موسكو تخشى غياب البديل لمعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في موسكو (أ. ف.ب)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في موسكو (أ. ف.ب)
TT

موسكو تخشى غياب البديل لمعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في موسكو (أ. ف.ب)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في موسكو (أ. ف.ب)

أقرّ الكرملين اليوم (الثلاثاء) بأن في معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي تريد واشنطن الانسحاب منها نقاط ضعف، لكنه لا يرحب بما وصفه بأنه منهج أميركي خطير بالحديث عن الانسحاب دون اقتراح بديل.
ومن المقرر أن يناقش الرئيس فلاديمير بوتين هذا الأمر في موسكو اليوم مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.
وتوقّع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن يفسر بولتون الموقف الأميركي. وأضاف: "بالطبع هناك نقاط ضعف في المعاهدة، لكننا لا نرحب بتمزيقها دون وجود خطط بشأن شيء جديد".
من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم إنه يتوقع أن توفر زيارة بولتون لروسيا زخما لتوطيد العلاقات بين البلدين. ورأى أن الكثير من مشكلات العالم لا يمكن حلها إلا من خلال الجهود المتبادلة، وأن "هناك حاجة إلى حوار أكثر عمقا".
وتأتي محاثات بولتون في موسكو على خلفية تهديد الرئيس دونالد ترمب بتعزيز الترسانة النووية الأميركية. وقال للصحافيين في البيت الأبيض أمس (الإثنين) إن روسيا "لم تلتزم بروح الإتفاق أو بالإتفاق بحد ذاته". ولم يوضح ما إذا كان سيجري التفاوض على معاهدة جديدة، لكنه أكد أن الولايات المتحدة ستطور هذه الأسلحة ما لم توافق روسيا والصين على التوقف عن ذلك.
وأضاف ترمب: "حتى يعود إلى الناس الى رشدهم، سوف نستمر بتعزيزها"، في إشارة الى الترسانة النووية الاميركية. وزاد أن كلامه هو "تهديد لأي جهة تريدون، وهذا يشمل الصين، وايضا روسيا، وأي جهة اخرى تريد ان تلعب هذه اللعبة".



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.