إعادة تقديم الصيحات واقع مقبول، خاصة وأن الموضة جزء من التاريخ الذي يعيد نفسه مع بعض التفاصيل العصرية. اللافت أنه في بعض الأحيان تنال صيحة قديمة إعجاب المستهلك أكثر من صيحات حديثة، ربما بسبب «الحنين» للماضي بذكرياته، أو رغبةً من البعض في محاكاة الأجيال السابقة.
في فبراير (شباط) الماضي حضرت الملكة إليزابيث الثانية عرض أزياء المصمم البريطاني الصاعد ريتشارد كوين، وكان هذا الحدث بمثابة مباركة للصيحات التي قدمها، والتي تصدرتها صيحة نقشة الأوشحة الحريرية، والتي لم تظهر بشكلها المخروطي المعتاد الذي عُرف من قبل وميز حقبة التسعينات. فقد قدمه على شكل تصاميم ملابس كاملة تغطي الجسم من الرأس حتى أخمص القدمين، ويبدو أن هذه الصيحة نالت إعجاب الملكة إليزابيث، لا سيما وأن الأوشحة ما زالت قطعة رئيسية في خزانتها. وسرعان ما تحولت لصيحة من المتوقع أن نشهدها في كل مكان خلال الخريف.
تقول مدونة الموضة المصرية، ياسمين يسري، المعروفة بحبها لتنسيق النقوش والألوان، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرسوم المطبوعة على الأوشحة تحول أية قطعة إلى لوحة فنية لها رموز ودلالات أبعد من مجرد قطعة أنيقة تتزين بها المرأة، ومن هنا لم تعد هذه الصيحة مقتصرة على تلك القطعة المخروطية المصممة من الحرير وأصبحت طبعات تزين أثواباً من النسيج المترف ليخرج منها تصاميم متنوعة تشعل السباق بين كبريات دور الأزياء».
الآن يحتد السباق بين دور الأزياء على تبين هذه الموضة. فذهبت أسماء مثل توغا وفوستين شتاينمتز إلى نقوش الأوشحة البسيطة والأقل صخباً مما قدمه ريتشارد كوين، بينما عززت بيوت مثل سان لوران وسالفاتور فيراغامو وفيرساتشي، فكرة الترف من خلال إضافة الألوان المعدنية وتدرجات ألوان الأحجار الكريمة، حتى تُضفي على نقشة الأوشحة المزيد من الحداثة والابتكار، مقارنة بما كانت عليه في حقبة التسعينات.
صيحة نقشة الأوشحة لم تختف تماماً عن ساحة الموضة، بحسب ما ترى ياسمين يسري «فقد كانت هناك محاولة خلال عام 2011 من دار فيرساتشي لكنها لم تحقق نفس الرواج الذي نلمسه حاليا، ربما لأن الموضة بشكل عام تتجه نحو الجرأة والصخب».
وتتابع: «نرصد في هذا الصدد مزج عدة نقوش مع بعض بطريقة لم نعهدها من قبل، مثل نقشة النمور مع الخطوط الطولية، أو مزج قطعة مزينة بالخطوط العرضية مع طبعات أخرى لا تقل صخبا».
رغم جمالها، تنصح ياسمين يسري بضرورة التحلي بعين فنية. فرغم أن «مزج النقوش يستهويني بشكل كبير، فإنني لا أرى فيه حرية وفناً، لذا، أنصح كل امرأة بخوض التجربة من خلال قطعة جاهزة مزينة بنقوش الأوشحة، فهذا الاختيار مضمون أكثر من ناحية منحها إطلالة تجمع الجرأة بالأناقة». وتُضيف بأنها لا تمانع شخصياً في «اختيار أي قطعة بمطبوعات الأوشحة، سواءً كانت فستانا أو تنورة أو بنطلونا، لكن لمن لا يتمتعن بالكثير من الجرأة، قد يكون الاكتفاء بقميص أضمن لهن».
إذا كانت قواعد الموضة من قبل تُحرم على المرأة السمينة استعمال بعض النقشات الصاخبة، فإن الأمر تغير بحسب رأي ياسمين «كل امرأة لها جمال خاص، مما يعطيها الحق في اختيار ما يحلو لها، لذا يمكن لامرأة بمقاس 14 أو أكثر أن تعتمد هذه الموضة على شرط أن تختارها بألوان وتصاميم تُخفي مناطق البروز». وهي قاعدة تنطبق على كل صيحات الموضة.
نقشة الأوشحة... رحلة من السبعينات إلى خريف 2018
نقشة الأوشحة... رحلة من السبعينات إلى خريف 2018
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة