«حماس» والفصائل الفلسطينية تقرر وقف مظاهر الاحتجاج على حدود غزة

الجيش الإسرائيلي يحذر سكان القطاع من الاقتراب من السياج

شبان وصلوا على ظهر شاحنة تحمل إطارات سيارات لإحراقها قرب الحدود (أ.ب)
شبان وصلوا على ظهر شاحنة تحمل إطارات سيارات لإحراقها قرب الحدود (أ.ب)
TT

«حماس» والفصائل الفلسطينية تقرر وقف مظاهر الاحتجاج على حدود غزة

شبان وصلوا على ظهر شاحنة تحمل إطارات سيارات لإحراقها قرب الحدود (أ.ب)
شبان وصلوا على ظهر شاحنة تحمل إطارات سيارات لإحراقها قرب الحدود (أ.ب)

قال مسؤول كبير في حركة حماس، إن فصائل فلسطينية قررت يوم أمس الخميس، وضع حد للاحتجاجات العنيفة على طول الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، ووقف إطلاق البالونات والطائرات الحارقة. ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن المسؤول الحمساوي قوله، إن المتظاهرين سيتوقفون أيضا عن إشعال النار في الإطارات، والاقتراب من الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وكان الجيش الإسرائيلي قد حذر أمس الخميس، سكان قطاع غزة، من الاقتراب من منطقة السياج الأمني على الحدود، وذلك قبل المظاهرات المتوقعة اليوم. وفي مؤتمر استبق احتجاجات يوم الجمعة، أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، موافقتها على خفض مستوى الاحتكاك في ضوء المحادثات التي توسطت فيها مصر. ويتبع القرار أيضا قرار إسرائيل بتوسيع منطقة الصيد المسموح بها قبالة ساحل قطاع غزة، وتحويل الأموال من قطر لصرف رواتب موظفي «حماس».
وقد تم الاتفاق على تحويل الأموال، بعد مفاوضات إسرائيلية قطرية، وتلقي تل أبيب ضمانات بأن الأموال ستنقل فقط للغرض المعلن، وفقا لتقارير.
من جانبه، قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في رسالة وجهها لسكان القطاع، عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي: «منطقة السياج الأمني في قطاع غزة يجب أن تكون خالية من العنف والإرهاب». وأضاف أن هذه المنطقة «تهدف إلى الحفاظ على المنطقة الحدودية، ونحن مصممون على الحفاظ عليها ومنع الدخول إليها».
وكان ما لا يقل عن ستة فلسطينيين قد لقوا حتفهم برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، بالتزامن مع مسيرات العودة التي شهدتها المنطقة الحدودية.
وكثفت إسرائيل مؤخرا تهديداتها بشن ضربات مؤلمة على القطاع في حال استمرت المواجهات التي تقع شرقي غزة.
وقتل أكثر من مائتي فلسطيني وأصيب 22 ألفا غيرهم بجروح وحالات اختناق منذ مارس (آذار) الماضي، مع بدء مسيرات العودة على الأطراف الحدودية لقطاع غزة، للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».