عقدة تمثيل «السنة المستقلين» تراوح مكانها و«المستقبل» يعتبرهم «سنة حزب الله»

TT

عقدة تمثيل «السنة المستقلين» تراوح مكانها و«المستقبل» يعتبرهم «سنة حزب الله»

راوح ملف تأليف الحكومة اللبنانية مكانه وسط شبه جمود في الاتصالات يوحي بأن لا حلحلة لعقدة «النواب المستقلين السنة» الذين يطالبون بمقعد وزاري، مع تمسك كل الأطراف بمواقفها في هذا الشأن. وفيما لم يصدر أي موقف عن «حزب الله» بعد إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون رفضه إعطاء حقيبة لهم، أكد أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري رفض التيار توزير «النواب السنة المستقلين» ووصفهم بأنهم «بدعة».
وأكد الحريري أن حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري كان يفترض أن تشكل في غضون شهر بعد تكليفه، و«بعد اتفاق الجميع على أن تكون حكومة وفاق وطني، لكننا نعود ونرى عقدة أخرى تؤخر التشكيل ربطاً بأجندة إقليمية لا دخل لها بلبنان».
وأكد الحريري خلال جولة في طرابلس، أن «مشكلة كل البلد اليوم مع الطرف الذي اخترع بدعة ما يسمى «النواب السنة الـ6» الذين ارتضوا أن يكونوا شماعة لتعطيل التأليف في الدقيقة الأخيرة، لحسابات لا تأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان وحاجته لحكومة بأسرع وقت». وقال إن هذه «البدعة التي اسمها سنة حزب الله مردودة إلى أصحابها». وأضاف أن «موقفنا حاسم برفض تمثيل «سنة حزب الله» في الحكومة العتيدة تحت أي ظرف من الظروف»، وتابع: «كل الضغوط لا تعنينا، لأن ما يعنينا أن البلاد في حاجة إلى حكومة، وأن كل يوم تأخير هو في رقبة كل من يعطل التأليف». وأشار الحريري إلى أن رئيس الحكومة المكلف «يبذل جهوداً كبيرة لتجنب وقوع البلد في الهاوية، انطلاقا من إيمانه بضرورة إنقاذ البلد وروح المسؤولية والأمانة المتجذرة فيه».
كذلك، اعتبر النائب عن كتلة «المستقبل» طارق المرعبي أنه «في اليومين الأخيرين كان واضحاً من هو المعطل» لتشكيل الحكومة. وقال: «نحن إلى جانب الرئيس الحريري المتمسك بصلاحياته المعطاة له دستورياً من أجل تشكيل حكومة قوية، فهو المعني الأول مع رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة».
وشكر المرعبي خلال تمثيله الحريري في غداء في عكار، رئيس الجمهورية على موقفه الدستوري والوطني في دعم رئيس الحكومة المكلف، وتمنى أن يترجم هذا الموقف بضغط على من يعطل تشكيل الحكومة. وأشار إلى أن «النواب موجودون في كتل، وأثناء الاستشارات شاركوا من ضمن كتل، واليوم بعد أن أخذت كتلهم حصصها باتوا مستقلين ويطالبون بحصة». وحمّل مسؤولية تعطيل البلد وضرب اقتصاده إلى من يعطل تشكيل الحكومة.
وفي نفس السياق، أشار عضو تكتل «لبنان القوي» النائب روجيه عازار إلى أن «عقدة تمثيل السنة المستقلين هي تكتكة سياسية تضر بالاستراتيجية الكبرى فالنواب السنة هم أفراد لا ينتمون إلى كتلة واحدة أو حزب سياسي».
وقال في حديث إذاعي أمس الجمعة، إن المطلوب هو عدم اصطناع العقد التي باتت تنذر بأن لا حكومة قريبة بسبب تمسك كل فريق بموقفه». وشدد عازار على أن «العلاقة التي تربط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله جيدة ورغم أن هناك محطات تتناسب مع البعض أو تتباعد إلا أن العلاقة لن تتغير ولن تتبدل، وهناك قناعة بتشكيل حكومة وحدة وطنية وإلا سنصل إلى وضع متأزم جداً».
من جهتها، دعت «كتلة ضمانة الجبل» خلال اجتماعها الدوري برئاسة وزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الأعمال طلال أرسلان، إلى «حل العقد المتبقية للوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني أحداً، كي تتمكن من العمل على خطط اقتصادية ومالية تحد من الخطر الداهم الذي قد ينتج عن تأخير ولادة الحكومة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.