الأسواق تلتقط الأنفاس مع اتجاه روما لتلطيف الأجواء مع بروكسل

اليورو والأسهم يرتفعان بعد هبوط تكلفة الديون الإيطالية

رئيس الوزراء الإيطالي خلال أحد المؤتمرات الشعبية في روما أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإيطالي خلال أحد المؤتمرات الشعبية في روما أمس (رويترز)
TT

الأسواق تلتقط الأنفاس مع اتجاه روما لتلطيف الأجواء مع بروكسل

رئيس الوزراء الإيطالي خلال أحد المؤتمرات الشعبية في روما أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإيطالي خلال أحد المؤتمرات الشعبية في روما أمس (رويترز)

شهدت الأسواق الأوروبية تحسناً أمس على وقع ما بدا أنها تهدئة للصراع المشتعل بين الحكومة الإيطالية من جانب، والمفوضية الأوروبية من جانب آخر، على وقع الخلاف الحاد حول الموازنة الإيطالية التي ترفضها بروكسل.
وأمس، أكد مارغريتس شيناس، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أن المفوضية تلقت ردا من الحكومة الإيطالية بشأن انتقاد خطط الموازنة الإيطالية لعام 2019، بينما كتب وزير الاقتصاد الإيطالي جيوفاني تريا في خطاب نشرته وزارة المالية في روما أن الحكومة «على دراية بأنها اختارت مسارا لسياسة الموازنة لا يتوافق مع قواعد الاتحاد الأوروبي». وقال شيناس إن المفوضية سوف تقرر الخطوات المقبلة اليوم الثلاثاء.
من جانبه، أعلن الائتلاف الشعبوي الحاكم في إيطاليا أمس إبقاء الميزانية التي قدمتها حكومته من غير تعديل، لكنه تعهد بالالتزام بشكل صارم بالأهداف التي حددها من دون أن يزيد من العجز أو الدين، في رسالة وجهها إلى بروكسل.
كما أكد الائتلاف مرة جديدة تمسكه بالاتحاد الأوروبي وبمنطقة اليورو، معلنا أن لا مجال «إطلاقا» لخروج إيطاليا منهما.
ويتوقع الائتلاف المكون من حركة «الرابطة» (يمين متطرف)، و«حركة خمس نجوم» (مناهضة لمؤسسات الحكم)، عجزا بنسبة 2.4 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي عام 2019، بالمقارنة مع التزام بنسبة 0.8 في المائة للحكومة السابقة، على أن يتراجع إلى مستوى 2.1 ثم 1.8 في المائة في عامي 2020 و2021 على التوالي.
كما تعهدت روما بخفض دينها العام إلى مستوى 126.5 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي بحلول 2021، مقابل مستوى نحو 131 في المائة حاليا.
وبعدما طالبتها بروكسل بتقديم «توضيحات» قبل ظهر أمس حول ميزانيتها التي «تعد خارج السقف» الأوروبي، أبقت روما أهدافها. وأشارت الحكومة في رسالة من 4 صفحات إلى أنها تدرك أن هذه الميزانية «لا تلتزم بمعايير ميثاق الاستقرار والنمو».
وأكدت أنه «كان قرارا صعبا؛ إنما كان ضروريا، في ضوء التأخير في عودة إجمالي الناتج الداخلي إلى مستوى ما قبل الأزمة، والظروف الاقتصادية القاسية التي تعاني منها الطبقات الأكثر فقرا في المجتمع الإيطالي»، لكن «إن جاءت نسبة دين من أصل إجمالي الناتج الداخلي والعجز من أصل إجمالي الناتج الداخلي غير مطابقة للتوقعات، فإن الحكومة تتعهد بالتدخل من خلال اتخاذ كل التدابير الضرورية حتى يتم الالتزام بشكل صارم بالأهداف المحددة». كما قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي خلال لقاء مع الصحافة الأجنبية في روما إن «نسبة 2.4 في المائة هي بنظرنا سقف تعهدنا الالتزام به... قد لا نبلغه، لكن من المؤكد أننا لن نتجاوزه». وأضاف: «لسنا مجموعة من المتهورين. لو تبنينا قانونا ماليا مختلفا، لكنا دخلنا في ركود». وأكد: «إننا داخل أوروبا كليا، نريد التحاور مع المؤسسات الأوروبية بذهنية التعاون المخلص والحوار البناء»، منددا بـ«الأحكام المتسرعة أحيانا التي يطلقها بعض المسؤولين الأوروبيين».
وعلى غرار ما فعله نائباه، زعيم «حركة خمس نجوم» ماتيو سالفيني وزعيم «حركة الرابطة» لويجي دي مايو، أكد كونتي مجددا التزام بلاده الأوروبي. وردد متحدثا بالإنجليزية: «اسمعوني جيدا: لا مجال إطلاقا لخروج من أوروبا أو من منطقة اليورو».
وعلى وقع التهدئة الإيطالية، ارتفع اليورو أمس بفضل هبوط تكلفة اقتراض الحكومة الإيطالية بعد الارتفاع الأخير، لتنعم السوق بشيء من الهدوء.
وخفضت وكالة «موديز» للتصنيفات الائتمانية تصنيف ديون الحكومة الإيطالية يوم الجمعة الماضي، لكنها أبقت على النظرة المستقبلية «مستقرة» على غير المتوقع. وأدى ذلك، إلى جانب تصريحات نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو بشأن استعداد الحكومة لعقد محادثات مع الاتحاد الأوروبي وسط خلاف بشأن ميزانية روما، إلى زيادة الطلب على الدين الإيطالي بعد هبوط حاد في الأسابيع الأخيرة.
وعلى مدار العام الحالي نزل اليورو غالبا كلما ارتفعت عائدات السندات الحكومية الإيطالية. وزادت العملة الموحدة 0.3 في المائة إلى 1.1550 دولار لتسجل أعلى مستوى خلال التعاملات، وتبتعد عن المستويات المنخفضة للفترة الأخيرة عند 1.1433 دولار. وهبط مؤشر الدولار 0.3 في المائة إلى 95.472. وارتفع اليورو 0.2 في المائة إلى 1.1487 فرنك سويسري، وزاد بالنسبة نفسها أمام الجنيه الإسترليني ليسجل 88.26 بنس... ورغم صعود اليورو، فإن محللين يقولون إنه ما زال تحت رحمة التطورات في إيطاليا في ظل قدر كبير من الضبابية بشأن المستقبل.
وارتفعت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة أمس بعد قرار «موديز» الإبقاء على تصنيف إيطاليا السيادي مستقرا، مما خفف بواعث القلق من تراجع في سندات البلاد وعزز أسهم البنوك الإيطالية.
وصعد مؤشر البنوك الإيطالية، كثيفة الانكشاف على السندات الحكومية، أكثر من 3 في المائة، ليقود مؤشر البنوك الأوروبية للصعود ويساعد المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي، الذي ارتفع 0.4 في المائة إثر خسائر على مدى 3 جلسات متتالية.
وشهد قطاع السيارات طلباً هو الآخر ليرتفع سهم «فيات كرايسلر» 4.3 في المائة، بعد أن اتفق صانع السيارات الإيطالي الأميركي على بيع وحدة «ماجنيتي ماريلي» في صفقة قيمتها 6.2 مليار يورو (7.16 مليار دولار).



إدارة بايدن ترجئ تنفيذ أمر بمنع صفقة «نيبون ستيل» و«يو إس ستيل»

شعار «نيبون ستيل» في المقر الرئيسي للشركة في طوكيو (رويترز)
شعار «نيبون ستيل» في المقر الرئيسي للشركة في طوكيو (رويترز)
TT

إدارة بايدن ترجئ تنفيذ أمر بمنع صفقة «نيبون ستيل» و«يو إس ستيل»

شعار «نيبون ستيل» في المقر الرئيسي للشركة في طوكيو (رويترز)
شعار «نيبون ستيل» في المقر الرئيسي للشركة في طوكيو (رويترز)

أرجأت إدارة بايدن حتى يونيو (حزيران) المقبل أمراً لشركة «نيبون ستيل» بالتخلي عن عرضها بقيمة 14.9 مليار دولار لشراء «يو إس ستيل»، مما يمنحها بعض الوقت لإحياء الصفقة المثيرة للجدل سياسياً، وفق ما ذكرت الشركتان.

في الثالث من يناير (كانون الثاني)، منع الرئيس جو بايدن الاستحواذ لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين هذا الأسبوع إن الصفقة المقترحة تلقت «تحليلاً شاملاً» من قبل هيئة المراجعة بين الوكالات، لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة.

وسيمنح التأخير المحاكم الوقت لمراجعة التحدي القانوني الذي رفعته شركات صناعة الصلب ضد أمر بايدن. وكان لدى الطرفين في السابق 30 يوماً لإلغاء معاملتهما.

وقالت الشركتان في بيان: «نحن سعداء لأن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة منحت تمديداً حتى 18 يونيو 2025 للمتطلب الوارد في الأمر التنفيذي للرئيس بايدن بأن يتخلى الطرفان بشكل دائم عن الصفقة». وأضافوا: «نتطلع إلى إتمام الصفقة، التي تضمن أفضل مستقبل لصناعة الصلب الأميركية وجميع أصحاب المصلحة لدينا».

وقال متحدث باسم الشركة اليابانية إن 18 يونيو هو تاريخ انتهاء عقد الاستحواذ الحالي بين «نيبون ستيل» و«يو إس ستيل».

وأعرب بايدن، الديمقراطي، وخليفته القادم الجمهوري دونالد ترمب، عن معارضتهما لاستحواذ الشركة اليابانية على صانع الصلب الأميركي حيث سعى المرشحون إلى كسب أصوات النقابات في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) التي فاز بها ترمب.

وزعمت «يو إس ستيل» و«نيبون ستيل» في دعواهما القضائية يوم الاثنين أن مراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة كانت متحيزة بسبب معارضة بايدن الطويلة الأمد للصفقة، مما حرمهما من الحق في مراجعة عادلة. وطلبوا من محكمة الاستئناف الفيدرالية إلغاء قرار بايدن بالسماح لهم بمراجعة جديدة لتأمين فرصة أخرى لإغلاق الاندماج.

يرأس عادة وزير الخزانة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، التي تفحص عمليات الاستحواذ الأجنبية على الشركات الأميركية وصفقات الاستثمار الأخرى لمخاوف الأمن القومي. وتتخذ لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة عادة قرارات مباشرة بشأن القضايا أو تقدم توصيات إلى الرئيس، ولكن في قضية شركة «يو إس ستيل-نيبون ستيل»، فشلت اللجنة في التوصل إلى توافق في الآراء، تاركة القرار لبايدن.

ونادراً ما رفضت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة الصفقات التي تشمل دول مجموعة السبع المتحالفة بشكل وثيق، والتي تشمل اليابان.

وقال وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا يوم الأحد إنه أبلغ وزير الخارجية المنتهية ولايته أنتوني بلينكين خلال اجتماع عقد مؤخراً أن قرار بايدن بمنع البيع لأسباب تتعلق بالأمن القومي مؤسف للغاية. أضاف إيوايا في برنامج حواري على هيئة الإذاعة العامة: «السياق الأوسع للتحالف الياباني الأميركي مهم للغاية، ومن الضروري التعامل مع هذه الصفقة بشكل مناسب لتجنب تعطيلها... اليابان هي أكبر مستثمر في الولايات المتحدة. هناك قلق واسع النطاق داخل مجتمع الأعمال، وسأستمر في حث الولايات المتحدة على تخفيف هذه المخاوف».