«النداء» التونسي يرفض اقتراح «النهضة» تشكيل «حكومة ائتلاف وطني»

ميركل تستقبل السبسي على هامش «قمة الـ 20»

TT

«النداء» التونسي يرفض اقتراح «النهضة» تشكيل «حكومة ائتلاف وطني»

رفضت قيادات حزب النداء التونسي مقترح حركة النهضة (إسلامية) تشكيل «حكومة ائتلاف وطني» برئاسة يوسف الشاهد، على أنقاض حكومة الوحدة الوطنية، وقالت إنها لن تشارك في هذه الحكومة؛ لكنها تراجعت في مرحلة لاحقة عن قرارها ودعت إلى تشكيل هذه الحكومة؛ لكن دون مشاركة حركة النهضة، وهو ما فسره بعض المحللين بأنه «محاولة لي ذراع» بين حزبي النداء والنهضة، الحليفين السياسيين السابقين، ومنافسة مبكرة بينهما على التموقع السياسي، وذلك قبل نحو سنة من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
وأكدت قيادات حركة النهضة بشكل واضح وصريح موقفها الداعم لما أسمته «حكومة الائتلاف الوطني»، برئاسة يوسف الشاهد رئيس الحكومة الحالية، ودعت كل الأطراف السياسية والاجتماعية إلى المشاركة في هذه الحكومة دعما للاستقرار السياسي، والإسراع بإنجاز تعديل وزراي يحقق هذا الاستقرار، ويعيد التوازن إلى المشهد السياسي، وينهي حالة التوتر، ويمكن الحكومة في الوقت ذاته من التفرغ للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. علاوة على اتخاذ إجراءات اجتماعية واقتصادية تحد من ارتفاع الأسعار وضغوط المعيشة.
في المقابل، حذر المنجي الحرباوي، القيادي في حزب النداء، من سعي «النهضة» إلى الاستفراد بالحكم، واتهمها بالانقلاب على مبدأ التوافق السياسي الذي اعتمده الرئيس الباجي قائد السبسي، ورئيس حركة النهضة، في حل معظم الملفات السياسية الشائكة. واعتبر دعوة «النهضة» إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني على أنقاض حكومة الوحدة الوطنية ما هو إلا «محاولة مفضوحة للاستفراد بالحكم، ووضع يدها على السلطة، في ظل وجود حالمين في الحكومة سيساعدونها على ذلك»، على حد تعبيره.
وأعلن حزب النداء استعداده للتحاور مع بعض الأحزاب السياسية التي وصفها بـ«التقدمية» بشأن تعديل تركيبة الحكومة؛ لكن دون أن يطالب مجددا بإقالة الشاهد من منصبه.
وفي حال رفضه المشاركة في الحكومة المقبلة، فإنه من المنتظر أن ينضم حزب النداء إلى صفوف المعارضة، وذلك لأول مرة منذ تشكيله سنة 2012، بعد أن اندمج سياسيا مع حزب الاتحاد الوطني الحر، في حين أن الائتلاف الحكومي المنتظر سيتشكل من حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي، وحزب المبادرة برئاسة كمال مرجان، علاوة على حركة مشروع تونس برئاسة محسن مرزوق، الذي رفض التحالف مع حزب النداء، وأعلن في المقابل دعمه لحكومة الشاهد، علاوة على نواب كتلة الائتلاف الوطني التي تشكلت حديثا، وأكدت وقوفها إلى جانب الحكومة الحالية.
وكان الشاهد قد اجتمع خلال الآونة الأخيرة مع نواب كتلة الائتلاف الوطني في البرلمان؛ حيث أعلن جميع الحاضرين عدم ترشح أي منهم لأي حقيبة وزارية خلال التعديل الوزاري المنتظر، وأكدوا دعمهم للاستقرار الحكومي؛ لكنهم طالبوا بتعويض عدد من الوزراء الذين لم يرق أداؤهم إلى المستوى المطلوب.
وفي حال التصويت على التعديل الوزاري المرتقب، فإن الحكومة ستجد إلى جانبها أكثر من 120 صوتا من أصوات البرلمان، وهو ما يضمن لها الأغلبية المطلقة المطلوبة (109 أصوات)، وهذا يمثل حزاما برلمانيا يؤمن عملها خلال المرحلة المقبلة.
في السياق ذاته، قال جمال العرفاوي، المحلل السياسي لـ«الشرق الأوسط»، إن مفهوم «حكومة ائتلاف وطني برز لأول مرة عند قيادات النهضة، وهو ما يعني ضمنيا الانتهاء مع مفهوم حكومة وحدة وطنية، الذي أعلنه الرئيس الباجي قائد السبسي سنة 2016، ورشح يوسف الشاهد لرئاستها خلفا للحبيب الصيد، الذي أطاح به البرلمان التونسي عبر التصويت».
على صعيد غير متصل، قال المحامي الحبيب الزمالي، عضو هيئة الدفاع عن لطفي براهم وزير الداخلية السابق، إن الهيئة قدمت عريضة إلى القضاء الفرنسي، ضمن ما يعرف بـ«ملف الانقلاب العسكري»، وطالبت بتعويض عن الضرر المعنوي والمادي الذي لحق ببراهم، جراء نشر معلومات مغلوطة حول انقلاب عسكري، كان ينوي تدبيره ضد الرئيس الباجي قائد السبسي، بما لا يقل عن 500 ألف يورو، وإلزام الصحافي الفرنسي نيكولا بو بدفع هذا التعويض.
وكانت محكمة فرنسية قد طلبت خلال آخر جلسة، من محامي نيكولا بو، إلزام موكله بالحضور، وأجلت القضية إلى يوم 5 أبريل (نيسان) المقبل.
وعلى صعيد غير متصل، رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أمس في برلين، بعد
مشاركته في قمة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، التي تهدف لتعزيز الاستثمار الخاص في القارة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.