وزير يمني يتهم قطر بالتحالف مع إيران لتعطيل إدانة الحوثيين دولياً

TT

وزير يمني يتهم قطر بالتحالف مع إيران لتعطيل إدانة الحوثيين دولياً

اتهم مسؤول في الحكومة اليمنية قطر بأنها تحاول بكل إمكاناتها المالية واللوجيستية وقف أو تعطيل أي قرارات قد تصدر من الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها لإدانة أعمال الميليشيات الحوثية، وذلك عبر تحالفات مع عدد من الدول والمنظمات المناهضة للحكومة الشرعية.
«ولم تقف التحركات القطرية عند حد التحالفات، بل قدمت الدعم المادي لعدد من الجهات التي ترى فيها ومن خلالها توجهاً لضرب الملف اليمني في الأمم المتحدة، واللجان المنبثقة من الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، والتي كان آخرها الدعم المالي لـ«فريق الخبراء» بنحو 4 ملايين دولار» بحسب وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر.
وقال عسكر لـ«الشرق الأوسط» إن قطر دخلت في شراكة استراتيجية مع إيران لتسويق الحالة الإنسانية وما تعيشه المناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين، وأصبحت الدوحة تعمل في ملف حقوق الإنسان بشكل كبير وسخّرت كل إمكاناتها واستثماراتها السابقة في القوى الناعمة لتوجه العيون والآذان إلى ما هو مخالف للواقع على الأرض، وكان ذلك واضحاً في تمسكها بدعم فريق الخبراء، والتصويت على القرار الهولندي في مجلس حقوق الإنسان مخالفة دول من أميركا اللاتينية التي وقفت ضد القرار.
وتابع عسكر: «الحكومة اليمنية تواجه تحالفات في أروقة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها في الملف الحقوقي، وهناك «لوبيات» (جماعات ضغط) مدعومة من أطراف دولية، ومن أطراف إقليمية، إذ تعمل إيران في الجانب الإقليمي بالوقوف ضد الحكومة الشرعية، من خلال «لوبيات» منتشرة في أوروبا وفي بعض مراكز الأمم المتحدة والناشطين الذي ينصب توجههم وتركيزهم في الملف اليمني، ونرى ذلك جليا في الكثير من الفعاليات التي تجري في أوروبا».
وأكد أن (جماعات الضغط) المدعومة من قطر تستغل بعض الحالات والأوضاع في المناطق المحررة والتي يجب إصلاحها رغم أنها لم ترتقِ إلى أعمال ضد الإنسانية وهي أشبه ما تكون بالجنائية، وتفعّلها على المستوى الدولي، مشدداً على أن العمل جارٍ لتصحيح الوضع بالشكل النموذجي في الأراضي المحررة.
وأشار عسكر إلى أن هناك شقين يجب معرفتهما في ملف حقوق الإنسان، إذ أن القرار يتخذ من خلال تصويت دولي، وهذا التصويت يبنى على مواقف تلك الدول السياسية، وهنا ندرك أن تصويت قطر على «قرار مجلس حقوق الإنسان» هو سياسي صرف ولا يفهم منه تأثرا بما يجري على أرض الواقع، وفي هذا الجانب تكون هناك جلسات دورية ودائمة قبل التصويت مع السفراء وتعمل الحكومة اليمنية الشرعية على إقناعهم لكنهم مرتبطون بعواصمهم في اتخاذ قرار الموافقة، أو الامتناع، أو الرفض، ولذلك يجب العمل على العواصم لكسب تأييدها.
وأوضح أن وزارة حقوق الإنسان اليمنية تعمل على تصحيح حالة التشتت وعدم الانتظام وفق استراتيجية جديدة حتى تستطيع التعامل مع هذه التحديات، والتي لم تعد حالة تخص جماعة من الحوثيين يتواصلون مع بعض الدول الغربية، بل أصبح هناك تكتل غربي وإقليمي واضح، وملايين من الدولارات تدفع على أنشطة مضادة للتحالف العربي والحكومة الشرعية.
وشدد الوزير على أهمية دعم ملف حقوق الإنسان بشكل كبير إذ لا يقل في أهميته عن الدعم العسكري لمواجهة هذه التكتلات على المستوى الدولي، خصوصاً أن هذه حرب كبيرة في المنظمات كافة تدار ويصرف عليها من دول تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار واستمرار الحالة على ما هي عليه.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.