيد تركي المالكي خلال عقده مؤتمرا صحافيا استثنائيا في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)

أعلنت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن عن عملية نوعية قامت بها فجر أمس (الجمعة)، استهدفت من خلالها 8 أهداف مشروعة بقاعدة الديلمي الجوية بالجزء الغربي من مطار صنعاء الدولي، ودمرت محطات أرضية للتحكم في طائرات دون طيار، وأماكن تجهيزها وتفخيخها وإطلاقها، إلى جانب موقع لتدريب وتخزين قطع الصواريخ الباليستية.
وأكدت القوات المشتركة أن الجزء المدني من مطار صنعاء لم يستهدف، وأن الحركة الملاحية فيه لم تتأثر، مبينة أن إحدى طائرات الأمم المتحدة ستهبط اليوم فيه بعد الموافقة على التصريح لها من التحالف والتدابير المتخذة في هذا الشأن.
وشدد العقيد تركي المالكي المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن في مؤتمر صحافي بالرياض أمس، على أن الميليشيات الحوثية، تشكل تهديداً للملاحة الجوية وسلامة طائرات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
ولفت المالكي إلى أن الميليشيات الحوثية حاولت أكثر من مرة إطلاق طائرات دون طيار أثناء هبوط وإقلاع طائرات الأمم المتحدة، وقال: «في 10 أغسطس (آب) الماضي، تم رصد أحد الهناجر في مطار صنعاء ووجود طائرة دون طيار ومحاولة إطلاقها في الوقت الذي توجد فيه طائرة للأمم المتحدة، حيث تستغل الميليشيات هذه الأوقات لإطلاق الصواريخ الباليستية وطائرات دون طيار... كذلك في 21 سبتمبر (أيلول) 2018 وأثناء هبوط إحدى طائرات الأمم المتحدة في مطار صنعاء، تم رصد طائرة دون طيار على المدرج لإطلاقها، وهو ما يمثل خرقاً للقانون الدولي والإنساني واستخدام المطار ثكنة عسكرية».
وفي تفاصيل العملية النوعية التي نفذتها القوات المشتركة، أوضح العقيد تركي أنه في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2018، رصد التحالف نشاطات عسكرية مشبوهة في مطار صنعاء لأفراد وعناصر حوثية واستخدام الأعيان المدنية، مبيناً تدمير 8 أهداف في الجزء الغربي لقاعدة الديلمي الجوية، ولم يستهدف الجزء المدني إطلاقاً.
وأضاف: «تم تدمير محطات أرضية للتحكم في الطائرات دون طيار، والتجهيز والتفخيخ وموقع الطاقم، وإطلاق طائرات دون طيار، ومحطتين أرضيتين تتصلان بأحد الهناجر الموجودة غرب المطار تحت اسم التمديدات الكهربائية، إلى جانب منظومة التحكم والاتصالات لإطلاق طائرات دون طيار».
وبحسب التحالف، فإن عملية الاستهداف جاءت بعد عملية استخبارية دقيقة لمراقبة نشاطات الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، بهدف تدمير وتحييد مثل هذه القدرات التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
ووفقاً للمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، فإن العملية استهدفت أهدافاً عسكرية مشروعة بقاعدة الديلمي الجوية بصنعاء شملت تدمير مواقع إطلاق وتخزين الصواريخ الباليستية ومحطات التحكم الأرضية للطائرات دون طيار وورش التفخيخ والتجميع والمواقع المساندة لها بقاعدة الديلمي الجوية بصنعاء.
وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول علم الأمم المتحدة بالمخاطر على طائراتها وموظفيها جراء استخدام الميليشيات الحوثية مطار صنعاء ثكنة عسكرية، قال المالكي: «في أغسطس عندما حاول الحوثيون إطلاق طائرة دون طيار أثناء هبوط إحدى طائراتهم، أعربت الأمم المتحدة عن قلقلها على سلامة موظفيها، وأوضحنا لهم أن سلامة الموظفين هي إحدى أولويات القيادة المشتركة للتحالف، وأيضاً سلامة 27 مليون يمني».
وأردف: «كذلك أوضحنا للأمم المتحدة إذا كان هناك أي اهتمام بالموظفين عليهم إعادة التفكير في سلامة أراضي ومواطني المملكة العربية السعودية والمقيمين على أرضها فيما لو قامت إحدى الطائرات دون طيار بإصابة أهدافها، إذ إن وجود هذه الطائرات في مطار صنعاء مع حركة الملاحة وطائرات الأمم المتحدة والمساعدات الإنسانية، تعد نشاطات عبثية تؤثر في سلامة المجال الجوي حول مطار صنعاء، كما أن إطلاق الصواريخ الباليستية يهدد تهديداً مباشراً حركة الملاحة الجوية المتجهة إلى مطار صنعاء، سواء طائرات الأمم المتحدة أو طائرات المنظمات غير الحكومية، ولدينا كل الحق في تدمير هذه المنظومات في أي وقت، عندما يكون هناك تهديد لسلامة مواطني السعودية أو أي دولة من دول الخليج العربي، وسوف نتخذ كل الإجراءات بما يتوافق مع القانون الدولي والإنساني».
وفي سياق متصل، رحب العقيد المالكي بالدعوات التي أطلقت أخيراً بإنهاء الحرب والجلوس على طاولة الحوار السياسي بين الأطراف اليمنية بناء على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية المتزامنة في مختلف المحاور هي للضغط على الميليشيات للقبول بالحل السياسي للأزمة اليمنية.
وحمل المتحدث باسم التحالف، النظام الإيراني، مسؤولية استمرار الحرب جراء دعم الميليشيات الحوثية بالقدرات الباليستية والزوارق السريعة والطائرات دون طيار، قائلاً: «من دون هذه القدرات لما استطاعت الميليشيات الصمود أمام الجيش الوطني اليمني. المسؤولية تقع على النظام الإيراني لتهريب السلاح وخرق القرار 2216».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.