الجيش يحبط هجمات حوثية في صعدة وتعز

ضبط أسلحة كانت في طريقها إلى الميليشيات في صنعاء

TT

الجيش يحبط هجمات حوثية في صعدة وتعز

تواصلت العمليات العسكرية بين الجيش الوطني والميليشيات الحوثية الانقلابية في عدد من جبهات القتال، وأسفرت عن تكبد الميليشيات خسائر كبيرة في الجوف وتعز والبيضاء. كما أحبط الجيش هجمات للانقلابيين في صعدة وتعز والبيضاء وضبط شحنة أسلحة كانت في طريقها للميليشيات.
ففي الجوف (شمال)، أحرزت قوات الجيش تقدماً كبيراً في جبهة برط العنان، بعد مواجهات عنيفة مساء أول من أمس، وحررت مواقع حمراء القنابل والقليب، علاوة على السيطرة على وادي الظهرة. وأكد قائد «لواء الحسم» العميد هادي الجعيدي، أن قوات الجيش الوطني نفذت عملية مشتركة ضمت «لواء الحسم» وحرس الحدود ضد ميليشيات الانقلاب وتكللت بالسيطرة على جبال التواثنة وراه والمراهي، طبقاً لما نقل عنه الموقع الإلكتروني للجيش الوطني «سبتمبر.نت». وأوضح الجعيدي أن «قوات الجيش الوطني واصلت تقدمها باتجاه مركز مديرية برط العنان، فيما باتت بقايا الميليشيات محاصرة». وتحدث عن «قرب إعلان تحرير المديرية بالكامل»، ودعا أبناء مديرية برط العنان ومحافظة الجوف بشكل عام «للاصطفاف خلف الجيش الوطني، لحمايتهم من تسلط الميلشيات وحتى ينعموا بالأمن والاستقرار في ظل سلطة الشرعية ودولة النظام والقانون».
جاء ذلك في وقت شهدت جبهة باقم، شمال غربي محافظة صعدة، معارك عنيفة عقب إفشال قوات الجيش محاولة تسلل الميليشيات إلى مواقعهم. وقال قائد محور علب العميد ياسر مجلي، إن «قوات الجيش الوطني أفشلت محاولة تسلل لمجموعة من عناصر الميليشيات إلى مواقع لقوات الجيش في الجبهة الشمالية الغربية لمركز مديرية باقم»، مضيفاً أن العناصر المهاجمة تكبدت «خسائر بشرية كبيرة»، طبقاً لما نقل عنه المركز الإعلامي للجيش الوطني.
وفي تعز، أكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أن «جبهة مقبنة شهدت أعنف المعارك خلال الـ48 ساعة الماضية، حيث اندلعت المعارك وسط تبادل القصف، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين». وأوضح أن «قوات الجيش الوطني أفشلت هجمات الانقلابيين على مواقع الجيش الوطني في ضاحة حسناء، شمال جبال العويد، ومنطقة البركنة، فيما كثفت الميليشيات قصفها على مواقع الجيش الوطني والقرى السكنية في مناطق إتم وقهبان بالمديرية ذاتها». ونقل موقع الجيش عن مصدر ميداني قوله إن «15 عنصراً من الميليشيات لقوا مصرعهم، وأصيب آخرون في مواجهات مع الجيش الوطني مساء الاثنين في منطقة المضابي ومواقع أخرى شمال جبل العويد». ولفت إلى مواجهات أخرى وقعت في منطقة النبيع والبركنة بالمديرية ذاتها «انتهت بفرار العناصر الانقلابية». ورداً على خسائرها، أكد ناشطون حقوقيون أن «ميليشيات الحوثي ارتكبت مجزرة بحق الأطفال، مساء الاثنين، في قرية عجواد بمنطقة عشملة التابعة لمديرية مقبنة، غرباً، أسفرت عن مقتل طفل وأصيب أربعة آخرون وامرأة مسنة، وذلك نتيجة قصف منازل لموطنين في قرى عشملة».
وفي البيضاء، أعلنت قوات الجيش الوطني تصديها لهجوم حاولت الميليشيات تنفيذه ضدها في جبهة الملاجم، شرقاً، وسط سقوط قتلى وجرحى بصفوف الانقلابيين. وقال أركان حرب اللواء 19 مشاة العقيد مساعد عزام الحارثي، إن قوات الجيش الوطني في محور بيحان ومحور البيضاء تمكنت من إفشال هجوم عنيف للميليشيات على مواقع الجيش الوطني في بيحان. وأكد المصدر أن الميليشيات فشلت في استعادة أي من المواقع التي خسرتها في الملاجم خلال الأيام الماضية، وأن «الجيش الوطني في جبهة الملاجم على أتم الاستعداد، سواء للتقدم أو لصد كافة الهجمات ومحاولات التسلل والاختراقات التي تقوم بها الميليشيات».
على صعيد متصل، ضبطت قوات الشرطة العسكرية في مأرب، أول من أمس، شحنة أسلحة مهربة، في الخط الرابط بين العاصمة صنعاء ومحافظة مأرب، كانت في طريقها للميليشيات في صنعاء. وقال قائد فرع الشرطة العسكرية في محافظة مأرب العميد ناجي منيف، إن «إحدى النقاط التابعة لقوات الشرطة العسكرية تمكنت من ضبط شحنة أسلحة متنوعة كانت في طريقها إلى الميليشيات الانقلابية في العاصمة صنعاء». ونقل موقع الجيش عن العميد منيف، تأكيده أن «شحنة الأسلحة تحتوى على صواريخ حرارية، وقذائف (آر بي جي) وأسلحة (كلاشنيكوف) إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.