وزير النقل السعودي: القطاع الخاص شريك في إدارة وتصميم أنماط مشروعاتنا

15 مليار دولار قيمة اتفاقيات الوزارة في «منتدى الاستثمار»

TT

وزير النقل السعودي: القطاع الخاص شريك في إدارة وتصميم أنماط مشروعاتنا

قال الدكتور نبيل العامودي، وزير النقل السعودي، إن قطاع النقل يسهم في تحقيق مردود إيجابي في الاقتصاد السعودي، وذلك من خلال عدد من القطاعات التي تتضمن الحركة التجارية في مرافق الاستيراد والتصدير، مما يسهل العملية التجارية، إضافة إلى قطاع النقل الداخلي، الذي يعتبر واحداً من القطاعات المربحة للمستثمرين.
وقال الدكتور العامودي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أمس، على هامش منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار»، إن تلك القطاعات تعمل على توفير وظائف وحركة تجارية، مما يجعل قطاع النقل أحد القطاعات النشطة في الاقتصاد السعودي.
وأضاف أن «توقيع الاتفاقيات الأخيرة بقيمة 50 مليار دولار، كان لوزارة النقل منها 15 مليار دولار، دلالة على الثقة في الاقتصاد السعودي»، مشيراً إلى وجود اهتمام من الحضور من مستثمرين عالميين بما يطرح من فرص وتعاون في المنتدى. وحول استراتيجية الوزارة، قال الوزير العامودي إن «الاستراتيجية مكتملة وتبقى الآن التنفيذ».
وكان الوزير أكد أن الوزارة تعمل بجهدٍ لرفع الكفاءة في قطاع النقل من خلال الإنجازات على أرض الواقع، ومواجهة التحديات المختلفة، سواء من ناحية الأعباء المالية أو البيئية، مشيراً إلى وجود شواهد وإنجازات كثيرة ملحوظة على مختلف الأصعدة في البلاد.
وقال خلال مشاركته أول من أمس في جلسة بعنوان «مستقبل غامر»، «إن قطاع النقل أحد القطاعات الحيوية التي لا غنى عنها، في ظل التطور والتحول الرقمي المتسارع».
وأضاف: «ومن خلال المدن الذكية التي سنتمكن من تفعيلها بشكل يتوافق ويتلاءم مع كافة الوسائل الأخرى، كما هو في المترو وتنظيم الحركة المرورية والنقل العام، جميعها تعمل بتناسق، إضافة إلى الاستفادة من البنى التحتية بالشراكة مع القطاع الخاص للتشغيل والتمويل والاستدامة لهذه المدن بكفاءة عالية».
وعن الاستفادة من البنى التحتية، بيَّن العامودي أن الاستثمار على سبيل المثال في قطاع الطاقة خطى خطوات عديدة، حيث وضعت الدولة عدة استثمارات من خلال عدة مشاريع مع صندوق الاستثمارات العامة نحو تنويع القاعدة الاقتصادية وتنمية الصادرات غير النفطية، ويبرز ذلك من خلال التوجه في مشاريع «أرامكو» وكذلك شركة «سابك» من خلال مشاريع الصناعات التحويلية، التي بدورها تعود على قطاع النقل كمكمل لهذه العملية الاقتصادية في الخدمات المقدمة، وبالتالي مشاركة القطاع الخاص وتخفيف العبء عن الاستثمارات الرأسمالية للدولة.
وأشار إلى أن ما تشهده فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار تدعم جهود المملكة للعمل على التنوع والاستثمار في التقنية من خلال عدد من المشاريع النوعية، نحو التحول الرقمي.
وأفاد الدكتور العامودي بأن الوزارة تعمل مع القطاع الخاص لوضع المنهجيات الصحيحة في إدارة وتصميم المشاريع بكفاءة، وتنفيذها باحترافية، وتطبيقها على كافة أنماط النقل، سواء السككي أو البري أو الجوي أو البحري.
وعن مدى استفادة قطاع النقل من التحول الرقمي، قال: «بدأنا بعمليات التحول الرقمي من خلال رفع مستوى الانتظام في عمليات الاستيراد والتصدير للسلع والبضائع في الموانئ، وكذلك إدارة الشاحنات عبر أنظمة التتبع، وذلك انعكس إيجابياً على رفع مستوى السلامة في الطرق».
وحول التحديات التي تواجه المستثمرين في النقل عبر الحدود، وما إذا كانت هناك حلول في استخدام التقنية، بيَّن أن الهيئة العامة للجمارك لديها اتفاقيات مع الإمارات وكذلك البحرين، التي رفعت انسيابية النقل، إضافة إلى العمل على حلول تقنية «البلوك تشين» مع بعض الشركات المتخصصة، التي تدعم تنظيم تبادل المعلومات لتكون أسرع وأكثر أمناً وكفاءة في إنهاء عمليات الدخول والخروج عبر الحدود للشاحنات للحد من هذه التحديات.



الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

ورقة نقدية صينية (رويترز)
ورقة نقدية صينية (رويترز)
TT

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

ورقة نقدية صينية (رويترز)
ورقة نقدية صينية (رويترز)

يدرس القادة والمسؤولون الصينيون السماح بانخفاض قيمة اليوان في عام 2025، في وقت يستعدون فيه لفرض الولايات المتحدة رسوماً تجارية أعلى، في ظل رئاسة دونالد ترمب الثانية.

وتعكس هذه الخطوة إدراك الصين أنها بحاجة إلى تحفيز اقتصادي أكبر، لمواجهة تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية مرتفعة، وفقاً لمصادر مطلعة على المناقشات. وكان ترمب قد صرح سابقاً بأنه يخطط لفرض ضريبة استيراد عالمية بنسبة 10 في المائة، إضافة إلى رسوم بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وسيسهم السماح لليوان بالضعف في جعل الصادرات الصينية أكثر تنافسية، مما يساعد على تقليص تأثير الرسوم الجمركية ويساهم في خلق بيئة نقدية أكثر مرونة في الصين.

وقد تحدثت «رويترز» مع 3 مصادر على دراية بالمناقشات المتعلقة بخفض قيمة اليوان؛ لكنهم طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم تفويضهم بالحديث علناً حول هذه المسألة. وأكدت المصادر أن السماح لليوان بالضعف في العام المقبل سيكون خطوة بعيدة عن السياسة المعتادة التي تعتمدها الصين في الحفاظ على استقرار سعر الصرف.

وبينما من غير المتوقع أن يعلن البنك المركزي الصيني عن توقفه عن دعم العملة، فإنه من المتوقع أن يركز على منح الأسواق مزيداً من السلطة في تحديد قيمة اليوان.

وفي اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة التي تتخذ القرارات بين مسؤولي الحزب الشيوعي، هذا الأسبوع، تعهدت الصين بتبني سياسة نقدية «ميسرة بشكل مناسب» في العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها الصين تخفيفاً في سياستها النقدية منذ نحو 14 عاماً. كما لم تتضمن تعليقات الاجتماع أي إشارة إلى ضرورة الحفاظ على «استقرار اليوان بشكل أساسي»، وهو ما تم ذكره آخر مرة في يوليو (تموز)؛ لكنه غاب عن البيان الصادر في سبتمبر (أيلول).

وكانت سياسة اليوان محوراً رئيسياً في ملاحظات المحللين الماليين ومناقشات مراكز الفكر هذا العام. وفي ورقة بحثية نشرتها مؤسسة «China Finance 40 Forum» الأسبوع الماضي، اقترح المحللون أن تتحول الصين مؤقتاً من ربط اليوان بالدولار الأميركي إلى ربطه بسلة من العملات غير الدولارية؛ خصوصاً اليورو، لضمان مرونة سعر الصرف في ظل التوترات التجارية المستمرة.

وقال مصدر ثالث مطلع على تفكير بنك الشعب الصيني لـ«رويترز»، إن البنك المركزي يدرس إمكانية خفض قيمة اليوان إلى 7.5 مقابل الدولار، لمواجهة أي صدمات تجارية محتملة، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 3.5 في المائة تقريباً عن المستويات الحالية البالغة 7.25.

