تأليف الحكومة في المرحلة الأخيرة... والحريري يعمل لمنح «القوات» حقيبة وازنة

الرئيس سعد الحريري خلال استقباله الوزير علي حسن خليل موفداً من الرئيس نبيه بري (دالاتي ونهرا)
الرئيس سعد الحريري خلال استقباله الوزير علي حسن خليل موفداً من الرئيس نبيه بري (دالاتي ونهرا)
TT

تأليف الحكومة في المرحلة الأخيرة... والحريري يعمل لمنح «القوات» حقيبة وازنة

الرئيس سعد الحريري خلال استقباله الوزير علي حسن خليل موفداً من الرئيس نبيه بري (دالاتي ونهرا)
الرئيس سعد الحريري خلال استقباله الوزير علي حسن خليل موفداً من الرئيس نبيه بري (دالاتي ونهرا)

دخلت عملية تشكيل الحكومة اللبنانية المربع الأخير بعد تفعيل الاتصالات والمشاورات لحلحلة العقد الباقية، وأهمها تلك المرتبطة بعقدة منح حزب «القوات اللبنانية» حقيبة وازنة، وسط تكتم على صيغة الحل الأخيرة التي يعمل الرئيس المكلف سعد الحريري على تفكيكها، والتأكيد بالمقابل على أنه «لا تعقيدات»، وأن الحراك «قائم على قدم وساق، ويحرز تقدماً، وأن الأمور تصل إلى المرحلة الأخيرة».
ومن المنتظر أن يزور الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات المقبلة، في إطار التحرك الذي فعله أول من أمس، بحسب ما قالته مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط»، بموازاة تأكيد مصادر الرئيس بري لـ«الشرق الأوسط» أن الأمور «تبدو أكثر نضوجاً من أي فترة سابقة»، مشددة: «إننا لا نبالغ إذا قلنا إننا دخلنا إلى المربع الأخير» في عملية التأليف، في وقت أبدى فيه الوفد البرلماني الفرنسي الذي زار بري عصر أمس ارتياحه «للأخبار المتعلقة بقرب تأليف الحكومة»، مؤكداً «حماس واستعداد الحكومة الفرنسية لترجمة نتائج مؤتمر (سيدر 1)».
وبات محسوماً أن حقيبة «التربية» ستكون من حصة «الاشتراكي» الذي لن يتخلى عنها، كما أن حقيبة الأشغال ستكون من حصة «تيار المردة» الذي يرأسه الوزير الأسبق سليمان فرنجية، فيما البحث يجري عن حقيبة وازنة لـ«القوات» من خارج الحقيبتين المذكورتين، في حال أثمرت الاتصالات الأخيرة عن منح حقيبة وازنة لـ«القوات». ونقلت قناة «إل بي سي» عن مصادر الحريري قولها إن هناك «سبلاً قد تكون مفتوحة لحصول (القوات) على حقيبة وازنة»، مشيرة إلى «أننا نعمل بتكتم على إنجاح هذا الموضوع».
وفي السياق نفسه، نُقل عن مصادر مطلعة على موقف الرئيس ميشال عون أن رئيس الجمهورية قدم كل ما لديه لتأليف الحكومة، ولم يعد لديه ما يقدمه، لافتة إلى أن وزارة العدل حُسِمت من حصة الرئيس، وكذلك وزارة الدفاع.
وتحيط السرية بالمفاوضات الأخيرة التي تتجاذب بين عدة مقترحات، لم يُكشف عنها، وقد تكون غير محصورة بالمقترحات التي تم التداول فيها في الأسابيع الماضية. وبانتظار ما ستؤول إليه اللقاءات المتوقعة بين رئيس الحكومة المكلف وموفد رئيس حزب «القوات»، الوزير ملحم الرياشي، ولقاء آخر مع موفد جنبلاط، النائب وائل أبو فاعور، تجزم «القوات» بأنه «لا جديد حتى الساعة»، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «إننا بانتظار أجوبة لم نتلقاها بعد».
وقالت المصادر: «آخر عرض رسمي تلقيناه كان يتضمن وزارة العدل، قبل أن يعود ويتمسك بها رئيس الجمهورية»، لافتة إلى أن «رزمة الأفكار التي قدمت من قبلنا للرئيس المكلف لا أجوبة عليها بعد، ومن الواضح أنه يجري الاتصالات اللازمة من أجل أن تكون إجاباته عملية، خصوصاً أن الكرة ليست في ملعبه، وهو يضع كل ثقله من أجل ولادة حكومة متوازنة، ويرفض أي حكومة لا تجسد التوازن المطلوب». وأشارت إلى أن «القوات» لا تزال تنتظر أجوبة «يعمل الرئيس المكلف اتصالات مكوكية من أجل تأمينها».
وواكب بري أمس حيوية الاتصالات بحراك من جهته، حيث أوفد وزير المال علي حسن خليل إلى الرئيس المكلف، قبل أن يستقبل الوزير الأسبق غازي العريضي موفداً من جنبلاط. وأكد العريضي أن «المطلوب تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، والوزارات كلها مهمة». وإذ أسف لحصول أخطاء كثيرة، قال: «الآن، أصبحنا في وقت حساس جداً، وعلينا أن نعرف كيف نأخذ الخطوات بشجاعة، وهذا ما أقدم عليه وليد بك، في ما يخص الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي، والتمثيل في الحكومة».
وفي غضون ذلك، أكد أمين عام تيار «المستقبل»، أحمد الحريري: «إننا مع الرئيس المكلف سعد الحريري في تفاؤله لتأمين ولادة الحكومة في أقرب فرصة». وفي معرض رده على المطالب بتمثيل النواب المستقلين السنة، قال: «العقدة المخترعة، بما يسمى العقدة السنّية، لا وجود لها، مع تأكيدنا على حق الجميع بالمطالبة بالتمثيل، لكن من دون التذاكي على الناس، لأن النواب السنة الستة الذين يطالبون بوزارة، أربعة منهم منخرطون في كتل نيابية ممثلة في الحكومة، وليس الهدف من مطالبتهم إلا وضع العصي في دواليب التأليف».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».