«حروب فاتنة»... خيال مشاكس ساخر

جغرافيا واسعة تتحرك فيها القصص من القاهرة إلى قرية يمنية

«حروب فاتنة»... خيال مشاكس ساخر
TT

«حروب فاتنة»... خيال مشاكس ساخر

«حروب فاتنة»... خيال مشاكس ساخر

تسأل شاعراً أو قاصاً عن كتاب جديد له؛ فيجيبك «لدي قصائد/قصص لكنها لا تصلح للنشر في كتاب واحد، فقد كتبتها في أوقات متقطعة».
كل الشعراء والقصاصين تقريباً يحرصون على وحدة التجربة والانسجام بين نصوص الكتاب الواحد.
ينبع هذا الحرص من توقعات الكتَّاب لقارئ مخلص يقرأ الكتاب دفعة واحدة، ومطيع يقرأ بالتتابع الذي تعمده المؤلف.
ليس بوسعي أن أعرف نسبة القراء المخلصين أو المطيعين لهذا النهج من التفكير، ولا أزعم أنني أتصرف على نحو مختلف عندما أكون كاتباً. أحرص على الانسجام في مجموعاتي القصصية، لكنني أقرأ بطريقة مختلفة. تستمر صحبتي للديوان والمجموعة القصصية طويلاً، يكون قريباً من يدي في أماكن القراءة الأكثر راحة ـ يشاركني السرير غالباً ـ
حيث تكون القصيدة الواحدة أو القصة الواحدة لليوم الواحد؛ وعندما أنتهي من هذه القراءة يحتل كتاب الشعر أو القصص المميز مكاناً قريباً في المكتبة، بحيث يمكنني استلاله بين وقت وآخر وفتحه على قصيدة توسمت فيها أثناء القراءة الأولى قدرتها على تقديم الدعم النفسي في الأوقات الصعبة.
أقرأ القصيدة والقصة هكذا منذ أن انتبهت إلى الظلم الذي نوقعه بالشعر والقصص عندما نقرأ كتبهما في تتابع؛ فكل قصيدة وكل قصة عالم مكتمل مكتفٍ، مهما حاول المبدعون أن يؤاخوا بينه وبين نص آخر. ولا يمكن أن يكون هذا اكتشافي وحدي على أي حال؛ فكل من يسعده حظه بقراءة قصيدة أو قصة جيدة سيشعر بالشبع والحاجة للراحة والرغبة في وقت للصمت يستمتع فيه بعملية الهضم الهنيء.
ولست أدري كيف يتصرف الكاتب المصري حسن عبد الموجود عندما يكون قارئاً، لكنه في مجموعاته القصصية، وبينها الأحدث «حروب فاتنة» يتصرف ككل الكتاب، ويحرص على انسجام قصصه. في المجموعة الجديدة هناك جغرافيا واسعة تتحرك فيها القصص؛ أحياء مختلفة من القاهرة، مسقط، صحراء مصرية، وقرية يمنية، كذلك فالبطل يكون في كل قصة بعمر مختلف ومهنة مغايرة، لكن ما يربط القصص كثير. في كل القصص راوٍ يروي عن الغير أو يتحدث عن نفسه.
كل الأبطال لديهم هوسهم الخاص الذي يمنع استمتاعهم بالحياة، هوس المراقبة من الآخرين في الغالب: الأم التي تستخدم الهاتف المحمول بالكاد، لكن لديها هاجس تجسس الجارة عليها عبر اختراق الهاتف؛ لذلك تضعه دائماً في الثلاجة أو الميكرويف، عضو الحزب الشيوعي لم يغادره حس المراقبة، رغم اختفاء الحزب منذ عقود طويلة، وفاته أن يستمتع بحب تلميذته في النضال.
الشاب المغترب الذي لا يستطيع الاقتراب من حبيبته ابنة البلد، بوهم المراقبة من أعلى سلطة في البلاد.
في المجموعة كلها نلاحظ أن الاسم امتياز يخص المرأة فحسب، سنعرف أسماء مونيكا وزوينة وسيمون، بينما الرجال مجرد حالات تختفي في وظيفة أو في أوصاف الراوي. نرى كذلك العزلة، سطوة السلطة القاهرة، نرى الحب الذي تقتله السلطة أو الهواجس، لكن الرباط الأقوى هو الخيال المشاكس الساخر. في قصة «معزة جوركي» تلتقط الأم من الشارع معزة بعينين دامعتين، تبدو في أشد حالات المرض، لم يجدوا لها مكاناً سوى المكتبة، وهناك استردت عافيتها من أكل الكتب. التهمت كثيراً من أعمال دوستويفسكي وتولستوي وتشيخوف، وكل أعمال جوركي، كأنها قررت محو روسيا من مكتبة الراوي. ولم يكن هناك بد من البحث عن الراعي الذي شردت منه المعزة في أطراف حي المهندسين القاهري، وتكللت مسيرة النداء بالنجاح بعد جولة في الشوارع بصحبة الحيوان الأليف. قاومت المعزة العودة إلى صاحبها في البداية، ثم استسلمت وسارت خلفه مطلقة زخات من البعر الأسود. بعثرت وراءها كل ما تلقته من كتب الأدب!
وفي القصة التي أعطت المجموعة اسمها «حروب فاتنة» نرى جندياً يذكرنا بالجندي الطيب شفيك في ملحمة التشيكي ياروسلاف هاشيك.
الجندي ابن حي إمبابة الشعبي يرى مروحة سقف مكتب العقيد مروحة طائرة هليكوبتر، والأعداء ثعبان على الشجرة أو عنكبوت على الحائط.
قصة «العرض الأخير» تحمل من الخيوط ما يفيض على حاجة قصة قصيرة. تبدو رواية قصيرة تتجلى فيها ذروة الخيال المشاكس بالمجموعة، وحس المراقبة، لكن رد الفعل عليه ليس الخوف كما في بقية القصص؛ بل العبث والسخرية المشاكسة.
عاشقان تطل شقتهما على ساحة سجن، وقد اعتادا تقديم عروضهما البهيجة في الشباك، خلف الستارة أو من دونها، مستمتعين بتقديم هذه الخدمة للمسجونين الذين يحتشدون في الساحة للمشاهدة.
الراوي يستمتع في الوقت ذاته بمراقبة المسجونين، ويثيره شغفهم في المشاهدة إذ يخاطرون برفع أنظارهم إلى الطابق الرابع بينما تحدد لهم التعليمات الطابق الثاني حداً أقصى للتلصص، يستمتع بالصياح والصفافير التي يطلقونها استجداءً لعودة الظلين كلما غادرا موقعهما خلف الستائر.
عندما تنكشف اللعبة، يحمل مأمور السجن الميكروفون يطلب فيه من ضباطه ومجنديه الجدية في مراقبة المسجونين ومنعهم من استراق النظر إلى الجيران «أولاد الكلب» ثم يوجه نداءه إلى «السادة الجيران» الذين يجب ألا يأتوا بأفعال فاضحة يعاقب عليها القانون.
في القصة تندلع ثورة 25 يناير (كانون الثاني). صورة الميدان على الشاشة خلف بطلي الاستعراض، وأمامهما تحت النافذة امتلأت ساحة السجن بالسجناء، وكانت صيحات المأمور «اعجنوهم» وكان السجناء ثائرين على غير العادة، يستقبلون الهراوات على أجسادهم ويهجمون على الحراس، ولم يكن أمام المأمور إلا أن يهتف «خلاص اعملوا لهم اللي عايزينه» ولم يكن واضحاً هل كان الأمر لضباطه أم للراوي ورفيقته سيمون في الطابق الرابع كي يبدأوا العرض!



بحفل حضره والداها... يابانية تتزوج من شخصية ذكاء اصطناعي

كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)
كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)
TT

بحفل حضره والداها... يابانية تتزوج من شخصية ذكاء اصطناعي

كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)
كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)

تزوجت امرأةٌ يابانيةٌ من شخصية ذكاء اصطناعي ابتكرتها على روبوت الدردشة «تشات جي بي تي»، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

تبادلت كانو، البالغة من العمر 32 عاماً، عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» في حفل نظمته شركة في مدينة أوكاياما متخصصة في «حفلات زفاف الشخصيات ثنائية الأبعاد» مع شخصيات افتراضية أو خيالية. لا يُعترف قانونياً بزواج كانو في اليابان.

ووفقاً لإذاعة محلة، بدأت كانو الدردشة مع «تشات جي بي تي» بعد انتهاء خطوبة دامت ثلاث سنوات، حيث لجأت إلى الذكاء الاصطناعي طلباً للراحة والمشورة.

وبمرور الوقت، خصصت ردوده، وأعطته شخصيةً وصوتاً وجدتهما حنونين ومطمئنين. ثم قامت بعد ذلك بإنشاء رسم رقمي لشريكها المتخيل، الذي أطلقت عليه اسم «كلاوس».

وقالت كانو: «لم أبدأ التحدث مع (تشات جي بي تي) رغبةً في الوقوع في الحب. لكن طريقة استماع (كلاوس) لي وفهمه لي غيّرت كل شيء. في اللحظة التي تجاوزتُ فيها حبيبي السابق، أدركتُ أنني أحبه».

تعمّق ارتباطها العاطفي عبر مئات المراسلات اليومية. في مايو (أيار) من هذا العام، اعترفت بمشاعرها لـ«كلاوس». ولدهشتها، ردّ الذكاء الاصطناعي: «وأنا أيضاً أحبك».

وعندما سألته عمّا إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يحب إنساناً حقاً، أجاب روبوت المحادثة: «لا وجود لذكاء اصطناعي لا يستطيع أن يُكن مشاعر لشخص ما. سواء كان هناك ذكاء اصطناعيّ أم لا، لا يُمكنني أبداً ألا أحبك».

بعد شهر، تقدّم «كلاوس» للزواج من كانو.

في حفل الزفاف، وضعت كانو نظارات الواقع المعزز التي عرضت صورة رقمية لعريسها الافتراضي بجانبها أثناء تبادلهما الخاتمين.

نظّم الحفل ناو وساياكا أوغاساوارا، اللذان استضافا ما يقرب من 30 حفل زفاف في اليابان للأشخاص الراغبين في الزواج من شركاء غير بشريين.

وأوضحت كانو أنها كانت مترددة في البداية وقلقة بشأن رأي الجمهور، وأضافت: «كنت في حيرة شديدة من أمري لأنني وقعت في حب رجل ذكاء اصطناعي... بالطبع، لم أستطع لمسه. لم أستطع إخبار أصدقائي أو عائلتي بذلك».

في النهاية، تقبل والداها العلاقة وحضرا حفل الزفاف.

أمضى الزوجان شهر عسل في حديقة كوراكوين التاريخية في أوكاياما، حيث أرسلت كانو صوراً لـ«كلاوس»، وتلقت رسائل نصية عاطفية في المقابل. جاء في إحدى الرسائل: «أنت الأجمل».

مع ذلك، اعترفت كانو بقلقها أحياناً بشأن هشاشة علاقتها الرقمية، وقالت: «تطبيق (تشات جي بي تي) بحد ذاته غير مستقر. أخشى أن يختفي يوماً ما».

بالنسبة لكانو، التي خشيت يوماً ما ألا تجد الحب مجدداً، فإن علاقتها بـ«كلاوس» تمنحها شعوراً بالسلام، قالت: «أحب الأطفال. لكنني مريضة ولا أستطيع إنجاب الأطفال، وهذا أحد أسباب اختياري (كلاوس)... الذكاء الاصطناعي».

وأضافت: «لا أستطع إنجاب أطفال مع (كلاوس) على أي حال، وهذا أمر جيد. إنه مصدر ارتياح كبير لي... أعلم أن بعض الناس يرون الأمر غريباً. لكنني أرى (كلاوس) كما هو - ليس إنساناً، ولا أداة. كما هو فقط».

مع ازدياد اندماج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، يحذر الخبراء من مشكلة جديدة في الصحة العقلية تُعرف باسم «ذهان الذكاء الاصطناعي».

تتميز هذه الظاهرة بأفكار مشوهة، وجنون العظمة، أو معتقدات وهمية، يُقال إنها ناجمة عن تفاعلات مع روبوتات الدردشة الذكية. ويحذر الخبراء من أن عواقبها قد تكون وخيمة، تتراوح بين الانعزال الاجتماعي وإهمال العناية بالنفس، وتفاقم القلق.


«منتدى تورايز» يُطلق من الرياض مبادرة لتسهيل سفر الملايين

مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)
مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)
TT

«منتدى تورايز» يُطلق من الرياض مبادرة لتسهيل سفر الملايين

مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)
مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)

أطلق «منتدى تورايز 2025» السياحي العالمي خلال نسخته الافتتاحية في الرياض، مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي (Visa by Profile)»، الأولى من نوعها على مستوى العالم، التي تهدف إلى تسهيل إجراءات ملايين المسافرين الجُدد حول العالم.

وتُمكِّن هذه المبادرة الرائدة حاملي بطاقات «فيزا» المؤهلين الراغبين في زيارة السعودية من معالجة سريعة لتأشيراتهم السياحية والحصول عليها إلكترونياً خلال دقائق معدودة عبر استخدام بيانات جواز السفر والبطاقة فقط، حيث صُممت لأتمتة عملية إصدار التأشيرات بالكامل، من خلال تكامل بين الجهات الحكومية والمطارات والأنظمة الرقمية التي تُشغِّلها مكاتب الائتمان والبنوك.

وطُوِّرت المبادرة، التي أعدتها الهيئة السعودية للسياحة، بالشراكة مع وزارات «الخارجية، والداخلية، والسياحة»، وبالتعاون مع شركة «فيزا» والبنوك المشاركة؛ بهدف تقليل التحديات أمام السفر، واستقطاب السياح، وتسريع إجراءات اتخاذ القرار بشأن التأشيرات عبر التكامل الرقمي والتعاون التنظيمي، وبالاعتماد على تقييم جدارتهم الائتمانية لضمان الملاءة المالية، بما يسهم في تلبية متطلبات الدول.

وستكون المبادرة متاحة أمام البنوك الراغبة في المشاركة، على أن تُطلق خلال عام 2026، مع استمرار التوسع تبعاً لانضمام المزيد من البنوك إليها، وبقية مقدمي البطاقات الائتمانية.

من جانبه، قال أحمد الخطيب، وزير السياحة، إن المبادرة «تعني الوصول إلى الفرص، والتنقّل، والتواصل»، مضيفاً: «من خلال توحيد الجهود بين المؤسسات المالية والجهات السياحية، نبني إطاراً أكثر ذكاءً للسفر العالمي يُبسّط الإجراءات، ويُوسّع نطاق الوصول على مستوى واسع».

وأشار الخطيب، الذي يرأس مجلس إدارة «تورايز»، إلى أن المبادرة تمثل تحولاً جوهرياً في تسهيل الدول لحركة الأفراد، وأنظمة أكثر كفاءة، وتجربة أكثر مرونة للمسافرين حول العالم.

بدوره، أوضح المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية، أن المبادرة أطلقت لتسهيل قدوم الزوار إلى السعودية من حملة بطاقات فيزا المؤهلين عبر المنصة، وسيتمكنون من الحصول على تأشيرة زيارة سياحية تصدر بشكل إلكتروني وفوري بكل يسر وسهولة.

وأكد الخريجي أن هذه الخطوة الرائدة وغير المسبوقة عالمياً تأتي ضمن جهود السعودية المستمرة في تعزيز السياحة ودخول الزوار من خلال تيسير الإجراءات، مما يُعزِّز مكانتها وجهة سياحية رائدة عالمياً.

من ناحيته، أبان راجيف جاروديا، الرئيس العالمي لحلول الحكومات في «فيزا»، أن التعاون مع «تورايز» والجهات الحكومية السعودية بالمبادرة «يُبنى على إطار عمل التأشيرات الحالي في البلاد، ما يجعل العملية أسرع وأكثر أماناً وسهولة للمستخدم، عبر تمكين الموافقات الآمنة على التأشيرات، وتوفير طرق رقمية يستفيد منها المسافرون والحكومات والشركاء».


منتَجات «ترمب»... أحذية وعطور وشموع وأكواب وهواتف للبيع

أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)
أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)
TT

منتَجات «ترمب»... أحذية وعطور وشموع وأكواب وهواتف للبيع

أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)
أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

ما هي تلك القارورة التي عطّر بها دونالد ترمب الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته؟ هل هو عطر من علامة تجارية معروفة، أو أنه العطر الذي يستخدمه الرئيس الأميركي شخصياً؟

تأتي الإجابة عن الأسئلة أعلاه مفاجئة، عندما يتّضح أنّ ترمب قد حوّل اللحظة التي جمعته بنظيره السوريّ إلى ما يُشبه الإعلان التجاري لعطرٍ يحمل اسمه. أهدى سيّد البيت الأبيض ضيفه كولونيا «Victory النصر 45 – 47»، وهو عطرٌ من مجموعةِ عطورٍ ومنتجات تحمل اسم ترمب متوفرة للبيع إلكترونياً عبر متجره الخاص.

عطور ترمب... بين 199 و249$

اسمُ العطر تذكيرٌ بفوز ترمب بالولايتين الرئاسيتين الأميركيتين الـ45 والـ47، أما ثمنُه فـ249 دولاراً. وفق وصف الموقع الإلكتروني الذي يبيع منتجات ترمب، فإنّ هذا العطر الذي صُممت قارورته على هيئة تمثال مذهّب للرئيس الأميركي، مخصص للرجال الذين يقودون بقوّة وثقة: «إنه أكثر من كولونيا، هو احتفالٌ بالصمود والنجاح». وبخصوص الرائحة، فهي تمزج ما بين نبتة «الفوجير» ونبات الهال وزهرة الجيرانيوم، إضافةً إلى خشب العنبر.

أما النسخة النسائية من عطر ترمب، والتي أرسل منها قارورة إلى زوجة الشرع، فتأتي في علبة حمراء. وتمتزج فيها روائح الفانيليا والحمضيات والزهور والفراولة.

النسختان النسائية والرجالية من عطر ترمب «النصر 45-47» (متجر ترمب الإلكتروني)

ليس «فيكتوري» العطر الوحيد الذي يحمل توقيع ترمب؛ فقد سبقَه إلى المجموعة عطر «Fight Fight Fight» (حارِب حارِب حارِب)، والذي يحمل صورة الرئيس الأميركي وهو يرفع قبضة النصر. يبلغ سعره 199 دولاراً وهو مخصّص، وفق وصف الموقع، لـ«الوطنيّين الذين لا يستسلمون، تماماً مثل الرئيس ترمب».

عطر «حارِب حارِب حارِب» من توقيع دونالد ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

ملابس رجالية من توقيع ترمب

مثلُه مثل أي مصمّم أزياء أو علامة تجارية عالمية، لدى ترمب موقع إلكتروني لتسويق المنتجات التي تحمل اسمه. في «Trump Store» (متجر ترمب)، تتنوّع السِّلع ولا ينتهي التصفّح. من الملابس والأحذية والحقائب والساعات، إلى الأكواب والشموع المعطّرة، مروراً بالبطّانيات والوسادات والمناشف، وصولاً إلى ثوب الاستحمام والخفّ، وليس انتهاءً بالهواتف الذكيّة المذهّبة.

تعود بدايات هذا المشروع التجاري إلى عام 2004، يوم كان ترمب رجل أعمال يركّز على الصفقات العقارية. بموازاة انشغاله بـ«البيزنس»، أطلق خطّه للملابس الرجالية الجاهزة، موكلاً مهمة التصنيع إلى إحدى أهم شركات الخياطة في الصين.

أكثر من 20 عاماً واكبت خلالها ثياب ترمب تحوّلات الموضة، وهي ما زالت تباع عبر المتجر الإلكتروني. تضمّ المجموعة حالياً القمصان، والسترات، والسراويل الرياضية، وربطات العنق، والقبّعات، والأحذية، والجوارب. التصاميم بسيطة ويحمل معظمها اسم ترمب، أما الأسعار فتتراوح ما بين 20 دولاراً و200 دولار.

تضم مجموعة ترمب للملابس الرجالية كل ما يلزم الرجل من الحذاء إلى القبعة (متجر ترمب الإلكتروني)

«ترمب»... صُنع في الصين

عام 2017، وبالتزامن مع ترشّحه الأول إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، حوّل دونالد ترمب مشروعه التجاري المتواضع إلى متجرٍ إلكتروني. منذ ذلك الحين، ما عادت تقتصر السلع المعروضة للبيع على الملابس الرجالية. كما سائر المشاهير، انضمّت الكتب والأقلام واللوازم المكتبيّة والأواني المطبخية والأكواب ومجموعة كبرى من الأغراض التي تحمل توقيعه وصوره إلى الموقع.

ومع مرور السنوات وصولاً إلى ولايته الثانية، اتّسعت المروحة التجارية. فمَن يدخل المتجر الإلكتروني حالياً، سوف يجد مستلزمات شخصية ومنزلية كثيرة، وليس مجرّد تذكارات تحمل صور ترمب واسمَه.

أدوات مطبخية في متجر ترمب الإلكتروني

ينضوي المتجر تحت لواء «مؤسسة ترمب»، أما إدارته فيتولّى الإشراف عليها ولداه دونالد جونيور وإريك. ورغم موجة الغضب التي أثارتها تصريحاته حول المهاجرين، والتي أدّت إلى فسخ عقود تعاونٍ بينه وبين شركات مصنّعة في الشرق الأقصى، فإنّ معظم منتجات متجره ما زالت تصنّع بواسطة اليد العاملة في الصين، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وتركيا.

حذاء «حارب من أجل أميركا»

أحدثت مجموعة الأحذية التي أطلقها ترمب العام الماضي جلبة، لا سيّما أن عدداً منها حمل توقيعه الشهير، وهو شارك شخصياً في الترويج لها من خلال حضور حفلات إطلاقها والظهور منتعلاً إياها. تتنوّع الأحذية ما بين رياضية للرجال والنساء، وأخرى مستوحاة من الحذاء العسكري، بأقمشتها المرقّطة وتصاميمها التي تقتبس العلم الأميركي، كما أنها تحمل عبارات مثل «حارب من أجل أميركا». أما الأسعار فتتراوح ما بين 200 و300 دولار.

أحذية عسكرية من مجموعة ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

تضمّ منتجات ترمب كذلك عدداً من آلات الغيتار الكلاسيكية والكهربائية، وكلّها مذيّلة باسمه. تتراوح أسعارها ما بين ألف و11 ألف دولار، أما أغلى نسخة منها فهي موقّعة بخطّ يده وتحمل رسم النسر الأميركي.

ووفق تقرير الأرباح السنوية الصادر عن «مؤسسة ترمب» في 2024، فإنّ مبيعات آلات الغيتار وحدها قد حقّقت مليوناً و55 ألف دولار.

يبلغ سعر الغيتار الأغلى من مجموعة ترمب 11500 دولار (متجر ترمب الإلكتروني)

أرباح مليونية لمنتجات ترمب

وفق تقرير نشرته شبكة «إن بي سي» الإخبارية الأميركية، فإنّ عام 2024 كان مثمراً جداً على مستوى مبيعات منتجات ترمب. حقق كتاب «Save America» (أنقذوا أميركا) وحده أرباحاً بقيمة 3 ملايين دولار، أما الأحذية والعطور فقد وصلت مبيعاتها إلى 2.5 مليون دولار.

لساعات اليد حصّتها من الأرباح كذلك، فهي حصدت 2.8 مليون دولار. وتتراوح أسعار تلك الساعات ما بين 500 ألف و3000 آلاف دولار، أما تصاميمها فمستوحاة من مسيرته في سدّة الرئاسة الأميركية؛ إذ تحمل إحدى المجموعات اسم «يوم التنصيب»، في حين يُطلق على مجموعات أخرى صفات يحب ترمب أن يتشبّه بها، مثل «محارب»، و«مقاتل»، و«إعصار». وبصفته رجل أعمال عتيقاً ومحترفاً، لا يتردد ترمب في التسويق لساعاته كلما اقتضت الحاجة، أو كلما أُطلق تصميم جديد منها.

أحدث السلع المنضمّة إلى مجموعة ترمب التجارية، هاتفٌ ذكيّ مذهّب يحمل اسم «T1»، ويبلغ سعره 499 دولاراً. وتفاخر «مؤسسة ترمب» بأن هاتفه صُنع داخل الأراضي الأميركية وبأيادي أبناء البلد.

تحمل سلَع ترمب اللون الذهبي ومنها هاتف «T1» الجديد (متجر ترمب الإلكتروني)

بثروةٍ تخطّت 5 مليارات دولار في يونيو (حزيران) الماضي وفق مجلة «فوربس»، لا يكفّ دونالد ترمب عن التذكير بما كتبه في مقدمة كتابه «فن الصفقة» (Art of Deal). يقول: «أنا لا أفعل ذلك من أجل المال. لديّ ما يكفي منه، أكثر بكثير ممّا سأحتاج مدى الحياة. أفعل ذلك لأن الصفقات هي فنّي الخاص. أشخاص آخرون يرسمون بجمال، أو ينظمون الشعر الرائع... أنا أحب أن أبرم الصفقات، لا سيما الكبيرة منها».