قمة السيسي والبشير في الخرطوم اليوم... بتوقيع 12 اتفاقية

القاهرة والخرطوم تجيزان تفاهمات حول الزراعة والتعليم والإعلام والتنسيق بشأن ليبيا

وزيرا خارجية مصر والسودان، سامح شكري والدرديري أحمد، خلال اجتماع اللجنة الوزارية المصرية - السودانية في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية مصر والسودان، سامح شكري والدرديري أحمد، خلال اجتماع اللجنة الوزارية المصرية - السودانية في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

قمة السيسي والبشير في الخرطوم اليوم... بتوقيع 12 اتفاقية

وزيرا خارجية مصر والسودان، سامح شكري والدرديري أحمد، خلال اجتماع اللجنة الوزارية المصرية - السودانية في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية مصر والسودان، سامح شكري والدرديري أحمد، خلال اجتماع اللجنة الوزارية المصرية - السودانية في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

تحتضن الخرطوم اليوم قمة سودانية - مصرية، في إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، حيث يشهد الرئيسان توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات، أجازتها اللجنة الوزارية، ويبلغ عددها 12 مذكرة واتفاقية. ويصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، إلى العاصمة السودانية، للقاء نظيره السوداني عمر البشير.
وأقر البلدان آلية اجتماع للجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسي، للمرة الأولى في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، بقصر الاتحادية بالقاهرة. والقمة المقرر انعقادها اليوم (الخميس) هي الثانية من نوعها في إطار الآلية.
واستضافت الخرطوم أمس، اجتماعات اللجنتين الفنية والوزارية المشتركة، برئاسة وزيري خارجية البلدين. واتفق الجانبان على تنسيق مواقفهما تجاه الوضع الليبي، وأبديا حرصهما على حل المشكل الليبي عبر مبادرة دول الجوار والمبادرات الإقليمية والدولية الأخرى، كما اتفقا على مواصلة بحث الخلافات الحدودية وقضية الحظر التجاري على سلع مصرية، وأجازا 12 مذكرة تفاهم واتفاقية مشتركة.
ووقّع وزيرا الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد والمصري سامح شكري أمس بياناً ختامياً، عقب اجتماعات اللجنة الوزارية السودانية المصرية الممهدة لقمة الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي اليوم، والتي يشهدا خلالها توقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي أجازتها اللجنة الوزارية والبالغ عددها 12 مذكرة واتفاقية.
وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد للصحافيين أمس، إن وزيري التجارة في كل من مصر والسودان يجريان تشاورا مستمرا لرفع الحظر التجاري السوداني على بعض السلع المصرية، وأضاف: «القاعدة أن لا حظر على مصر، بل هناك قائمة تشمل مصر ودولا أخرى، وفيما يتعلق بالحظر المصري، يتم التباحث على مستوى وزيري التجارة في البلدين». وأكد الوزير سامح شكري ما ذهب إليه رصيفه السوداني بقوله: «المشاورات التي جرت بين وزيري التجارة كانت إيجابية وهادفة، حول حل وكيفية رفع الحظر التجاري، ودعم النشاط والحركة التجارية بين البلدين».
وأشار البيان الختامي للاجتماعات إلى الاتفاق بين البلدين على التنسيق بشأن «الوضع الليبي». وفي إجابة على سؤال بشأن التنسيق، اتفق الوزيران على أهمية حل المشكل الليبي استنادا على المواثيق المتفق عليها مع الجانب الليبي. وقال الوزير الدرديري: «نحن نحرص على التشاور المستمر كلما أتيحت لنا فرصة وذلك لبحث سبل مساعدة الإخوة في ليبيا للتوصل إلى تسوية لخلافاتهما».
وبدوره، كشف الوزير شكري عن «حرص مصري سوداني على حل المشكل الليبي»، وأن البلدين يشاركان في مبادرة دول الجوار والمبادرات الإقليمية والدولية الأخرى المتعلقة، لحل القضية وتعزيز مؤسسات الدولة الليبية، وأضاف: «التعاون بين وزير خارجية مصر والسودان يأتي في إطار حضورهما المشترك في كثير من الفعاليات، في إطار دول الجوار، وهو يثري الحوار والمبادرة للتوصل لحل مناسب لهذه الأزمة».
ولم يقدم المسؤولان البارزان إجابات محددة على سؤال النزاع الحدودي بين البلدين، وخاصة «مثلث حلايب»، واكتفيا بالقول إن كل القضايا يتم التداول حولها «وليست هناك قضية خارج إطار البحث، بروح تبحث مصالح البلدين وتعزز القواسم المشتركة»، وقال شكري: «لا أقول إن هناك خلافات بين مصر والسودان، هناك رؤى وهذه الرؤى تطرح للتشاور».
ووقّع وزير الخارجية البيان الختامي لاجتماعات اللجنة الوزارية، وتضمن توقيع 12 مذكرة تفاهم واتفاقية، وهي «مذكرة تفاهم دبلوماسية، مذكرة تفاهم في تبادل الخبرات بين وزارتي الخارجية، التفاهم بين نقطة التجارة الخارجية السودانية والمصرية، إنشاء مزرعة نموذجية للمحاصيل البستانية، التفاهم لمكافحة دودة الحشد الخريفية، برنامج تنفيذي شبابي، وآخر بين هيئتي الإذاعة والتلفزيون في البلدين، وفي مجال التعليم العالي والبحث العلمي، تجديد البرنامج التنفيذي في المجال الصحي، مذكرة تفاهم في مجال الهجرة، تعاون فني بين وزارتي العمل، ميثاق الشرف الصحافي».
وينتظر توقيع مذكرات التفاهم التي أجيزت من قبل اللجنة الوزارية السودانية المصرية المشتركة أمس، بحضور الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي اليوم بالخرطوم، لتنفيذ توجيهات رئيسي البلدين الصادرة في يوليو (تموز) الماضي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.