وخلال ولاية ترمب الأولى، ضعُف اليوان بنسبة تزيد على 12 في المائة مقابل الدولار، خلال سلسلة من إعلانات الرسوم الجمركية المتبادلة بين مارس (آذار) 2018، ومايو (أيار) 2020.

اختيار صعب

قد يساعد ضعف اليوان ثاني أكبر اقتصاد في العالم على تحقيق هدف نمو اقتصادي صعب بنسبة 5 في المائة، وتخفيف الضغوط الانكماشية عبر تعزيز أرباح الصادرات، وجعل السلع المستوردة أكثر تكلفة. وفي حال تراجع الصادرات بشكل حاد، قد يكون لدى السلطات سبب إضافي لاستخدام العملة الضعيفة كأداة لحماية القطاع الوحيد في الاقتصاد الذي لا يزال يعمل بشكل جيد.

وقال فريد نيومان، كبير خبراء الاقتصاد في آسيا، في بنك «إتش إس بي سي»: «من الإنصاف القول إن هذا خيار سياسي. تعديلات العملة مطروحة على الطاولة كأداة يمكن استخدامها لتخفيف آثار الرسوم الجمركية». وأضاف أنه رغم ذلك، فإن هذا الخيار سيكون قصير النظر.

وأشار نيومان إلى أنه «إذا خفضت الصين قيمة عملتها بشكل عدواني، فإن هذا يزيد من خطر فرض سلسلة من الرسوم الجمركية، ويُحتمل أن تقول الدول الأخرى: إذا كانت العملة الصينية تضعف بشكل كبير، فقد لا يكون أمامنا خيار سوى فرض قيود على الواردات من الصين بأنفسنا». وبالتالي، هناك مخاطر واضحة من استخدام سياسة نقدية عدوانية للغاية؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف من الشركاء التجاريين الآخرين، وهو ما لا يصب في مصلحة الصين.

ويتوقع المحللون أن ينخفض اليوان إلى 7.37 مقابل الدولار بحلول نهاية العام المقبل. ومنذ نهاية سبتمبر، فقدت العملة نحو 4 في المائة من قيمتها مقابل الدولار.

وفي الماضي، تمكن البنك المركزي الصيني من احتواء التقلبات والتحركات غير المنظمة في اليوان، من خلال تحديد معدل التوجيه اليومي للأسواق، فضلاً عن تدخل البنوك الحكومية لشراء وبيع العملة في الأسواق.

وقد واجه اليوان -أو «الرنمينبي» كما يُسمَّى أحياناً- صعوبات منذ عام 2022؛ حيث تأثر بالاقتصاد الضعيف، وتراجع تدفقات رأس المال الأجنبي إلى الأسواق الصينية. كما أن أسعار الفائدة الأميركية المرتفعة، إلى جانب انخفاض أسعار الفائدة الصينية قد ضاعفت من الضغوط على العملة.

وفي الأيام القادمة، ستناقش السلطات الصينية التوقعات الاقتصادية لعام 2025، بما في ذلك النمو الاقتصادي والعجز في الموازنة، فضلاً عن الأهداف المالية الأخرى، ولكن دون تقديم استشرافات كبيرة في هذا السياق.

وفي ملخصات مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي CEWC)) لأعوام 2020 و2022 و2023، تم تضمين التعهد بـ«الحفاظ على الاستقرار الأساسي لسعر صرف الرنمينبي عند مستوى معقول ومتوازن». إلا أنه لم يُدرج في ملخصات المؤتمر لعامي 2019 و2021.

ويوم الثلاثاء، انخفضت العملة الصينية بنحو 0.3 في المائة إلى 7.2803 مقابل الدولار. كما انخفض الوون الكوري، وكذلك الدولار الأسترالي والنيوزيلندي الحساسان للصين، في حين لامس الدولار الأسترالي أدنى مستوى له في عام عند 0.6341 دولار.