الجيش الإسرائيلي يستضيف رئيس أركان الجيش الأذربيجاني

TT

الجيش الإسرائيلي يستضيف رئيس أركان الجيش الأذربيجاني

في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها، وصل رئيس أركان جيش أذربيجان، نجم الدين صادِقوف، إلى تل أبيب، وعقد سلسلة اجتماعات مع قادتها، استهلها بلقاء نظيره الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، وكبار هيئة رئاسة الأركان. وقال الناطق بلسان الجيش، إن هدف الزيارة هو «بحث سبل توطيد العلاقات العسكرية، وإنجاز صفقات أمنية». وسيقوم بتفقد وحدات عسكرية مختلفة في الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، ويحتمل أن يعقد لقاءات سياسية أيضا.
واعتبرت أوساط سياسية هذه الزيارة، تأكيدا على عمق التطور في علاقات البلدين، ورأت فيها خطوة متقدمة في علاقات إسرائيل مع الدول الإسلامية. وأكدت أن صفقات السلاح التي يتم بحثها، تقدر بمئات ملايين الدولارات، وتشمل: طائرات من دون طيار، بينها طائرات انتحارية من دون طيار من طراز «هاروف» التي تصنعها شركة صناعات الطيران الإسرائيلية (IAI)، وأنظمة صاروخية من صناعة «رفائيل - شبكة تطوير الوسائل القتالية» الإسرائيلية، أنظمة رادارات حديثة وتقنيات تكنولوجية متطورة تتعلق بالطائرات المسيّرة. وهناك احتمال للبحث في صفقة تشتري بموجبها أذربيجان منظومة اعتراض الصواريخ «القبة الحديدية».
وقالت مصادر عسكرية، إن زيارة صادِقوف تعد رسالة واضحة لإيران، نظرا لموقع أذربيجان الاستراتيجي وحدودها الواسعة معها، وأشارت إلى أن أذربيجان حافظت على علاقات وثيقة مع إسرائيل عززتها في السنوات الأخيرة.
المعروف أن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأذربيجان بدأت في العام 1992 بعد وقت قصير من انسحاب أذربيجان من الاتحاد السوفياتي، وذلك على أثر مؤتمر مدريد للسلام بين إسرائيل والدول العربية. وقد افتتحت إسرائيل سفارة لها في باكو، إلا أن الأذريين لم يرسلوا بعد سفيراً لبلادهم إلى إسرائيل. وقد تطورت العلاقات بين البلدين، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، حيث باتت إسرائيل تعتمد على أذربيجان بتزويدها بثلثي النفط المستهلك فيها. وقد زار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أذربيجان في ديسمبر (كانون الأول) من العام 2016. وكشف الرئيس الأذري، إلهام علييف، يومها، أن بلاده أبرمت صفقات أمنية مع إسرائيل بقيمة 5 مليارات دولار. وفي شهر أبريل (نيسان) الماضي، كشف شريط مصوّر أعد للترويج لجيش أذربيجان، استخدام أنظمة أسلحة متقدمة من تطوير شركات صناعات الأسلحة الإسرائيلية، كشف عنها لأول مرة. وكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن وفدا أذريا زار إسرائيل سرا، في الرابع عشر من شهر مايو (أيار) الماضي، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس. وبحسب الصحيفة، تألف الوفد من كبار المسؤولين في الحكومة، وذلك للمشاركة في اللقاء الحكومي الأول للجنة الاقتصادية لتعزيز العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان. ومكث الوفد الأذري، الذي يتألف من وزير الضرائب وعدد من نواب الوزراء، مدة ثلاثة أيام في إسرائيل. وكان هدف اللقاء هو فحص الطرق لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين.
وتجدر الإشارة إلى أن الصناعات الجوية الإسرائيلية أبرمت صفقة صواريخ مع الهند أيضا، في الأيام الأخيرة، بقيمة 777 مليون دولار، بموجبها ستزودها بصواريخ من طراز «باراك 8» التي ستكون بخدمة سلاح البحرية الهندي. وتشمل منظومة الصواريخ الدفاعية «باراك 8»، أجهزة رادار إلكتروني، ومركز مراقبة وتحكم، منصات إطلاق وقاذفات مزودة برؤوس متطورة. وبإبرام هذه الصفقة، تصل مبيعات الصناعات الجوية للمنظومة الصاروخية «باراك» إلى 6 مليارات دولار، من خلال عقود وصفقات أبرمتها الشركة في السنوات الماضية، حصة الهند منها 1.6 مليار دولار. ووقعت الشركة الإسرائيلية الصفقة مع الشركة الحكومية الهندية «BEL». ووفقا لسياسة الحكومة الهندية، فإن غالبية عملية إنتاج الصواريخ، ستتم في الهند وليس في مصانع الشركة الإسرائيلية في البلاد.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.