الجيش اليمني يتقدم في الحديدة... ومقتل وجرح عشرات الانقلابيين

مع بدء عملية عسكرية لتحريرها

قوات من الجيش الوطني اليمني («الشرق الأوسط»)
قوات من الجيش الوطني اليمني («الشرق الأوسط»)
TT

الجيش اليمني يتقدم في الحديدة... ومقتل وجرح عشرات الانقلابيين

قوات من الجيش الوطني اليمني («الشرق الأوسط»)
قوات من الجيش الوطني اليمني («الشرق الأوسط»)

أعلنت المقاومة الوطنية اليمنية، اليوم (الجمعة)، بدء العملية العسكرية لتحرير مدينة الحديدة من أيدي ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران. 
وقال المتحدث باسم قوات المقاومة الوطنية العقيد الركن صادق دويد عبر حسابه على «تويتر»: «بسم الله.. أُسندت الى ألوية المقاومة المشتركة عملية تحرير مدينةالحديدة».
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر عسكرية في الجيش اليمني لوكالة الأنباء الألمانية اليوم بسقوط عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين جراء الغارات والمعارك العنيفة في المحافظة. 
وقالت المصادر «إن معارك عنيفة اندلعت بين الطرفين منذ وقت مبكّر اليوم في عدة محاور بمدينة الحديدة،  إثر هجوم عنيف شنته قوات الجيش بمساندة قوات التحالف العربي على مواقع الميليشيات».
وأكدت المصادر «أن قوات الجيش حققت تقدما باتجاه مواقع الحوثيين في الكيلو 16 والكيلو 10 ودوار المطار، مخلفة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات».
وكانت قوات ألوية العمالقة نشرت في بيان سابق، إنها حشدت تعزيزات عسكرية كبيرة لاقتحام مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
وأشارت إلى أن وصول التعزيزات كان بغطاء جوي لمقاتلات التحالف العربي التي استهدفت مواقع متفرقة للميليشيات في أطراف المدينة.
من جهة أخرى، أعلن الجيش اليمني اليوم، أن منطقة مران معقل زعيم ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران غرب صعده، باتت محاصرة.
وقال قائد اللواء الثالث عروبة العميد عبد الكريم السدعي، إن الجيش فرض سيطرته على ستة خطوط استراتيجية كانت يتخذها الحوثيون طُرقاً رئيسية مهمة لتعزيز عناصرها في الجبهة.
وأوضح العميد السدعي أنه لم يتبقَّ للميليشيا سوى خط إمداد واحد وأصبح معه الانقلابيون الحوثيون محاصرون بعد توغل قوات الوطني الجيش في جميع المناطق والوديان من عدة اتجاهات.
وأكد في تصريح نقله موقع «سبتمبر نت» التابع للقوات المسلحة اليمنية، أن زعيم الحوثيين ما زال محاصر في منطقته بمران ولم يغادرها، نافياً بهذا الشأن ما تردد من أخبار تفيد بأن يكون زعيم الميليشيا الحوثية تمكن من الفرار من منطقته في مران.
وذكر قائد اللواء الثالث عروبة أن الميليشيا تدفع بالمئات من عناصرها في محاولة منها لاسترجاع المواقع التي خسرتها غير أن تلك المحاولات باءت بالفشل، كان آخرها قبل يومين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.