حملة حوثية ضد الصحافيين في صنعاء والحديدة

اعتداءات واعتقالات وخطف بمناطق سيطرة الميليشيات

شعار الملتقى بقي وحيداً في المقر بعد اعتقال الحوثيين صحافيين يمنيين في صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
شعار الملتقى بقي وحيداً في المقر بعد اعتقال الحوثيين صحافيين يمنيين في صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

حملة حوثية ضد الصحافيين في صنعاء والحديدة

شعار الملتقى بقي وحيداً في المقر بعد اعتقال الحوثيين صحافيين يمنيين في صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
شعار الملتقى بقي وحيداً في المقر بعد اعتقال الحوثيين صحافيين يمنيين في صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)

واصلت الميليشيات الحوثية حملاتها المسعورة ضد الصحافيين والناشطين في صنعاء وبقية المناطق اليمنية الخاضعة لها، إذ أطلقت العنان لمسلحيها، أمس، لدهم ندوة صحافية مناهضة لخطاب الكراهية في الإعلام، والإقدام على اختطاف نحو 20 صحافياً من بينهم نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق عبد الباري طاهر.
وتزامن خطف الصحافيين من قبل الجماعة الحوثية مع قيام أحد قياداتها بالاعتداء على صحافي آخر في العاصمة صنعاء وإصابة شقيقه بطلق ناري في منطقة صرف، شرقي المدينة، وذلك غداة شن عناصرها حملة ملاحقة للصحافيين في مدينة الحديدة أسفرت عن اختطاف ثلاثة منهم.
ولقي السلوك الحوثي المسعور تجاه حمَلة الأقلام والناشطين السلميين إدانات من الحكومة الشرعية والمنظمات المحلية والدولية وسط دعوات للأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل التدخل لوضع حد لجرائم الميليشيات في حق الصحافيين والناشطين اليمنيين.
وفي هذا السياق أفاد شهود وصحافيين لـ«الشرق الأوسط»، بأن مسلحين حوثيين قاموا، أمس، باقتحام إحدى القاعات في فندق «كمفورت» في صنعاء، حيث كانت تقام ندوة لإطلاق إعلان يجابه «خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام اليمنية»، وهو ما اعتبرته الجماعة -كما يبدو- نشاطاً معادياً لها، ما حملها على اقتحام مكان الندوة.
وقالت المصادر إن الجماعة قامت على الفور باعتقال أكثر من 20 صحافياً كانوا مشاركين في الندوة التي تم تنظيمها بالتعاون مع منظمة «اليونيسكو» التابعة للأمم المتحدة، وقامت باقتيادهم إلى مكان مجهول، وفي صدارتهم نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق والناشط والكاتب السياسي المعروف عبد الباري طاهر.
وذكر عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين نبيل الأسيدي، في بيان أن من بين المختطفين المشاركين في الندوة كلاً من: أشرف الريفي، وعادل عبد المغني، وزكريا الحسامي، وفاطمة الأغبري، ومعين النجري، ومحمد شمسان.
وحسب المصادر نفسها التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط» رضخت الجماعة بعد ساعات من اعتقال الصحافيين لإطلاق 18 منهم، في الوقت الذي رفضت إطلاق الصحافيين أشرف الريفي وعادل عبد المغني، وإياد الموسمي مراسل إحدى القنوات التلفزيونية العراقية، إذ لا يزالون في أحد المعتقلات التي يديرها جهاز الأمن القومي الخاضع لسيطرة الميليشيات في صنعاء.
وذكرت المصادر أن المسلحين الحوثيين زعموا أن اعتقالهم للصحافيين من داخل الندوة جاء لعدم التنسيق مع الجماعة مسبقاً من أجل إقامة مثل هذه الفعالية، في ظل سعي الجماعة إلى الهيمنة على كل شاردة وواردة في مناطق سيطرتها، وعدم السماح بأي أنشطة إنسانية أو ثقافية لا تحصل على موافقتها المسبقة.
وكشف أحد الصحافيين المفرج عنهم، طالباً عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، تفاصيل الاقتحام الحوثي للندوة قائلاً: «كنا في المؤتمر الصحافي الخاص بالفعالية الختامية لمشروع (مواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام اليمنية) في مكان الفعالية بفندق كمفورت قبل أن يقتحم بعدها بنصف ساعة ثلاثة من عناصر الحوثيين المكان معرّفين أنفسهم بأنهم من الأمن القومي التابع للجماعة وأن جميع من في القاعة موقوفون».
ويضيف: «بعد نصف ساعة أخرى امتلأ الفندق بالمسلحين من عناصر الجماعة وتم اقتيادنا على متن عربتين عسكريتين إلى مبنى جهاز الأمن القومي الخاضع للميليشيات، حيث قاموا باحتجازنا داخل مطبخ لا تتجاوز مساحته ثلاثة أمتار مربعة، قبل أن يقوم أحد عناصرهم بإلقاء خطبة تحدث فيها على حد زعمه عن الدور المشبوه للمنظمات الدولية وعن أن القانون يمنع المنظمات المحلية من أخذ دعم المنظمات الدولية».
وذكر الصحافي المفرج عنه أن «عناصر الجماعة جعلتهم يوقّعون على تعهدات خطية بعدم حضور أي مؤتمر صحافي أو فعالية إلا بعد إبلاغهم، كما أخذت منهم تعهداً بالحضور إلى مبنى الأمن القومي في أي وقت يُطلب منهم ذلك».
وأكد أنه «تم الإفراج عن الجميع باستثناء عادل عبد المغني وأشرف الريفي وإياد الموسمي، مراسل قناة (روداو)، وشخص آخر لقبه الشلالي، كانوا في انتظار أن تعيد إليهم الميليشيات الحوثية معدات التصوير التابعة لهم»، مشيرا إلى أنه لم يتم الإفراج عنهم حتى لحظة تصريحه عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت صنعاء.
وأدان وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، السلوك الحوثي بحق المعتقلين في بيان رسمي، وقال إن جريمة الميليشيات الحوثية بحق الصحافيين تؤكد من جديد منهجها القائم على قمع الحريات ومصادرة الآراء، والتنكيل بالسياسيين والإعلاميين، واختطافهم بصورة غير قانونية، والزج بهم في المعتقلات، وممارسة أبشع صنوف التعذيب والإرهاب النفسي، وكلها جرائم لن تسقط بالتقادم، وسيقدَّم المتورطون فيها للمحاسبة».
وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي لليمن، بالضغط على الميليشيات للإفراج الفوري عن المختطفين وفي مقدمتهم نقيب الصحافيين الأسبق عبد الباري طاهر، والصحافيون أشرف الريفي وعادل عبد المغني ومحمد شمسان ومعين النجري وفاطمة الأغبري وزكريا الحسامي ومحمد الجيلاني.
‏وقال الإرياني إن «المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة اليونيسكو مطالَبة بإدانة واستنكار الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا الحوثية الإيرانية بشكل يومي بحق السياسيين والإعلاميين والصحافيين وآخرها جريمة اختطاف 20 سياسياً وصحافياً وإعلامياً بسبب تنظيمهم فعالية حول نبذ خطاب الكراهية والتحريض».
في غضون ذلك، أصدر الصحافي في مؤسسة «الثورة للصحافة» شوقي العباسي، بياناً في صفحته على «فيسبوك»، قال فيه إن القيادي الحوثي المعيّن نائباً لمدير أمن مديرية بني حشيش شرق العاصمة صنعاء ويدعى أبو حامد الحنمي، قام رفقة مسلحين على عربة عسكرية بالاعتداء عليه بأعقاب البنادق والتهجم عليه وعلى ابنه أمام منزلهما في منطقة صرف قبل أن يقوم بإطلاق النار ويصيب شقيق العباسي بطلق ناري.
إلى ذلك، أفاد ناشطون في مدينة الحديدة بأن الجماعة الحوثية صعّدت من حملاتها ضد الصحافيين والناشطين، وقامت أول من أمس (الأربعاء)، باختطاف ثلاثة من طلبة كلية الإعلام في جامعة الحديدة، بعد أن تعقّبتهم إلى أحد المحلات داخل المدينة واقتادتهم إلى مكان مجهول يرجَّح أنه أحد سجونها السرية.
وذكر الناشطون أن المختطفين الثلاثة هم الفنان محمد الميسري، والصحافي بلال العريفي، والمصور محمد الصلاحي، وجميعهم من طلبة كلية الإعلام ولا علاقة لهم بأي نشاط خلال الفترة الراهنة تجنباً منهم لإثارة غضب الميليشيات التي تترصد جميع تحركات الإعلاميين والناشطين.
ولا يزال نحو 13 صحافياً يمنياً يقبعون في سجون الجماعة الموالية لإيران بتهم مزعومة، حيث مضى على بعضهم في الاعتقال أكثر من أربع سنوات، وسط صمت دولي إزاء هذه الجرائم الحوثية التي يقول الناشطون اليمنيون إنها الأشد انتهاكاً لكل المواثيق الدولية بحق أصحاب الرأي والناشطين المدنيين.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».