أشرف عبد الباقي: عشقي للمسرح أبعدني عن السينما

قال لـ«الشرق الأوسط» إن لديه عقدة من اسمه

أشرف عبد الباقي: عشقي للمسرح أبعدني عن السينما
TT

أشرف عبد الباقي: عشقي للمسرح أبعدني عن السينما

أشرف عبد الباقي: عشقي للمسرح أبعدني عن السينما

شارع صغير يتوسط القاهرة الخديوية، أطلق عليه قبل عقود «شارع الفن» لاحتضانه عددا كبيرا من المسارح ودور السينما، تحول بعضها مع مرور الزمن إلى أماكن مهجورة، كان من بينها، مسرح «نجيب الريحاني»، الذي كان فيما مضى منبعاً مميزا للفن.
وبسبب حبه الشديد للمسرح قرر أخيرا الفنان المصري «أشرف عبد الباقي» المساهمة في إعادة إحياء مسرح «نجيب الريحاني»، عبر تعاونه مع ورثة الكاتب المسرحي «بديع خيري» المسؤولين عن المسرح حاليا، بعدما طلب منهم أن يقوم بعمل تجديد للمسرح، ليعيد إليه مكانته المفقودة. ولم يعترض الورثة على ذلك باعتبار الفنان أشرف عبد الباقي أحد رواد المسرح المصري الحديث.
وكشف الفنان أشرف عبد الباقي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس تجديده لمسرح «الريحاني» وإنشائه فرقة مسرحية جديدة تحمل اسم المسرح ذاته، بجانب تطرقه إلى بعض كواليس «مسرح مصر»، وأسباب ابتعاده عن السينما. يقول عبد الباقي: «في بداية مشواري الفني، وقفت على خشبة مسرح الريحاني عام 1987 عندما كنت أقدم مسرحية (خشب الورد) التي شارك بها مجموعة من الفنانين العظماء مثل الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، والفنان محمود عبد العزيز، لذلك، فإن لهذا المسرح مكانة كبيرة في قلبي، وبالأخص شارع عماد الدين الذي كان يشتهر بالمسارح والآن لا يوجد به للأسف سوى (مسرح الريحاني)، وهو ما دفعني إلى محاولة إعادة إحيائه من جديد».
وتابع عبد الباقي: «عندما دخلت المسرح لم أجد اسم نجيب الريحاني مكتوباً سواء خارج المسرح أو داخله، فحرصت أولا على الاستعانة بخطاط لغة عربية مميز، وطلبت منه كتابة اسم نجيب الريحاني بالخط العربي الجميل، أعلى خشبة المسرح، وخارج المسرح أيضا، وقمت بدهانها باللون الذهبي».
ولفت: «وجدت كذلك بعض المخطوطات النادرة لسيناريوهات مسرحية قديمة بخط الكاتب المسرحي بديع خيري، والفنان نجيب الريحاني، واندهشت من جمال كتابتهم للغة العربية بخط رائع، بالإضافة إلى مجموعة من الصور النادرة للفنانين العظماء أمثال نجيب الريحاني، وفؤاد المهندس، وشويكار، وماري منيب، وإبراهيم سعفان، وبديع خيري، وعادل خيري وغيرهم، وهذه الصور لا توجد إلا في مسرح الريحاني، لذا قمت بوضعها في براويز وتعليقها في مدخل المسرح، واستعنت أيضا ببعض طلاب كلية الفنون الجميلة لصناعة تماثيل للفنان عبد الفتاح القصري، وفؤاد المهندس، ونجيب الريحاني، وعبد المنعم مدبولي وغيرهم، لوضعها في مدخل المسرح».
وعن فرقة «مسرح نجيب الريحاني»، قال عبد الباقي، إن الفرقة تتألف من 40 فنانا وفنانة، وتبدأ عروضها بمسرحية (جريما في المعادي)، وينقسم فريق مسرح الريحاني إلى مجموعتين يؤدون نفس المسرحية، التي تتألف من فصلين، فريق يعرض الساعة السابعة مساء، وفريق ثان يعرض الساعة العاشرة مساء. وأوضح أنه «أطلق اسم (جريما في المعادي) مع كتابة كلمة (جريما) لغوياً بشكل خاطئ تعبيراً عن المسرحية التي تحتوي على الكثير من الأخطاء، وهي قصة كوميدية مستوحاة من عرض مسرحي قديم، تدور أحداثه في حقبة العشرينات من القرن الماضي، وهي غير مصورة في التلفزيون».
وحول أسباب تقديم نفس المسرحية بفريقين مختلفين يقول: «عندما كنت أسافر إلى البلاد الأوروبية لأشاهد العروض المسرحية كنت أشعر بالغيرة، وفي أحد العروض التي تحمل اسم (ماما ميا) الذي تحول إلى فيلم بعد ذلك، كنت أشاهد عرض الساعة السادسة بفريق وعرض الساعة التاسعة بفريق آخر، وعندما سافرت إلى لندن وجدت نفس المسرحية ونفس النص ولا يوجد حرف مختلف، وسافرت إلى أميركا وجدتها تعرض أيضا هناك بنفس النص، فالعروض التي تعرض بالخارج لا تعتمد على النجم ولكن تعتمد على الموضوع، وهذا ما قصدته من مسرح الريحاني».
ونفى عبد الباقي وقف عروض «مسرح مصر» بسبب بدء تجربة «الريحاني» وقال: «قدم فريق (مسرح الريحاني) عرضا خاصا لفريق (مسرح مصر) الذين حضروا بالكامل لمشاهدة العرض، فتجربة (الريحاني) تختلف تماماً عن (مسرح مصر)، فالأخير يعتمد على الارتجال والخروج عن النص بنسبة 80 في المائة، بينما لا يوجد ارتجال إطلاقا في (مسرح الريحاني)».
وحول اتهام «مسرح مصر» من قبل فنانين كبار بأنه ليس له علاقة بالمسرح، ولا يمت إلى فنونه بصلة، قال عبد الباقي: «لا يمكن أن أقيم مشروعا وأنفق عليه أموالا كبيرة، حتى أرد على من يهاجمني، فإن فعلت ذلك سأكون مجنونا».
وأكد على عدم إمكانية دمج فرقة «مسرح مصر» مع «فرقة الريحاني» قائلا: «مسرح مصر مغلق على أبطاله، فلا يستطيع أكبر فنان في مصر أن يندمج معهم، فقد قدموا معاً 108 مسرحيات ويفهم كل منهم الآخر من نظرة العين، كما أن التجربتين مختلفتان وبالتالي من الصعب دمجهم».
وحول مخاوف البعض من معارضة نقابة المهن التمثيلية لتجربة «مسرح الريحاني»، على غرار ما حدث معه في «مسرح مصر»، قال: «الدكتور أشرف زكي أصبح في موقع أكبر الآن، وهو رئيس أكاديمية الفنون، لذلك هو يعلم جيداً معنى قيام فنان بتجديد مسرح قديم بالكامل، مع تقديم فرقة مسرحية جديدة، فالدولة حاليا تحتاج إلى مزيد من الفرق المسرحية». وأضاف: «عندما وقفت على خشبة مسرح الريحاني منذ 30 عاما، كانت هناك 26 فرقة مسرحية منافسة بالقطاع الخاص». وأشار إلى أن زكي يتابع خطواته ويدعم تجربته بشكل كامل».
وعن أسباب عدم إطلاق اسمه على أي فريق مسرحي يقوم بتقديمه يقول: «أنا لدي عقدة من اسمي، ربما ترجع إلى أيام الدراسة، فقد كنت أشعر بالرعب لمجرد أن أسمع اسمي (أشرف أحمد عبد الباقي)، لأنني كنت أذهب من دون مذاكرة دروسي وقتها، حتى عندما قاموا بتسمية البرنامج الجديد الذي قدمت الحلقة الأولى منه على قناة الحياة (قهوة أشرف) تعجبت من الاسم».
وتابع: «كثيرون قالوا لي لماذا لم تكتب اسمك على مسرح الريحاني، فقلت لهم باستنكار، كيف لي أن أكتب اسمي على مسرح يخص نجيب الريحاني ويحمل اسمه».
إلى ذلك، تحدث عبد الباقي عن أسباب ابتعاده عن السينما في السنوات الأخيرة وقال: «للأسف لا يوجد لدي وقت كاف للمشاركة في السينما أو قراءة سيناريوهات لأفلام جديدة، فكل تركيزي في الفترة الأخيرة في المسرح، مع بعض التجارب البسيطة في الدراما».


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
TT

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها، وأرجعت غيابها عن تقديم أغنيات جديدة لـ«صعوبة إيجادها الكلمات التي تشعر بأنها تعبر عنها وتتشابه مع نوعية الأغنيات التي ترغب في تقديمها لتعيش مع الجمهور».

وقالت بشرى في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأغنيات التي نجحت في الفترة الأخيرة تنتمي لأغاني (المهرجانات)، وهي من الأشكال الغنائية التي أحبها، لكنها ليست مناسبة لي»، معربة عن أملها في تقديم ثنائيات غنائية على غرار ما قدمته مع محمود العسيلي في أغنيتهما «تبات ونبات».

وأكدت أن «الأغاني الرائجة في الوقت الحالي والأكثر إنتاجاً تنتمي للون التجاري بشكل أكثر، في حين أنني أسعى لتقديم شكل مختلف بأفكار جديدة، حتى لو استلزم الأمر الغياب لبعض الوقت، فلدي العديد من الأمور الأخرى التي أعمل على تنفيذها».

وأرجعت بشرى عدم قيامها بإحياء حفلات غنائية بشكل شبه منتظم لعدة أسباب، من بينها «الشللية» التي تسيطر على الكثير من الأمور داخل الوسط الفني، وفق قولها، وأضافت: «في الوقت الذي أفضل العمل بشكل مستمر من دون تركيز فيما يقال، فهناك من يشعرون بالضيق من وجودي باستمرار، لكنني لا أعطيهم أي قيمة». وأضافت: «قمت في وقت سابق بالغناء في حفل خلال عرض أزياء في دبي، ولاقى رد فعل إيجابياً من الجمهور، ولن أتردد في تكرار هذا الأمر حال توافر الظروف المناسبة». وحول لقب «صوت مصر»، أكدت بشرى عدم اكتراثها بهذه الألقاب، مع احترامها لحرية الجمهور في إطلاق اللقب على من يراه مناسباً من الفنانات، مع إدراك اختلاف الأذواق الفنية.

وأضافت: «أحب عمرو دياب وتامر حسني بشكل متساوٍ، لكن عمرو دياب فنان له تاريخ مستمر على مدى أكثر من 30 عاماً، وبالتالي من الطبيعي أن يمنحه الجمهور لقب (الهضبة)، في حين أن بعض الألقاب تطلق من خلال مواقع التواصل، وفي أوقات أخرى يكون الأمر من فريق التسويق الخاص بالمطرب».

بشرى لم تخفِ عدم تفضيلها الحديث حول حياتها الشخصية في وسائل الإعلام، وترى أن إسهاماتها في الحياة العامة أهم بكثير بالنسبة لها من الحديث عن حياتها الشخصية، وتوضح: «كفنانة بدأت بتقديم أعمال مختلفة في التمثيل والغناء، وعرفني الجمهور بفني، وبالتالي حياتي الشخصية لا يجب أن تكون محور الحديث عني، فلست من المدونين (البلوغر) الذين عرفهم الجمهور من حياتهم الشخصية».

وتابعت: «قررت التفرغ منذ شهور من أي مناصب شغلتها مع شركات أو جهات لتكون لدي حرية العمل بما أريد»، لافتة إلى أنها تحرص على دعم المهرجانات الفنية الصغيرة والمتوسطة، مستفيدة من خبرتها بالمشاركة في تأسيس مهرجان «الجونة السينمائي»، بالإضافة إلى دعم تقديم أفلام قصيرة وقيامها بتمويل بعضها.

وأوضحت أنها تعمل مع زوجها خالد من خلال شركتهما لتحقيق هذا الهدف، وتتواجد من أجله بالعديد من المهرجانات والفعاليات المختلفة، لافتة إلى أن لديها مشاريع أخرى تعمل عليها، لكنها تخوض معارك كثيرة مع من وصفتهم بـ«مافيا التوزيع».

وعارضت المطربة والممثلة المصرية الدعوات التي يطلقها البعض لإلغاء أو تقليص الفعاليات الفنية؛ على خلفية ما يحدث في المنطقة، مؤكدة أن «المهرجانات الفنية، سواء كانت سينمائية أو غنائية، تحمل إفادة كبيرة، ليس فقط لصناع الفن، ولكن أيضاً للجمهور، وأؤيد التحفظ على بعض المظاهر الاحتفالية؛ الأمر الذي أصبحت جميع المهرجانات تراعيه».

وحول مشاريعها خلال الفترة المقبلة، أكدت بشرى أنها تعمل على برنامج جديد ستنطلق حملته الترويجية قريباً يمزج في طبيعته بين اهتمامها بريادة الأعمال والفن، ويحمل اسم «برا الصندوق»؛ متوقعة عرضه خلال الأسابيع المقبلة مع الانتهاء من جميع التفاصيل الخاصة به.