البرلمان المصري يوافق على إعلان حالة الطوارئ لـ3 أشهر

بعد توصية اللجنة العامة بتمكين الأمن من مواجهة الإرهاب

TT

البرلمان المصري يوافق على إعلان حالة الطوارئ لـ3 أشهر

وافق مجلس النواب المصري (البرلمان)، أمس، على قرار رئيس الجمهورية إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، اعتباراً من 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وجاءت موافقة المجلس بعد بيان للحكومة ألقاه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، حول الأسباب والظروف التي دعت لإعلان حالة الطوارئ، الذي أكد فيه أن «التدابير الاستثنائية الواردة في قانون إعلان حالة الطوارئ لن تستخدم إلا بالقدر الضروري بما يحفظ الحريات وعدم النيل منها ويحقق متطلبات الأمن القومي».
وتشهد مصر منذ سنوات تفجيرات وأعمال عنف في أنحاء متفرقة من البلاد، خصوصاً في محافظة شمال سيناء الحدودية التي تحولت إلى بؤرة مشتعلة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إذ تنتشر فيها جماعات متشددة، أبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الموالي لـ«داعش».
وفرضت مصر حالة الطوارئ، للمرة الأولى خلال عهد الرئيس السيسي، في أبريل (نيسان) 2017 بعد تفجيرين في كنيستين أوقعا نحو 45 قتيلاً وعشرات المصابين، ثم مددتها كل 3 أشهر، أو أكثر قليلاً تفادياً لمخالفة دستورية. وكان آخر تمديد في 14 يوليو (تموز) الماضي.
ويتطلب إعلان حالة الطوارئ موافقة مجلس النواب بأغلبية الثلثين، وفقاً للدستور. وجاءت موافقة المجلس، أمس، بعد استعراض تقرير أعدته اللجنة العامة، أوصت فيه بـ«الموافقة على القرار لتمكين قوات الأمن من القيام بعملها بكفاءة عالية ومواجهة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها ومصادر تمويلها وكشف خطوط اتصالاتها بالخارج، إلى جانب درء مخاطر إرهابها قبل وقوعه».
وأوضحت اللجنة أن «إعلان حالة الطوارئ جاء لحماية المواطنين من خلال اتخاذ التدابير اللازمة لحفظ الأمن العام»، مشيرة إلى أن «الأسباب التي دعت لإعلان حالة الطوارئ واضحة وظاهرة وتهدف للعمل من أجل تحقيق أمن الوطن واستقراره». كما أشادت بتعهد رئيس مجلس الوزراء بالتزام الحكومة بألا يتم استخدام إعلان حالة الطوارئ في غير حالات الضرورة، وتحقيق التوازن بين حماية الحريات العامة ومتطلبات الأمن القومي.
وأشارت اللجنة إلى أن الأعمال الإرهابية التي شهدتها مصر ولا تزال، وأوقعت ضحايا «تفرض على مصر الاستمرار في اليقظة حيال كل ما يهدد أمنها»، ونوهت بأن مصر «نجحت من خلال التجارب السابقة لفرض حالة الطوارئ في التصدي للجرائم وضبط كثير من التشكيلات الإجرامية».
ووفقاً لقرار رئيس الجمهورية بإعلان حالة الطوارئ، تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد، وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين. وقال رئيس الوزراء المصري في بيانه أمس، إن «الأعمال الإرهابية الخسيسة التي تستهدف قوات الجيش والشرطة محاولات يائسة لن تؤثر في عزيمة قواتنا التي تواصل عملية سيناء». وتشن قوات الجيش والشرطة عملية أمنية كبيرة في شمال سيناء ووسطها منذ فبراير (شباط) الماضي لتطهير تلك المنطقة من المتشددين. وتعرف العملية باسم «عملية المجابهة الشاملة - سيناء 2018». وأضاف: «العمليات الأمنية ضد الإرهاب لن تؤتي ثمارها في مواجهة الإرهاب إلا مع تزامنها مع تنفيذ خطط التنمية واستعادة الاستقرار الأمني». وشدد على عزم مصر على «اقتلاع جذور الإرهاب».
بدوره، نبه رئيس ائتلاف الأغلبية في مجلس النواب «دعم مصر» عبد الهادي القصبي، إلى أن «ما حققته الدولة المصرية من نجاحات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في الداخل وفي الخارج لم يكن ليتحقق لولا نعمة الأمن»، مشيراً إلى أن «هناك من يسعى للتدخل في شؤون مصر الداخلية، ويحاول العبث بأمنها».
ويوسع قانون الطوارئ بشكل كبير صلاحيات الشرطة في التوقيف والمراقبة ويمكن أن يسمح بفرض قيود على حرية التحرك.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.