تجمعت حشود من المحتجين الفلسطينيين على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، أمس الجمعة، ولكن بأعداد أقل وبتراجع في حدة الغضب عن الاحتجاجات الأسبوعية السابقة المستمرة منذ أشهر، بحسب ما لاحظت وكالة «رويترز»، في وقت يعمل وسطاء مصريون لتهدئة التوتر على الحدود.
وجاء تراجع حدة الاحتجاجات في وقت قام مسؤولون مصريون بزيارة نادرة لمنطقة الحدود في قطاع غزة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الوفد المصري زار منطقة «مخيّم العودة» في جباليا الواقع على السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. ونقلت الوكالة عن شاهد عيان: «وصل الوفد إلى جباليا ولم ينزل من السيارات، انتظر قليلاً ثم غادر».
وأتت زيارة الوفد خلال يوم احتجاجي كان من «أكثر أيام الجمعة هدوءاً» على الحدود بين القطاع الفلسطيني المحاصر والدولة العبرية منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس (آذار) الماضي، بحسب ما أعلن خليل الحيّة نائب رئيس «حماس» في القطاع. وقال الحيّة بحسب الوكالة الفرنسية: «نثمّن هذا الانضباط الكبير من أبناء شعبنا». لكن القيادي «الحمساوي» أضاف في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين شرق مدينة غزة: «نقول للاحتلال: إذا استمرّت المسيرات وتأخّر رفع الحصار سترون في فصل الشتاء ما لم تروه في فصل الصيف».
وتابع الحيّة: «توشك الجهود على النجاح قريباً بفضل ثبات شعبنا في مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، وسيأتي الخير ويعمّ على الجميع، ومسيراتنا مستمرّة حتى تحقيق أهدافها كاملة». وزاد: «نراقب مثلما انتم تراقبون تلك الوعود المقدّمة لشعبنا، والوسطاء تحت المتابعة، والاحتلال تحت الامتحان، ونقول للعالم إن مسيراتنا مستمرّة حتى ينتهي الحصار، وإن انتهى سنغيّر طريقة جهادنا وأدواتنا حتى النصر، وإنّ الضربات التي أرادت تركيع شعبنا عبر الحصار قابلها إصرار على الصمود والتحدّي».
ويقوم الوفد الأمني المصري، برئاسة مسؤول ملف فلسطين اللواء في المخابرات العامّة أحمد عبد الخالق، بزيارات مكوكيّة بين غزة ورام الله وتل أبيب من أجل التوصّل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات.
ونقلت «رويترز» عن مسؤولين في قطاع الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية أصابت سبعة أشخاص عندما فتحت النار على المحتجين أمس لكن دون سقوط قتلى. وأكد الجيش الإسرائيلي إطلاق النار.
وتظهر البيانات الصادرة من قطاع غزة أن ما يقرب من 220 فلسطينياً قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية خلال الاحتجاجات المستمرة منذ ما يقرب من سبعة أشهر. وبدأت الاحتجاجات الأسبوعية في قطاع غزة الذي تديره حركة «حماس» في مارس (آذار) وشارك فيها في بعض الأوقات عشرات الآلاف.
لكن أمس الجمعة شهد مشاركة بضعة آلاف فقط بالتزامن مع الزيارة النادرة التي قام بها مسؤولون مصريون للحدود. وقال الجيش الإسرائيلي إن معظم الحشد الذي شارك في الاحتجاجات أمس بقي على مسافة من السياج الحدودي. وعادة ما يقول الجيش إن الفلسطينيين حاولوا الهجوم على السياج الحدودي خلال الاحتجاجات، بحسب ما أشارت «رويترز».
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة المصرية إن الهدف هو إنهاء الاحتجاجات مقابل تخفيف الحصار على قطاع غزة.
«أكثر أيام الجمعة هدوءاً» في غزة
زيارة نادرة لوفد مصري إلى منطقة الحدود بين القطاع وإسرائيل
«أكثر أيام الجمعة هدوءاً» في غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة