مصر تستعد لإطلاق النسخة الثانية من «منتدى شباب العالم» بشرم الشيخ

TT

مصر تستعد لإطلاق النسخة الثانية من «منتدى شباب العالم» بشرم الشيخ

تنطلق في مدينة شرم الشيخ المصرية، غدا (السبت)، النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، على مدى 4 أيام، تحت رعاية وبحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويسعى المنتدى، الذي يشهد مشاركة أكثر من 5000 شاب من 160 دولة، لإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم في قضايا سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية وبيئية، منها الإرهاب، والتغير المناخي، والسلام.
ويحظى المنتدى باهتمام سياسي وإعلامي واسع في مصر، في ظل مشاركة الرئيس السيسي، الذي قام فجر أمس بجولة تفقدية بالدراجة الهوائية في مدينة شرم الشيخ، في إطار متابعته للاستعدادات.
وسبق أن وصف الرئيس السيسي المنتدى بأنه فرصة «لمد جسور الحوار والتواصل بين الشباب من أنحاء العالم كافة».
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (الرسمية)، أن جميع الاستعدادات اللازمة لبدء فعاليات المنتدى انتهت، حيث شهدت فنادق المدينة ومطارها الدولي حالة من النشاط والحركة تزامنا مع وصول واستقبال المشاركين، الذين استمروا في التوافد على المدينة، مع انطلاق فعاليات ورشات العمل التحضيرية.
وأصبح المنتدى حدثا سنويا، منذ أن انطلق العام الماضي، بمبادرة من الرئيس السيسي. ويستهدف المنتدى مناقشة مجموعة من القضايا التي تهم الشباب في مصر والعالم، وسبل تمكينه في جميع المجالات، وإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وطرح مشكلاتهم والاستماع إلى مشكلات الآخرين من الشباب تجاه القضايا التي تشغلهم على المستوى الدولي، كقضية تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، ومشكلة الإرهاب وغيرهم.
وأعلنت إدارة المنتدى محاور الجلسات التي من بينها «دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام»، وجلسة «أجندة 2063: أفريقيا التي نريدها»، وجلسة «الحروب والنزاعات: آليات بناء المجتمعات والدول» و«فرص العمل في عصر الذكاء الاصطناعي»، و«الألعاب والرياضة الإلكترونية: لمحة من العالم الافتراضي لمجتمع الألعاب الإلكترونية».
حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، اعتبر أن «تنظيم مصر للمنتدى الثاني على التوالي، رسالة واضحة للعالم أجمع بأن مصر بلد الأمن والاستقرار»، مضيفا في بيان له، أن رعاية السيسي للمنتدى وحضوره فعالياته، تؤكد حرصه وإيمانه بأهمية دور الشباب في بناء مستقبل مصر وخلق فرصة حقيقية للاستماع لأفكارهم وتفعيل لغة الحوار لتقريب وجهات النظر.
وكان سفير دولة فلسطين بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير دياب اللوح، قد أعلن عزم الرئيس محمود عباس رئيس فلسطين، المشاركة على رأس وفد رفيع المستوى في افتتاح المنتدى.
وأشار السفير اللوح في بيان صادر عن السفارة أمس إلى أن الترتيبات جارية لعقد لقاء بين الرئيسين، للتباحث حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.