أصبح جمال ولد عباس، أمين عام حزب الأغلبية في الجزائر «جبهة التحرير الوطني»، يواجه متاعب جديدة في حزبه، بعد تأسيس تنظيم مواز فرض عليه منافسة شديدة بخصوص الإلحاح على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للترشح لولاية ثانية.
وخرج الرئيس بوتفليقة أمس إلى «مقام الشهيد»، حيث وضع باقة زهور رمزية بمناسبة مرور 64 سنة على ثورة التحرير من الاستعمار (1954 - 1962).
وأطلق محجوب بدة، الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان، جمعية سميت «قدامى منتخبي جبهة التحرير»، تضم قياديين بارزين بالحزب في وقت سابق، انسحبوا من الواجهة بسبب خلافات عميقة مع الأمين العام السابق عمار سعداني، والأمين العام الحالي جمال ولد عباس. وهذه الجمعية تعقد لقاءات دورية لبحث «تطورات الأحداث في البلاد بغرض المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل»، بحسب ما نقل عن البرلماني ووزير الصحة سابقا عمار تو، وهو عضو فاعل بالتنظيم غير الرسمي.
ويضم الفريق الذي يقوده بدة أيضا وزير التعليم العالي والبرلماني سابقا رشيد حراوبية، ووزير السياحة سابقا محمد الصغير قارة، وعشرات البرلمانيين ممن تعرضوا للإقصاء من الحزب لأسباب «انضباطية»، أو الإبعاد من المسؤولية في مراحل سابقة والذين انسحبوا من العمل السياسي، وعادوا إليه منذ فترة قصيرة بسبب اقتراب موعد انتخابات الرئاسة، المرتقب بعد خمسة أشهر.
وقال قيادي بـ«جبهة التحرير»، رفض نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، إن ولد عباس متذمر من نشاط هذه «الجمعية»، لأنه يرى فيه «عملا موازيا للوظائف والمسؤوليات الجارية بالحزب». وأوضح القيادي الحزبي أن ولد عباس اتصل بمستشار في الرئاسة ليتأكد مما إذا كانت رئاسة الجمهورية راضية على اجتماعات قدامى منتخبي الحزب.
وحسب نفس القيادي، فقد بدا لولد عباس أن الرئاسة «لا تقف وراء من يراهم خصوما له، لكنها لا ترى أي مانع فيما يقومون به، طالما أن نشاطهم ليس فيه معارضة لرئيس الجمهورية».
وأكثر ما يثير انزعاج أمين عام الأغلبية هو تصريحات أعضاء هذه الجمعية للصحافة بأنهم يعتزمون إطلاق حملة مبكرة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة، لأن ولد عباس يعتبر ذلك «من صميم تخصصه»، ولأنه هو أول من ناشد الرئيس تمديد حكمه، ولا يريد أن ينافسه أحد من المنتمين لحزبه في هذه القضية. وقد سبق لولد عباس أن هاجم رئيس الوزراء أحمد أويحيى، وقادة أحزاب موالية للرئيس لمجرد أنهم أظهروا «حماسة زائدة» لما يعرف بـ«الولاية الخامسة».
يشار إلى أن بوتفليقة هو رئيس «جبهة التحرير» منذ مؤتمرها التاسع، الذي عقد عام 2005، غير أنه لا يحضر اجتماعاتها أبدا. ويحتج بقية السياسيين الموالين له على قادة الحزب عندما يرددون أنه هو رئيسه.
إلى ذلك، بث التلفزيون الحكومي صور رئيس الجمهورية ظهر أمس وهو يضع «إكليلا من الزهور» في النصب التذكاري «مقام الشهيد» بأعالي العاصمة، وذلك في ذكرى ثورة التحرير.
وظهر بوتفليقة على كرسيه المتحرك، وهو يستمع إلى إمام يدعو له بالشفاء، وقد بدت على ملامحه علامات التعب والإرهاق بسبب حالته الصحية المتدهورة. علما بأنه نادرا ما ينزل إلى الميدان، كما أنه نادرا ما يستقبل المسؤولين الأجانب الذين يزورون الجزائر. ويتولى بدلا عنه الأنشطة الرئاسية رئيس الوزراء، أو رئيس «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الأولى)، وهو الرجل الثاني بحسب الدستور.
وأدى للرئيس التحية في «مقام الشهيد» رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ورئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة الأولى) معاذ بوشارب، ورئيس الوزراء أحمد أويحيى، ووزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية الطيب بلعيز، ورئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي، ونائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش، بالإضافة إلى الفريق أحمد قايد صالح، ووزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، ووزير الداخلية نور الدين بدوي، ووزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، علاوة على وزير المالية عبد الرحمن راوية، ووزير المجاهدين الطيب زيتوني، والأمين العام لـ«المنظمة الوطنية للمجاهدين» السعيد عبادو.
قياديون في {جبهة التحرير} يدشنون حملة ولاية خامسة لبوتفليقة
قياديون في {جبهة التحرير} يدشنون حملة ولاية خامسة لبوتفليقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة