الشمس تتعامد اليوم على وجه رمسيس الثاني

لا تخلف الشمس موعدها منذ آلاف السنين وتتعامد مرتين في العام على وجه رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل بأسوان، (جنوب مصر) إحداهما صباح اليوم 22 أكتوبر (تشرين الأول)، إذ تخترق مدخل المعبد وصولاً إلى غرفة قدس الأقداس حيث يوجد تمثال رمسيس الثاني، بصحبة تماثيل آمون رع، ورع حور، وبتاح.
وتحتفل وزارة الآثار المصرية سنويا بهذا الحدث الفلكي الذي يكشف عن عبقرية المصري القديم في اختيار المكان الذي سيوجد فيه تمثال رمسيس الثاني لتتعامد عليه الشمس، غير أن احتفال هذا العام ستكون له طبيعة خاصة، إذ تشارك فيه منظمة اليونيسكو بصحبة سفراء الدول العربية والأجنبية، وذلك بمناسبة مرور 50 عاما على إنقاذ المعبد.
وقبل نحو 3300 عام نحت رمسيس الثاني معبده على أحد الجبال الشامخة المطلة على الشاطئ الغربي لنهر النيل، وبمرور الوقت بدأت رمال الصحراء تزحف على تماثيله حتى غطتها تقريبا (المعبد الكبير معبد الملك والمعبد الصغير معبد زوجته الجميلة نفرتاري) وأعيد في عام 1813 اكتشاف المعبدين، وبعد أقل من 150 عاما على إعادتهما للحياة جاء تهديد جديد من مياه بحيرة ناصر التي كانت ستغمر المعبدين تماما عند الانتهاء من إنشاء السد العالي وقتها، الأمر الذي دفع اليونيسكو إلى استنهاض العالم لإنقاذ المعبد عام 1965 وتنفيذ أكبر مشروع إنقاذ أثري شهده التاريخ.
ويقول عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة لـ«الشرق الأوسط»: «تقديراً للدور الذي لعبته اليونيسكو والدول التي شاركت في عملية الإنقاذ، ستكون زيارة الشمس الموسمية لوجه رمسيس الثاني احتفالية خاصة هذا العام».
واصطحب وزير الآثار المصري خالد العناني، أمس، مندوبي اليونيسكو والسفراء العرب والأجانب في جولة سياحية بالمعبد، وأقيم عرض للصوت والضوء، واحتفالية تضمنت كلمات أشادت بالدور الذي لعبته اليونيسكو والدول الأجنبية في إنقاذ المعبد.
من جهته، قال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لـ«الشرق الأوسط»، إن حركة الشمس الظاهرية في السماء تعتمد في مضمونها على أن الشمس في شروقها وغروبها تمر على كل نقطة خلال مسارها مرتين في السنة». ويضيف: «اختيار موقع تلك النقطة يكشف عن براعة المصري القديم، لأننا لو أردنا أنا نفعل ذلك الآن فلا بد من إجراء معادلات رياضية يستخدم فيها الحاسب الآلي».