توصّل فريق بحثي أميركي إلى أنّ منطقة صغيرة تقع في «مهاد» الدّماغ، مسؤولة عن الشّعور بالخوف، بما يمهّد لإنتاج دواء يستهدف تلك المنطقة للقضاء على هذا الشّعور. و«المهاد» بنية صغيرة تقع مباشرة فوق جذع الدّماغ، وتنقسم إلى كتلتين بارزتين على شكل بصلي يبلغ طولهما نحو 5.7 سم بشكل متناظر.
ووفق الدراسة البحثية المنشورة أول من أمس، في دورية «نيتشر كومينيكشين Nature Communications»، فقد اكتشف الفريق البحثي الذي يقوده د. ستيفن مارين، أستاذ العلوم النفسية والعصبية في جامعة «تكساس إيه اند إم Texas A&M University»، فإنّ منطقة في المهاد تسمّى «نواة ريونيين» تلعب دوراً في تثبيط الخوف. وقبل هذا الاكتشاف، كان يُعتقد أنّ تلك المنطقة تعمل في المقام الأول كمسار تُنقل من خلاله المعلومات الحسّية من محيط الدّماغ إلى القشرة، وهو الجزء المسؤول في الدّماغ عن أداء التفكير المعقد.
واكتشف الفريق البحثي مسؤولية تلك المنطقة عن الشّعور بالخوف من خلال دراسة أُجريت في المختبر على جرذان التجارب، حيث عرّض مارين وفريقه الجرذان لنغمات مقترنة في البداية بصدمات قدم خفيفة لخلق استجابة الخوف، ثمّ أوقفوا الصّدمات وعرّضوا الجرذان للنّغمات بشكل متكرّر لفترات طويلة لقمع الخوف، فوجدوا أنّ مجموعة منهم لم تستطع قهر شعور الخوف، بعد أن استخدم الفريق البحثي عقاقير تستهدف إبطال عمل منطقة «نواة ريونيين».
ويستهدف الفريق البحثي أن تساعد هذه النتيجة التي توصلوا إليها في ابتكار عقاقير تصل إلى تلك المنطقة تحديداً، لعلاج حالات الخوف المرضية التي تنشأ نتيجة أحد الأمراض النّفسية التي تُعرف باسم «اضطرابات ما بعد الصدمة».
من جانبه، أشاد الدكتور أحمد الباسوسي، أستاذ الطّب النّفسي بجامعة القاهرة، بالنتائج التي توصّل إليها الفريق البحثي والتي تتماشى مع الاتجاه العالمي الذي يبحث عن الأصل البيولوجي لأي مشكلة صحية، حتى ولو كانت نفسية.
ويؤكد الباسوسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنّ الدّواء الذي يسعى الفريق البحثي لإنتاجه، لا يُغني عن الجلسات النّفسية، لأنّ استراتيجية علاج الأمراض النّفسية يجب أن تُبنى على الشّقين النفسي والدّوائي.
اكتشاف منطقة الخوف في المخ يمهّد لإنتاج دواء الشجاعة
اكتشاف منطقة الخوف في المخ يمهّد لإنتاج دواء الشجاعة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة