في الانتخابات النصفية الأميركية... الأنظار على تركيبة «الكونغرس» وسط استقطاب شديد

الهجرة والاقتصاد والأمن تتصدّر اهتمامات الناخبين

في الانتخابات النصفية الأميركية... الأنظار على تركيبة «الكونغرس» وسط استقطاب شديد
TT

في الانتخابات النصفية الأميركية... الأنظار على تركيبة «الكونغرس» وسط استقطاب شديد

في الانتخابات النصفية الأميركية... الأنظار على تركيبة «الكونغرس» وسط استقطاب شديد

تخضع سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب وشعبية حزبه الجمهوري، بعد 10 أيام، لأهم اختبار سياسي منذ تسلمه الرئاسة.
وستشهد الولايات المتحدة في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) انتخابات نصفية لتجديد مجلس النواب بجميع مقاعده، و35 مقعدا في مجلس الشيوخ، فضلا عن العشرات من حكام الولايات.
وفي حين تعتمد هذه الانتخابات إلى حد كبير على قضايا محلية تشمل الهجرة والتجارة والحقوق المدنية وتختلف من دائرة لأخرى داخل الولاية الواحدة، فإن نتيجتها سترسم المستقبل التشريعي لقرارات البيت الأبيض، كما ستؤثر على أداء الرئيس داخليا وخارجيا قبل موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
أطلق قادة الحزب الديمقراطي الأميركي حملة واسعة قبل شهور لاستعادة الولايات التي انضمّت إلى «الموجة الجمهورية الحمراء» في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، ومحاولة استعادة الهيمنة على الكونغرس، غير أن آمال الديمقراطيين بالسيطرة على مجلس الشيوخ تراجعت، كما يرى مراقبون، خاصة منذ الانتصار الكبير الذي حققه الجمهوريون بالمصادقة على ترشيح القاضي بريت كافانوه في المحكمة العليا.
في المقابل، كثّف الجمهوريون من فعالياتهم الانتخابية، مدركين أن التاريخ يقف في صف الديمقراطيين... إذ إن الانتخابات النصفية نادرا ما تكون لصالح حزب الرئيس الأميركي. وفي مسعى للخروج عن هذه القاعدة، شارك دونالد ترمب في عدد من التجمعات الانتخابية بهدف دعم المرشحين المحليين على مستوى انتخابات الولايات، والتذكير بإنجازات إدارته الاقتصادية، فضلا عن دفع معدلات شعبيته إلى الأعلى.
وبخلاف كثير من الانتخابات النصفية التي شهدتها الولايات المتحدة في العقود الماضية، عجزت استطلاعات الرأي والمراقبون السياسيون عن توقع نتيجة الاقتراع في عدة دوائر انتخابية صُنّفت «تنافسية للغاية». ذلك أن أعداد المقاعد الجمهورية التي تميل إلى الديمقراطيين وتلك المقاعد الديمقراطية التي تميل إلى الجمهوريين مرتفعة، ما يُعقّد التوقعات.
أحد الأسباب الرئيسية وراء ضبابية المشهد الانتخابي اليوم، هو حدة الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة. فقد ساهم فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ في عام 2016، وتمسكه بمعظم وعوده الانتخابية رغم موجة الانتقادات من الداخل والخارج، في تقسيم الرأي العام الأميركي بين داعم لسياساته الاقتصادية والعسكرية، ومعارض للغته السياسية المفتقرة للدبلوماسية والمستفزة أحياناً.

استفتاء ومؤشر
مع أن بطاقات الاقتراع لن تحمل اسم ترمب هذه المرة، فإن نتائج الانتخابات ستكون بمثابة استفتاء على السنتين اللتين أمضاهما في سدة الرئاسة، ومؤشرا على قدرته على الفوز بفترة ثانية. ويتيح الاستقطاب السياسي الحاد فرصة للأحداث الطارئة لتغيير توجه الرأي العام، والتأثير على أصوات الناخبين المترددين. وكانت الولايات المتحدة قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية حدثين لافتين من هذا النوع. الأول يتعلق بقافلة المهاجرين المتجهة نحو الحدود المكسيكية الأميركية، والثاني يتعلق بموجة الطرود البريدية المتفجّرة التي استهدفت عددا من السياسيين الأميركيين المنتقدين للرئيس الأميركي وشبكة «سي إن إن» الإخبارية. ويرى راصدو المعركة الانتخابية أنه من شأن هذين التطوّرين، أو أي حدث مفاجئ آخر خلال الأسبوعين المقبلين، أن يقلب موازين القوى وأن يُفقد أحد الحزبين غالبيته في مجلس النواب بفارق بسيط.

معركة مجلس النواب
يتوجب على الناخبين الأميركيين كل سنتين تجديد كل مقاعد مجلس النواب الـ435. ويسعى الديمقراطيون في هذه الانتخابات إلى الفوز بـ23 مقعدا لاستعادة الغالبية في هذا المجلس، وهو ما يبدو مرجحا وفق بعض استطلاعات الرأي. إذ يتوقّع موقع «فايف ثيرتي إيت» المرجعي في الحسابات الانتخابية، أن فرص الديمقراطيين لاستعادة مجلس النواب تعادل 5 فرص من 6، لكن نحو 30 مقعدا تشهد منافسة شديدة، بحيث لا يمكن توقع الفائز فيها بسهولة.
وكان قد بدا قبل أسابيع أن فرص الجمهوريين في الحفاظ على مجلس النواب ضئيلة، لكون حملاتهم لم ترق لنشاط المرشحين الديمقراطيين، الذين يضمّون عددا قياسيا من النساء. فضلا عن الحملات المكثّفة التي يقودها الرئيس السابق باراك أوباما لرفع مستويات الإقبال على التصويت والإعلانات السياسية التي تجاوزت جهود الجمهوريين بملايين الدولارات. وتتكرّر حماسة الديمقراطيين في معارك مجلس الشيوخ، وهنا لم يستبعد بعض المراقبين أن ينجح المرشح الديمقراطي بيتو أورورك، في الحصول على مقعد السيناتور تيد كروز في تكساس، الولاية الضخمة التي هيمن عليها الجمهوريون منذ 1994. لكن هذا الزخم تباطأ في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما منذ عملية تثبيت القاضي المحافظ بريت كافانوه في المحكمة العليا، وتوجّه آلاف المهاجرين من هندوراس ودول من أميركا اللاتينية الأخرى إلى الحدود الأميركية.

أفضلية جمهورية في مجلس الشيوخ
وفق آخر التقديرات، يتمتع الجمهوريون في مجلس الشيوخ بفرص أفضل للحفاظ على غالبيتهم في الانتخابات النصفية التي سيخضع خلالها 35 مقعدا للتصويت، بل إنهم يسعون لتعزيز هذه الغالبية عبر الهيمنة على بعض المقاعد الديمقراطية الـ26 المتنافس عليها.
ووفق توقعات موقع «فايف ثيرتي إيت»، فإن فرص الديمقراطيين للحفاظ على مقاعدهم والسيطرة على مقعدين جمهوريين من بين الـ9 المطروحة للتصويت متدنية للغاية، وتعادل فرصة واحدة فقط من 5. ويرى ديفيد لوبلين، الأستاذ بالجامعة الأميركية في واشنطن، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب): «يبدو احتمال فوز الديمقراطيين بالغالبية في مجلس الشيوخ أقل ترجيحاً». ويوضح لوبلين أن الناخبين الديمقراطيين «يتركزون بشكل كبير في المدن والمناطق الحضرية... بينما الجمهوريون موزّعون جغرافياً»، والمنافسة المحتدمة على مقاعد مجلس الشيوخ تجري بشكل خاص في الولايات الريفية، وهنا الأرجحية للجمهوريين.

سباق حكام الولايات
يتمتع حكام الولايات الأميركية بسلطات واسعة، إذ إنهم يسيطرون على ميزانيات ضخمة ويساهمون في حشد الدعم لمرشحي الحزبين قبل الانتخابات الرئاسية. الجمهوريون يسيطرون حالياً على 33 من أصل 50 منصب حاكم ولاية، وسيجري التصويت يوم 6 نوفمبر المقبل على 36 منها. وفي هذا السياق، يسعى الديمقراطيون للفوز بنحو 23 منصب حاكم ولاية يسيطر عليها الجمهوريون حالياً، وتمثل ولايات أوهايو وميشيغان وفلوريدا وبنسلفانيا أبرز الولايات التي يركّزون عليها لما تحمله من أهمية في تحديد الرئيس الأميركي المقبل.

انتخابات مصيرية لترمب
في حال تمكّن الديمقراطيون من السيطرة على مجلس النواب، يتوقّع أن يباشروا عرقلة برنامج الرئيس ترمب التشريعي وإجهاض محاولاته إلغاء نظام «أوباما كير» الصحي، إلى جانب تغيير بعض سياسات الهجرة التي أثارت كثيرا من الجدل في الشهور الماضية.
أيضا قد يعرقل الديمقراطيون التصويت على الميزانية التي يربطها ترمب بـ«الجدار الحدودي» مع المكسيك. ولقد استخدم مرشحون جمهوريون أيضا مسألة احتمال تضييق الديمقراطيين على الرئيس وإطلاقهم تحقيقات قضائية ضد إدارته وعلاقته المزعومة بروسيا، في سياق تحفيزهم ناخبيهم للتصويت، والحؤول دون خسارة الأصوات المترددة. وفي المقابل، فإن احتفاظ الجمهوريين بغالبيتهم في مجلس الشيوخ، أو احتمال تعزيزها، يضمن عمليا للرئيس الأميركي المصادقة على مرشحيه لمناصب وزارية.
إلى ذلك كله، ستؤثر نتائج الانتخابات المقبلة على التقسيم القادم للدوائر الانتخابية المقرّر إجراؤه في عام 2021. فطبقا للقانون، يعاد رسم حدود الدوائر الانتخابية لمجلس النواب كل 10 سنوات تبعا لعدد السكان، وذلك لتحديد الوزن الانتخابي لكل مقاطعة داخل المجلس. وفعلاً، شجعت حدة التنافس على العشرات من مقاعد المرشحين من الحزبين على الإلقاء بكل ثقلهم على قضيتين رئيسيتين تشغلان الرأي العام الأميركي خلال الانتخابات النصفية المقبلة، هما الاقتصاد والهجرة، وتأتي بعدهما قضايا الأمن وموقف المرشحين من السياسات الخارجية.

ورقة الاقتصاد
مرشحو الحزب الجمهوري يراهنون خلال الانتخابات المقبلة على ورقة النجاح الاقتصادي، للحفاظ على مقاعدهم والسيطرة على مقاعد ديمقراطية إضافية، مستفيدين من الانتعاش الذي يشهده سوق العمل الأميركي، وما صاحب ذلك من زيادة معدلات النمو، وانخفاض معدلات البطالة، وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المتوقعة والحالية.
ويرجع الجمهوريون الفضل في ذلك إلى قانون الإصلاح الضريبي الذي تم تمريره في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وهو أحد أهم الوعود الانتخابية للرئيس ترمب. ولقد بلغت نسبة نمو الاقتصاد الأميركي 4.2 في المائة بالوتيرة السنوية في الربع الثاني الماضي، وهي الأعلى منذ 4 سنوات. ويرجع ذلك جزئيا إلى زيادة حجم الإنفاق الحكومي، وخفض الضرائب بقيمة 1.5 تريليون دولار، وهو ما وفر للشركات وموظفيها وأسرهم مبالغ إضافية ساهمت في إنعاش الإنفاق. جاء هذا مدفوعا بالارتفاع الكبير في مستوى الصادرات، واندفاع الشركات إلى التصدير استباقا لفرض الرسوم التجارية الجديدة، فضلا عن الحوافز الضريبية والمالية.
الإصلاح الضريبي الذي كان الأهم في أميركا منذ 30 سنة، واعتبر من أبرز التدابير الاقتصادية التي اتّخذها ترمب وسارع الجمهوريون إلى الترحيب بها، قضى بخفض بعض الضرائب على الدخل وبتخفيض كبير للضرائب على الشركات من 35 إلى 21 في المائة. ولم يتردد سيد البيت الأبيض في التباهي بإنجازاته الاقتصادية، معلناً في إحدى التجمعات الانتخابية الأخيرة: «اقتصادنا يسجل أرقاما قياسية على جميع الجبهات عمليا!... والاقتصاد يشهد ازدهارا لم يعرف مثيلا له من قبل».
كما سلط ترمب الضوء مراراً على تراجع معدّلات البطالة، التي وصلت في سبتمبر (أيلول) إلى 3.7 في المائة، وهو أدنى مستوياتها منذ ديسمبر (كانون الأول) 1969. وفي لفتة، القصد منها كسب تأييد أقليات تصوت عادة للديمقراطيين، تشدد إدارة ترمب على أن نسبة البطالة في صفوف المتحدرين من أصول لاتينية (هسبانيكية) والسود يعكس تراجعا كبيرا منذ وصول ترمب إلى البيت الأبيض، ولو أنها لا تزال أعلى من النسبة بين البيض.

«هدية» انتخابية ثمينة للجمهوريين
لطالما كانت قضية الهجرة حاضرة في خطابات الرئيس دونالد ترمب الانتخابية وطاغية على سياساته في البيت الأبيض، سواء تعلق الأمر ببناء جدار فصل حدودي مع المكسيك أم تطبيق سياسات فصل الآباء من المهاجرين غير القانونيين عن أطفالهم، حتى حظر دخول مواطنين من عدة دول إلى الولايات المتحدة وخفض أعداد اللاجئين الذين توافق الولايات الأميركية على طلباتهم. وكما هو معلوم، استغل الديمقراطيون هذه القضايا للتحذير من تصاعد اللهجة المعادية للمهاجرين في «بلد الهجرة»، كما نجحوا في استمالة ناخبين مؤيدين للرئيس رفضوا لهجته «المشجعة على الكراهية»، وفق استطلاعات الرأي،
إلا أن حزب الرئيس تلقى «هدية ثمينة» قبل أسبوعين من الانتخابات النصفية، تمثّلت في انضمام حوالي 3 آلاف مهاجر من هندوراس إلى قافلة مهاجرين آملين في الوصول إلى الحدود الأميركية.
وقلبت هذه القضية موازين القوى، كما أتاحت لترمب فرصة إعادة طرح موضوع الهجرة في صلب حملة الانتخابات التشريعية وتحفيز قاعدته، موجهاً في الوقت ذاته أصابع الاتهام إلى الديمقراطيين ومواقفهم المتساهلة في موضوع الهجرة.
فلقد استغل الرئيس الأميركي هذه الظاهرة لإدانة الديمقراطيين، وردد ترمب أمام مؤيديه في ولاية تكساس قبل أيام: «إنه هجوم على بلادنا، هجوم»، مستعيداً وسط تأييد الحشود العارم موضوع الهجرة الذي ركزت عليه حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016.
ثم تابع: «في الوقت الذي نتكلم بأن الحزب الديمقراطي يشجع ملايين الأجانب غير القانونيين على مخالفة قوانيننا وانتهاك حدودنا واجتياح بلادنا...»، ملمحا إلى أن المهاجرين غير القانونيين سيتمكنون من التصويت بصورة غير قانونية.
ولم يكتف ترمب بذلك، بل لوّح بالخطر الإرهابي، مؤكدا أن «شرق أوسطيين» اندسوا داخل «القافلة»، إضافة إلى عناصر من عصابة «إم إس 13» السلفادورية الإجرامية العنيفة. وأضاف في مناسبة أخرى أن رئيس هندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز قال له إن قافلة المهاجرين هذه «تنظمها مجموعات يسارية في هندوراس وتموّلها فنزويلا، أرسلت إلى الشمال لتحدي سيادتنا».
وبالفعل، في ولايات كثيرة، في مقدمتها تكساس وأريزونا، هيمنت مشاهد قافلة المهاجرين وهم يعبرون بالآلاف أميركا الوسطى سيراً على الأقدام، على النشرات الإخبارية والخطابات السياسية. وتغلّب القلق والخوف المرتبطان بهذه القافلة على موجة الاستنكار الشديد، حتى في صفوف الجمهوريين المعتدلين، جراء عمليات فصل عائلات المهاجرين التي أمرت بها إدارة ترمب هذا الصيف. وأصبحت أكثر سياسات ترمب إثارة للجدل، في نظر كثيرين، مبرّرة بل مطلوبة... بما يشمل دعواته لبناء جدار تموّله المكسيك على الحدود. في المقابل، فإن رد الديمقراطيين على هذه الأزمة بدأ متردداً؛ لأنهم وفق «أ.ف.ب»، إن اعتمدوا موقفاً متشدداً حيال المهاجرين فقد يثيرون استياء قاعدتهم، وإن لم يتخذوا أي موقف فسيتعرضون لانتقادات الجمهوريين.

وأخيراً... موجة الطرود المتفجرة
على صعيد آخر، في الوقت الذي استغل ترمب قضية قافلة المهاجرين لاستثارة قاعدته الجمهورية وتحشيدها، ومهاجمة ما يعتبره «تقاعس» الديمقراطيين في معالجة أزمة الهجرة غير القانونية، فإنه وجد نفسه أمام تحدٍ سياسي بالغ الأهمية يختبر قدرته على توحيد بلاده مع تحوّل الاستقطاب السياسي إلى تهديد أمني خطير. فخلال الأيام الماضية تلقى عدد من الشخصيات السياسية البارزة المعروفة بانتقادها الرئيس ترمب طرودا مفخخة، أُرسلت إلى مقار إقامتهم أو عملهم.
الشرطة الفيدرالية تقول إن هذه الطرود مشابهة للطرود التي تحوي قنابل يدوية الصنع، وأرسلت الثلاثاء والأربعاء إلى الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي هزمت في الانتخابات الرئاسية أمام ترمب في 2016، ووزير العدل في عهد الرئيس السابق أيريك هولدر، والنائبة الديمقراطية عن كاليفورنيا ماكسين ووترز، وشبكة «سي إن إن» الإخبارية في نيويورك، ونائب الرئيس السابق جو بايدن في ولايته ديلاوير، فضلا عن الممثل الشهير روبرت دي نيرو في منطقة مانهاتن بوسط نيويورك.
وفي غياب أي مؤشرات إلى مرتكبي هذه الأفعال، يتبادل مؤيدو ترمب ومعارضوه الاتهامات بتأجيج الأجواء المسمومة في البلاد مع اقتراب الانتخابات النصفية. وبعدما دعا الأميركيين إلى الاتحاد إثر تأكيد وجود قنابل يدوية الصنع، استأنف ترمب هجماته على وسائل الإعلام.
وكتب على «تويتر» أن «جزءاً كبيراً جداً من الغضب الذي نراه اليوم في مجتمعنا ناجم عن التقارير الكاذبة وغير الدقيقة في وسائل الإعلام السائدة التي أشيرُ إليها بأنها أخبار كاذبة». وأضاف أن «الأمر بات سيئا للغاية وبغيضا لدرجة لا يمكن وصفها». وتابع الرئيس الأميركي: «ينبغي على وسائل الإعلام أن تصلح وضعها، وبسرعة».
في المقابل، اتهمه عدد من المسؤولين الديمقراطيين «بالتغاضي عن العنف» و«تأجيج الانقسام». وستكون الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه التطوّرات قد تُفقد الجمهوريين أصواتاً ثمينة في معركة مجلس النواب.



لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
TT

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب والمعقّد. ولا شك أن أهم هذه التحوّلات سقوط نظام بشّار الأسد في سوريا، وتراجع النفوذ الإيراني الذي كان له الأثر المباشر في الأزمات التي عاشها لبنان خلال السنوات الأخيرة، وهذا فضلاً عن تداعيات الحرب الإسرائيلية وآثارها التدميرية الناشئة عن «جبهة إسناد» لم تخفف من مأساة غزّة والشعب الفلسطيني من جهة، ولم تجنّب لبنان ويلات الخراب من جهة ثانية.

إذا كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان قد انتهت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية دولية، وإشراف أميركي ـ فرنسي على تطبيق القرار 1701، فإن مشهد ما بعد رحيل الأسد وحلول سلطة بديلة لم يتكوّن بعد.

وربما سيحتاج الأمر إلى بضعة أشهر لتلمُّس التحدّيات الكبرى، التي تبدأ بالتحدّيات السياسية والتي من المفترض أن تشكّل أولوية لدى أي سلطة جديدة في لبنان. وهنا يرى النائب السابق فارس سُعَيد، رئيس «لقاء سيّدة الجبل»، أنه «مع انهيار الوضعية الإيرانية في لبنان وتراجع وظيفة (حزب الله) الإقليمية والسقوط المدوّي لحكم البعث في دمشق، وهذا إضافة إلى الشغور في رئاسة الجمهورية، يبقى التحدّي الأول في لبنان هو ملء ثغرات الدولة من أجل استقامة المؤسسات الدستورية».

وأردف سُعَيد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «بعكس الحال في سوريا، يوجد في لبنان نصّ مرجعي اسمه الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني، وهذا الدستور يجب أن يحترم بما يؤمّن بناء الدولة والانتقال من مرحلة إلى أخرى».

الدستور أولاً

الواقع أنه لا يمكن لمعطيات علاقة متداخلة بين لبنان وسوريا طالت لأكثر من 5 عقود، و«وصاية دمشق» على بيروت ما بين عامَي 1976 و2005 - وصفها بعض معارضي سوريا بـ«الاحتلال» - أن تتبدّل بين ليلة وضحايا على غرار التبدّل المفاجئ والصادم في دمشق. ثم إن حلفاء نظام دمشق الراحل في لبنان ما زالوا يملكون أوراق قوّة، بينها تعطيل الانتخابات الرئاسية منذ 26 شهراً وتقويض كل محاولات بناء الدولة وفتح ورشة الإصلاح.

غير أن المتغيّرات في سوريا، وفي المنطقة، لا بدّ أن تؤسس لواقع لبناني جديد. ووفق النائب السابق سُعَيد: «إذا كان شعارنا في عام 2005 لبنان أولاً، يجب أن يكون العنوان في عام 2024 هو الدستور أولاً»، لافتاً إلى أن «الفارق بين سوريا ولبنان هو أن سوريا لا تملك دستوراً وهي خاضعة فقط للقرار الدولي 2254. في حين بالتجربة اللبنانية يبقى الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني المرجعَين الصالحَين لبناء الدولة، وهذا هو التحدي الأكبر في لبنان».

وشدّد، من ثم، على ضرورة «استكمال بناء المؤسسات الدستورية، خصوصاً في المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها سوريا»، وتابع: «وفي حال دخلت سوريا، لا سمح الله، في مرحلة من الفوضى... فنحن لا نريد أن تنتقل هذه الفوضى إلى لبنان».

العودة للحضن العربي

من جهة ثانية، يحتاج لبنان في المرحلة المقبلة إلى مقاربة جديدة عمّا كان الوضع عليه في العقود السابقة. ولا يُخفي السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان «سيتأثّر بالتحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة، وحتميّة انعكاس ما حصل في سوريا على لبنان». ويلفت إلى أن «ما حصل في سوريا أدّى إلى تغيير حقيقي في جيوبوليتيك المنطقة، وسيكون له انعكاسات حتمية، ليس على لبنان فحسب، بل على المشرق العربي والشرق الأوسط برمته أيضاً».

الاستحقاق الرئاسي

في سياق موازٍ، قبل 3 أسابيع من موعد جلسة انتخاب الرئيس التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، لم تتفق الكتل النيابية حتى الآن على اسم مرشّح واحد يحظى بأكثرية توصله إلى قصر بعبدا.

وهنا، يرى الشريف أنه بقدر أهمية عودة لبنان إلى موقعه الطبيعي في العالم العربي، ثمّة حاجة ماسّة لعودة العرب إلى لبنان، قائلاً: «إعادة لبنان إلى العرب مسألة مهمّة للغاية، شرط ألّا يعادي أي دولة إقليمية عربية... فلدى لبنان والعرب عدوّ واحد هو إسرائيل التي تعتدي على البشر والحجر». وبغض النظر عن حتميّة بناء علاقات سياسية صحيحة ومتكافئة مع سوريا الجديدة، يلفت الشريف إلى أهمية «الدفع للتعاطي معها بإيجابية وانفتاح وفتح حوار مباشر حول موضوع النازحين والشراكة الاقتصادية وتفعيل المصالح المشتركة... ويمكن للبلدين، إذا ما حَسُنت النيّات، أن يشكلّا نموذجاً مميزاً للتعاون والتنافس تحت سقف الشراكة».

يحتاج لبنان في المرحلة المقبلة إلى مقاربة جديدة

النهوض الاقتصادي

وحقاً، يمثّل الملفّ الاقتصادي عنواناً رئيساً للبنان الجديد؛ إذ إن بناء الاقتصاد القوي يبقى المعيار الأساس لبناء الدولة واستقرارها، وعودتها إلى دورها الطبيعي. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، قال الوزير السابق محمد شقير، رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان، إن «النهوض الاقتصادي يتطلّب إقرار مجموعة من القوانين والتشريعات التي تستجلب الاستثمارات وتشجّع على استقطاب رؤوس الأموال، على أن يتصدّر الورشة التشريعية قانون الجمارك وقانون ضرائب عصري وقانون الضمان الاجتماعي».

شقير يشدّد على أهمية «إعادة هيكلة القطاع المصرفي؛ إذ لا اقتصاد من دون قطاع مصرفي». ويشير إلى أهمية «ضبط التهريب على كل طول الحدود البحرية والبرّية، علماً بأن هذا الأمر بات أسهل مع سقوط النظام السوري، الذي طالما شكّل عائقاً رئيساً أمام كل محاولات إغلاق المعابر غير الشرعية ووقف التهريب، الذي تسبب بخسائر هائلة في ميزانية الدولة، بالإضافة إلى وضع حدّ للمؤسسات غير الشرعية التي تنافس المؤسسات الشرعية وتؤثر عليها».

نقطة جمارك المصنع اللبنانية على الحدود مع سوريا (آ ف ب)

لبنان ودول الخليج

يُذكر أن الفوضى في الأسواق اللبنانية أدت إلى تراجع قدرات الدولة، ما كان سبباً في الانهيار الاقتصادي والمالي، ولذا يجدد شقير دعوته إلى «وضع حدّ للقطاع الاقتصادي السوري الذي ينشط في لبنان بخلاف الأنظمة والقوانين، والذي أثّر سلباً على النمو، ولا مانع من قوننة ليعمل بطريقة شرعية ووفق القوانين اللبنانية المرعية الإجراء». لكنه يعبّر عن تفاؤله بمستقبل لبنان السياسي والاقتصادي، قائلاً: «لا يمكن للبنان أن ينهض من دون علاقات طيّبة وسليمة مع العالم العربي، خصوصاً دول الخليج... ويجب أن تكون المهمّة الأولى للحكومة الجديدة ترسيخ العلاقات الجيّدة مع دول الخليج العربي، ولا سيما المملكة العربية السعودية التي طالما أمّنت للبنان الدعم السياسي والاقتصادي والمالي».

ضبط السلاح

على صعيد آخر، تشكّل الملفات الأمنية والعسكرية سمة المرحلة المقبلة، بخاصةٍ بعد التزام لبنان فرض سلطة الدولة على كامل أراضيها تطبيقاً للدستور والقرارات الدولية. ويعتبر الخبير العسكري والأمني العميد الركن فادي داوود، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تنفيذ القرار 1701 ومراقبة تعاطيها مع مكوّنات المجتمع اللبناني التي تحمل السلاح، هو التحدّي الأكبر أمام المؤسسات العسكرية والأمنية». ويوضح أن «ضبط الحدود والمعابر البرية مع سوريا وإسرائيل مسألة بالغة الدقة، سيما في ظل المستجدات التي تشهدها سوريا، وعدم معرفة القوة التي ستمسك بالأمن على الجانب السوري».

مكافحة المخدِّرات

وبأهمية ضبط الحدود ومنع الاختراق الأمني عبرها، يظل الوضع الداخلي تحت المجهر في ظلّ انتشار السلاح لدى معظم الأحزاب والفئات والمناطق اللبنانية، وهنا يوضح داوود أن «تفلّت السلاح في الداخل يتطلّب خطة أمنية ينفّذها الجيش والأجهزة الأمنية كافة». ويشرح أن «وضع المخيمات الفلسطينية يجب أن يبقى تحت رقابة الدولة ومنع تسرّب السلاح خارجها، إلى حين الحلّ النهائي والدائم لانتشار السلاح والمسلحين في جميع المخيمات»، منبهاً إلى «معضلة أمنية أساسية تتمثّل بمكافحة المخدرات تصنيعاً وترويجاً وتصديراً، سيما وأن هناك مناطق معروفة كانت أشبه بمحميات أمنية لعصابات المخدرات».

حقائق

علاقات لبنان مع سوريا... نصف قرن من الهيمنة

شهدت العلاقات اللبنانية - السورية العديد من المحطات والاستحقاقات، صبّت بمعظمها في مصلحة النظام السوري ومكّنته من إحكام قبضته على كلّ شاردة وواردة. وإذا كان نفوذ دمشق تصاعد منذ دخول جيشها لبنان في عام 1976، فإن جريمة اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب رينيه معوض في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 - أي يوم عيد الاستقلال - شكّلت رسالة. واستهدفت الجريمة ليس فقط الرئيس الذي أطلق مرحلة الشروع في تطبيق «اتفاق الطائف»، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحلّ كل الميليشيات المسلّحة وتسليم سلاحها للدولة، بل أيضاً كلّ من كان يحلم ببناء دولة ذات سيادة متحررة من الوصاية. ولكنْ ما إن وُضع «اتفاق الطائف» موضع التنفيذ، بدءاً بوحدانية قرار الدولة، أصرّ حافظ الأسد على استثناء سلاح «حزب الله» والتنظيمات الفلسطينية الموالية لدمشق، بوصفه «سلاح المقاومة لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلّة» ولإبقائه عامل توتر يستخدمه عند الضرورة. ثم نسف الأسد «الأب» قرار مجلس الوزراء لعام 1996 القاضي بنشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، بذريعة رفضه «تحويل الجيش حارساً للحدود الإسرائيلية».بعدها استثمر نظام دمشق انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي كان يحتلها في جنوب لبنان خلال مايو (أيار) 2000، و«جيّرها» لنفسه ليعزّز هيمنته على لبنان. غير أنه فوجئ ببيان مدوٍّ للمطارنة الموارنة برئاسة البطريرك الراحل نصر الله بطرس صفير في سبتمبر (أيلول) 2000، طالب فيه الجيش السوري بالانسحاب من لبنان؛ لأن «دوره انتفى مع جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان».مع هذا، قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، أعلن نظام بشار الأسد رغبته بالتمديد للحود ثلاث سنوات (نصف ولاية جديدة)، ورغم المعارضة النيابية الشديدة التي قادها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، مُدِّد للحود بالقوة على وقع تهديد الأسد «الابن» للحريري ووليد جنبلاط «بتحطيم لبنان فوق رأسيهما». وهذه المرة، صُدِم الأسد «الابن» بصدور القرار 1559 عن مجلس الأمن الدولي، الذي يقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان، وانسحاب الجيش السوري فوراً، وحلّ كل الميليشيات وتسليم سلاحها للدولة اللبنانية. ولذا، عمل لإقصاء الحريري وقوى المعارضة اللبنانية عن السلطة، وتوِّج هذا الإقصاء بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، ثمّ باغتيال رفيق الحريري يوم 14 فبراير (شباط) 2005، ما فجّر «ثورة الأرز» التي أدت إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان يوم 26 أبريل (نيسان)، وتبع ذلك انتخابات نيابية خسرها حلفاء النظام السوري فريق «14 آذار» المناوئ لدمشق.تراجع نفوذ دمشق في لبنان استمر بعد انسحاب جيشها بضغط أميركي مباشر. وتجلّى ذلك في «الحوار الوطني اللبناني»، الذي أفضى إلى اتخاذ قرارات بينها «ترسيم الحدود» اللبنانية السورية، وبناء علاقات دبلوماسية مع سوريا وتبادل السفراء، الأمر الذي قبله بشار الأسد على مضض. وأكمل المسار بقرار إنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري وتنظيم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات - وطال أساساً التنظيمات المتحالفة مع دمشق وعلى رأسها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» - وتحرير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. حرب 6002مع هذا، بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو (تموز) 2006، التي أعلن «حزب الله» بعدها «الانتصار على إسرائيل»، استعاد النظام السوري بعض نفوذه. وتعزز ذلك بسلسلة اغتيالات طالت خصومه في لبنان من ساسة ومفكّرين وإعلاميين وأمنيين - جميعهم من فريق «14 آذار» - وتوّج بالانقلاب العسكري الذي نفذه «حزب الله» يوم 7 مايو 2008 محتلاً بيروت ومهاجماً الجبل. وأدى هذا التطور إلى «اتفاق الدوحة» الذي منح الحزب وحلفاء دمشق «الثلث المعطِّل» في الحكومة اللبنانية، فمكّنهم من الإمساك بالسلطة.يوم 25 مايو 2008 انتخب قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وفي 13 أغسطس (آب) من العام نفسه عُقدت قمة لبنانية ـ سورية في دمشق، وصدر عنها بيان مشترك، تضمّن بنوداً عدّة أهمها: «بحث مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا، وترسيم الحدود، ومراجعة الاتفاقات وإنشاء علاقات دبلوماسية، وتبنّي المبادرة العربية للسلام». ولكن لم يتحقق من مضمون البيان، ومن «الحوار الوطني اللبناني» سوى إقامة سفارات وتبادل السفراء فقط.ختاماً، لم يقتنع النظام السوري في يوم من الأيام بالتعامل مع لبنان كدولة مستقلّة. وحتى في ذروة الحرب السورية، لم يكف عن تعقّب المعارضين السوريين الذي فرّوا إلى لبنان، فجنّد عصابات عملت على خطف العشرات منهم ونقلهم إلى سوريا. كذلك سخّر القضاء اللبناني (خصوصاً المحكمة العسكرية) للتشدد في محاكمة السوريين الذين كانوا في عداد «الجيش السوري الحرّ» والتعامل معهم كإرهابيين.أيضاً، كان للنظام السوري - عبر حلفائه اللبنانيين - الدور البارز في تعطيل الاستحقاقات الدستورية، لا سيما الانتخابات الرئاسية والنيابية وتشكيل الحكومات، بمجرد اكتشاف أن النتائج لن تكون لصالحهم. وعليه، قد يكون انتخاب الرئيس اللبناني في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، الاستحقاق الأول الذي يشهده لبنان من خارج تأثير نظام آل الأسد منذ نصف قرن.