يتعين على برشلونة الإسباني إظهار معدنه من دون نجمه الأول المصاب، الأرجنتيني ليونيل ميسي، عندما يستقبل إنتر ميلان الإيطالي اليوم في الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم. وإلى جانب مواجهة برشلونة وإنتر ميلان، تشهد مباريات اليوم مباراتي قمة أيضا، تجمع الأولى بوروسيا دورتموند الألماني وأتلتيكو مدريد الإسباني، والثانية باريس سان جيرمان الفرنسي ونابولي الإيطالي.
ويعول برشلونة على قدرة باقي مهاجميه على تعويض ميسي الغائب حتى منتصف الشهر المقبل، لإصابته بكسر في يده اليمنى خلال المباراة الأخيرة للكاتالونيين ضد إشبيلية (4 - 2) في الدوري الإسباني الذي يتصدر ترتيبه بعد تسع مراحل. وقدم أفضل لاعب في العالم خمس مرات بداية رائعة مع فريقه، مسجلا 12 هدفا و6 تمريرات حاسمة في 12 مباراة رسمية، من دون باقي المحاولات الخطيرة والكرات التي هزت القائم والعارضة!
وقال مدرب برشلونة أرنستو فالفيردي: «نستعد لذلك؛ لكن دون شك سنشعر بغياب ميسي. هو لاعب أساسي بالنسبة إلينا». وأكد فالفيردي الذي يعاب عليه الاعتماد الكبير على «الساحر الصغير»، أنه لن يغير خطته التكتيكية، وأن «فكرة اللعب ستبقى عينها». وفي ظل غياب ميسي، يأمل عشاق الفريق الكاتالوني في أن يرفع المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز (31 عاما) منسوب فاعليته، للتذكير بمستوياته السابقة، على غرار موسم 2016، عندما أحرز لقب هداف الدوري مع 40 هدفا.
وبالإضافة إلى سواريز الذي عرف أخيرا مشكلات في ركبته، تتركز الأضواء على الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي (21 عاما)، فرغم بدايته القوية (5 أهداف) هذا الموسم، كان أداؤه مخيبا السبت أمام إشبيلية، ويأمل مدربه في تطوير مستواه لتعويض غياب ملهم الفريق: «ننتظر منه الكثير. نعرف أن بمقدوره التحسن». ونظرا لافتقاد ميسي، تظهر مرة جديدة مشكلة إبعاد الجناح البرازيلي مالكوم عن التشكيلة بعد منافسة روما الإيطالي على ضمه الصيف الماضي، وإنفاق 41 مليون يورو للحصول على خدماته. ولم يخض مالكوم (21 عاما) سوى 25 دقيقة هذا الموسم، حتى أن مدربه اعتمد على الإسباني - المغربي منير الحدادي، والبرازيلي رافينيا، لإنعاش تشكيلته. وإلى جانب رافينيا، يواجه مواطنه فيليب كوتينيو فريقه السابق إنتر ميلان، الذي دافع عن ألوانه بين 2012 و2013.
بدوره، يخوض إنتر المباراة بعد فوزه على جاره ميلان بهدف قاتل من قائده وهدافه الأرجنتيني ماورو إيكاردي، ليحقق فوزه الخامس على التوالي في الدوري ويحتل المركز الثالث. وسيقطع الفائز في المباراة شوطا كبيرا نحو دور الـ16، بعد فوزهما في أول مباراتين ضمن المجموعة الثانية على توتنهام الإنجليزي وأيندهوفن، اللذين يلتقيان على أرض الأخير.
وتشهد المجموعة الثالثة مواجهة نارية بين باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه نابولي الإيطالي، على ملعب «بارك دي برانس»، فيما يستقبل ليفربول الإنجليزي النجم الأحمر الصربي. ويتصدر نابولي الترتيب بأربع نقاط بعد فوزه القاتل على ليفربول بهدف لورنتسو إنسينيي، بفارق نقطة عن سان جيرمان وليفربول. ويخوض سان جيرمان المباراة بعد تحقيقه عشرة انتصارات متتالية في الدوري المحلي في مسار بالغ السهولة للحفاظ على لقبه. لكن المسابقة القارية الأولى لا تزال تؤرق الفريق المملوك قطريا، إذ مني بخسارة افتتاحية أمام ليفربول بصعوبة 2 – 3، قبل تعويضه في الثانية بفوز ساحق وجدلي على النجم الأحمر الصربي 6 - 1.
وفتحت النيابة العامة الوطنية المالية في فرنسا تحقيقا بعد فوز سان جيرمان، إثر شبهات نفاها الطرفان بحق إداري للنادي الصربي راهن بخمسة ملايين يورو على هزيمة فريقه بفارق خمسة أهداف. ويأمل فريق جنوب إيطاليا في العودة على الأقل بنقطة من أرض الفريق السابق لمدربه الحالي كارلو أنشيلوتي، الذي أشرف عليه بين 2011 و2013، قبل انتقاله إلى ريال مدريد الإسباني ثم بايرن ميونيخ الألماني.
في المباراة الثانية، يبدو ليفربول وصيف النسخة الأخيرة مع نجمه المصري محمد صلاح، مرشحا قويا لتخطي النجم الأحمر في ملعب «أنفيلد»، معولا على عودته إلى سكة الفوز في الدوري المحلي؛ حيث يتساوى في النقاط مع مانشستر سيتي حامل اللقب.
وفي المجموعة الأولى، سيضع الفائز من مواجهة بوروسيا دورتموند الألماني وضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني قدما في الدور الثاني، بعد فوزهما في أول مرحلتين على بروج البلجيكي وموناكو الفرنسي. وفي ظل تراجع نتائج غريمه بايرن ميونيخ في الدوري المحلي، تقدم دورتموند مع تشكيلته الشابة واحتل الصدارة من دون خسارة في ثماني مباريات، فيما يخوض أتلتيكو المواجهة بعد تعادله مع فياريال وبقائه على بعد نقطتين من صدارة الدوري الإسباني «الليغا».
بوروسيا دورتموند الذي لم يتلق أي هزيمة حتى الآن في الموسم الجاري بكل المسابقات، بات الآن بصدد خوض أول اختبار صعب عندما يلتقي أتلتيكو مدريد الإسباني اليوم. وحتى الآن، حقق دورتموند نتائج وعروضا مبهرة تحت قيادة مديره الفني الجديد لوسيان فافري، ليتصدر جدول الدوري الألماني (بوندسليغا) ويتقاسم صدارة المجموعة الأولى بدوري الأبطال مع أتلتيكو مدريد برصيد ست نقاط لكل منهما. ورغم تحقيق انتصار ساحق على نورنبرغ 7 – صفر، وأمام شتوتغارت بنتيجة 4 – صفر، يوم السبت الماضي، تشكل مباراة اليوم اختبارا صعبا لدورتموند أمام أتلتيكو مدريد الذي يدربه المدير الفني دييغو سيميوني، الذي وصل إلى نهائي البطولة الأوروبية في عامي 2014 و2016.
وقال الألماني ماركو رويس مهاجم دورتموند: «نحن مستعدون لمواجهة أتلتيكو مدريد. إنه فريق قوي للغاية في الجانب الدفاعي، كما يجيد التنظيم والتماسك بطريقة (4 - 4 – 2)، لكن علينا التحلي بالصبر. المباراة تشكل اختبارا لمدى نضج فريقنا وتقييما لما وصلنا إليه، لكنني أثق بقدراتنا». كذلك قال زميله المهاجم ماكسيميليان فيليب: «جميعنا نشعر بالحماس حقا»، وأضاف: «أتلتيكو لديه فريق هائل. إنه يتنافس بثبات على أعلى المستويات، محليا ودوليا، منذ عدة مواسم. إنه اختبار شائك».
وسجل خط هجوم دورتموند المدجج بنجوم أمثال رويس وباكو ألكاسير، متصدر قائمة هدافي «البوندسليغا»، والإنجليزي اليافع جادون سانتشو، إجمالي 31 هدفا خلال ثماني مباريات بـ«البوندسليغا»، إلى جانب انتصارين في دوري الأبطال أمام كلوب بروج وموناكو، وهو ما يزيد على ضعف عدد الأهداف المسجلة من جانب أتلتيكو مدريد (15 هدفا).
وقال سانتشو المنضم حديثا للمنتخب الإنجليزي: «لدينا طموح كبير»، وقد أثنى فافري، المدرب السابق لمونشنغلادباخ الألماني ونيس الفرنسي، بشكل كبير على خط هجوم الفريق. وقال فافري: «لدينا لاعبون شبان على الجناحين. ويؤدون بقوة في حالات المراوغة والانفراد، لديهم طموح كبير ويجيد بعضهم التفاهم مع بعض على الملعب. ونحن بحاجة إلى مواصلة العمل الجاد».
وخلال المباريات العشر، اهتزت شباك دورتموند بثمانية أهداف فقط، وهو ما يزيد بفارق هدف واحد فقط عن عدد الأهداف المسجلة بشباك أتلتيكو الذي يتميز بشكل أساسي بصلابة الدفاع. ويعد ذلك مؤشرا واضحا لنجاح فافري في إعادة الاستقرار والتماسك إلى صفوف دورتموند، بعد أن افتقد الفريق ذلك خلال الموسم الماضي، ليودع دوري الأبطال من دور المجموعات، ويحرز المركز الرابع في «البوندسليغا» بشق الأنفس.
وأسفر انضمام لاعبي خط الوسط أكسيل فيتسل وتوماس ديلاني إلى دورتموند، في تعزيز التوازن بين خط الهجوم وخط الدفاع الذي تطور بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي. وقال ديلاني: «نعرف أن مواجهة الغد ستكون صعبة. ولكننا نرغب بالتأكيد في تحقيق الفوز». ولا يزال دورتموند يتمسك بالحذر؛ وخصوصا في ظل حقيقة البداية الهائلة التي حققها في الموسم الماضي وتبعها التراجع، وهو ما أسفر حينها عن رحيل بيتر بوس عن منصب المدير الفني، ومعاناة بيتر شتوغر بعدها لدى توليه المهمة بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم.
وتتركز الأنظار على مباراة موناكو وبروج؛ حيث يقود الأول نجمه الدولي السابق تييري هنري، بعد خسارته في مباراته الأولى في الدوري السبت الماضي أمام ستراسبورغ 1 - 2. وقال هنري بعد مباراة سيئة لفريق الإمارة: «كنت مدركا أنه من الصعب تنظيم الأمور بعد يومين فقط من العمل». وحل هنري الذي كان مساعدا لمدرب منتخب بلجيكا الإسباني روبرتو مارتينيز، بدلا من البرتغالي المقال من منصبه ليوناردو جارديم.
وفي المجموعة الرابعة التي لا تضم أي فريق من الوزن الثقيل، يحل شالكه الألماني المتصدر (4 نقاط) على غلطة سراي التركي (3)، وبورتو البرتغالي (4) على لوكوموتيف موسكو الروسي (صفر).
تجربة صعبة لبرشلونة من دون ميسي أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال
دورتموند يصطدم بأتلتيكو مدريد... وليفربول يستضيف النجم الأحمر... ورحلة شاقة لتوتنهام إلى أيندهوفن
تجربة صعبة لبرشلونة من دون ميسي أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة