قصتي مع الإعلام: مشاهد متناثرة من 25 سنة

قصتي مع الإعلام: مشاهد متناثرة من 25 سنة
TT

قصتي مع الإعلام: مشاهد متناثرة من 25 سنة

قصتي مع الإعلام: مشاهد متناثرة من 25 سنة

لا أذكر سني تحديداً عندما دار الحديث التالي في سيارة والدي «الأستاذ منير» كما ينادونه بعد مرافقتي له ليوم كامل في مجلة «صباح الخير». سألته: «هو أنت بتشتغل بقى لك كثير صحافي يا بابا؟»، فأجابني: «20 سنة». فقلت: «يااااه، كتير أوي! هو الصحافي ده حاجة مهمة؟»، فردّ: «لو مستقل وبيفكر صح يبقى أهم من أي حد».
لا أعرف كيف بدأ هذا الحوار أو سببه، لكن يبدو وأنا أتمّ عامي الخامس والعشرين في عملي على الشاشة، يبدو أنه بقى حاكماً ومؤثراً على امتداد العمر.
هل كبرت؟ هل صار لديّ ما أحكيه؟ ربما. الأكيد، أن الصحافي على اختلاف وسيلته يملك الكثير من القصص. لكل خبر قصة، ولكل حوار على الهواء ما جرى قبله وبعده.
التفاصيل كثيرة ولا يمكن استدعاؤها دفعة واحدة، كما أن كثيراً منها لم يَحِن الوقت له.
ربما تكون القصة المشتركة بيني وبين المصادر على تعددها وتنوع مستواها هي تلك التي أملكها أنا. قصة بدأت منذ ربع قرن، وأستطيع القول بقدر من الثقة والثبات وحمد الله وشكره إنها مستمرة كما بدأت. هذه مقتطفات من أوائل الأيام وحتى وقت قريب.
***
يومي الأول كمراسل شاب، والمهمة مناسبة رياضية صغيرة. اجتهدت في التغطية بحماس التجارب الأولى، وفي ختام اليوم، وجدت رئيس اتحاد الرياضة المسؤول عن الحدث يسلمني مظاريف بيضاء بعدد أفراد طاقم العمل. اعتذرت عن قبولها بحسم وغادرت وعلى وجهه اندهاش وبعض الغضب. كان الأمر عرفاً معتاداً. وصلت إلى مقر عملي ليسألني أستاذي حسن حامد عما حدث في مهمتي الأولى. اندفعت أحكي وختمت قائلاً: «يا أستاذ حسن لو قبلت ما عُرض لتحولت فوراً من ندٍّ له لأجير عنده».
ابتسم أستاذي العزيز راضياً وداعماً.
***
مرت الأعوام وأنا أعوم في بحار مفتوحة، أتعامل مع كل حدث وكل شخص. أتفهم ولا أتبع. أتقدم قليلاً وأتراجع قليلاً. فقط أحاول إتمام المهمة بإتقان ما استطعت إليه سبيلاً.
منذ أيام يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران)، تبدو مشاهد التغيير في الشارع، والصراع علي الشاشة وخلفها، فتكون دعوات الأم بالتوفيق والسداد من رحمة الخالق، تماماً كما دعم الزملاء في فريق العمل. كلمات مطمئنة ودافعة من رفيق العمر، المدير والصديق محمد عبد المتعال: «خليك زي ما أنت يا شريف بالظبط. إحنا اللي ح نكسب في الآخر».
تنتهي أحداث، وتبدأ أخرى. يأتي للاستوديو، مثلاً، أشخاص بصفة المرشح الرئاسي التي لم يعرفها جيلي من قبل، أو مسؤول يعلن استقالته على الهواء معي. عاملتهم جميعاً بكل ما أستطيع من تقدير واحترام، لكن ليس على حساب السؤال أبداً. لم أسع لما أسمّيه «لحظة اليوتيوب». تلك التي يشار إليها بالنارية أو الصادمة، وعليك أن تشاهدها دائماً «قبل الحذف». في عملي أخطاء بطبيعة الممارسة لكنها ليست خطايا أميل إلى حذفها. أبحث فقط عن إجابة كاشفة أو فكرة هادية من حق السيد المشاهد.
***
في ندوة عامة مع شباب على عتبة الزمالة، فكّرت أن إجاباتي قد تكون هي الأخرى عناصر من مشاهد في المرآة الخلفية لطريقهم في يوم ما. قلت لهم ما تعلمته في سنواتي الـ25 محاولاً الالتزام بصيغة «تويترية» تقترب من عصرهم: «ماتخليش عينك على جيب غيرك، ولا عقلك شقة لأفكار غيرك... اختار أساتذة تحترمهم، واشتغل مع فريق عمل شبهك... الباقي مش كيميا، ح تتعلمه بالوقت».
لكني خفت من صورة الناصح صاحب الخبرة، فختمت بما قاله العظيم محمود درويش، كأني أذكّر نفسي أولاً: «مَن أنا لأقول لكم ما أقول لكم؟».


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

يوميات الشرق «الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
إعلام الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية» في الرياض.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي الهواتف الجوالة مصدر معلومات بعيداً عن الرقابة الرسمية (تعبيرية - أ.ف.ب)

شاشة الجوال مصدر حصول السوريين على أخبار المعارك الجارية؟

شكلت مواقع «السوشيال ميديا» والقنوات الفضائية العربية والأجنبية، مصدراً سريعاً لسكان مناطق نفوذ الحكومة السورية لمعرفة تطورات الأحداث.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يقودون مركباتهم في منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية كما شوهد من شمال إسرائيل الأربعاء 27 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

أصيب مصوران صحافيان بجروح بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهما في جنوب لبنان اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.